بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن تنبَّه أعداء الإسلام إلى أن قوة المسلمين تكمن في تمسكهم بتعاليم الإسلام التي جاء بها القرآن الكريم و ما جاء به النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) و التزامهم بهذه التعاليم القيمة المباركة التي لها أثرٌ إعجازي في تماسك الأمة الإسلامية و رُقيها مادياً و معنوياً مما يُشكل سداً منيعاً أمام هجماتهم الحاقدة حتى بدأوا بكل ما بوسعهم في التخطيط لإبعاد المسلمين عن روح الدين الإسلامي من خلال إفراغ الدين من محتواه الحقيقي و المؤثر ، و عمدوا إلى المواسم الدينية و العبادية و سعوا بكل الوسائل في جعلها طقوساً دينية جامدة لا روح فيها .
و لم يسلم شهر رمضان ـ بإعتباره من أهم المواسم الدينية ـ من كيد الأعداء .
فيا أيها المسلم الغيور ، ألا ترى البرامج الرمضانية المختلفة التي يبثها إعلامنا في دولنا الإسلامية و العربية ، ما هو مستواها ؟ و كم هي ساقطة و تافهة من حيث المحتوى و المضمون ، لا تأثر على مستمعها و مشاهدها إلا سلباً ، و هي في تردٍ دائم ، فلا تكاد تجد مسلسلاً أو فلماً رمضانياً خالياً من الخلاعة و المجون و الرقص و الغناء و الفحش ، و الأَمَرُّ من كل هذا هو وصفها بالمسلسلات الرمضانية أو البرامج الرمضانية ، و التي هي أبعد شيء من شهر رمضان المبارك و أهدافه و من مقاصد الشريعة الإسلامية .
و من جملة ما حدث لشهر رمضان المبارك و فريضة الصوم ، هو سوق الصائمين بصورة غير مباشرة ـ من خلال نفس هذه البرامج ـ إلى إيجاد حالة الشره في الأكل و الشرب من خلال التفنن في إعداد الموائد الرمضانية بدلاً من تعويد النفس على قلة المأكل و المشرب و تحسس الجوع و العطش .
إن التركيز على الأكل و الشرب من قبل هذه المؤسسات الإعلامية إنما هو من أجل عكس النتائج المتوخاة من هذا الشهر الكريم و إلهاء الصائمين عن روح الصيام و أهداف شهر الضيافة الإلهية .
و ما أشرنا إليه ليس إلا مثالاً واحداً مما حاكه أعداء الأمة الإسلامية ضد الشريعة الإسلامية و المسلمين ، و نكتفي هنا بالإشارة إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي نجح هؤلاء الأعداء من ترسيخها في عادات شعوبنا المسلمة و خاصة شبابنا .
فكم ترى و أنت تمشي في ليالي شهر رمضان على أرصفة الشوارع و في الطرقات و الأزقة و الخيم الرمضانية من حلقات اللعب و اللهو و القمار و غيرها !
و كم ترى الناس في المقاهي و الملاهي و البيوت و المراكز التجارية و الحدائق و غيرها الناس ـ الصائمون ـ و هم يجترون النكت السخيفة و الكلام الفارغ ، أو و هم يستمعون إلى الأغاني ، أو و هم يشاهدون في أكثر ساعات الليل الأفلام و المسلسلات الخليعة و الساقطة أو التافهة التي تخدش الحياء و تدمِّر الأخلاق ، و التي لا تزيد الإنسان في معلوماته و لا في علمه و إيمانه و خُلقه ، و لا تجلب له سوى الآثام و الذنوب و الخسران و السقوط .
كل هذا بدلاً من العبادة الخالصة ، و الصلاة الخاشعة ، و الدعاء و الابتهال و التوجه إلى الله و الإنابة إليه ، و الإهتمام بما أمرنا الله عَزَّ و جَلَّ ، و التي من أهمها الاهتمام بأمور المسلمين و همومهم ! .