العيد مناسبة دينية قبل ان تكون موروثاً اجتماعياً او شعبياً ، وعليه ولغرض معرفة العيد كما ينبغي علينا استنطاق روايات اهلِ بيت العصمة ( عليهم السلام ) كونهم هم الناطق الشرعي للدين وخلفاء سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين :
◀ عن المفضل بن عمر قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا كان يوم القيامة زُفّت أربعة أيام إلى الله (عز وجل) كما تزّف العروس إلى خدرها ، يوم الفطر ويوم الأضحى ، ويوم الجمعة ويوم غدير خم ( وسائل الشيعة للحر العاملي ) .
◀ ورد في الفقيه ، عن جابر ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أنّه قال : إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى منادٍ أيّها المؤمنون أغدوا إلى جوائزكم . ثمّ قال : يا جابر ، جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك . ثم قال : هو يوم الجوائز ( المصدر السابق ) .
◀ عن الفضل بن شاذان في ( حديث العلل ) عن الرضا عليه السلام قال : ( إنما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعاً يجتمعون فيه ويبرزون لله عز وجل فيمجدونه على ما منَّ عليهم ، فيكون يوم عيد ويوم اجتماع ويوم فطر ويوم زكاة ويوم رغبة ، ويوم تضرّع ، ولأنه أول يوم من السنة يحل فيه الأكل والشرب ، لأن أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان ، فأحب الله عز وجل أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه ويقدسونه) . نفس المصدر
◀ قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بعض الأعياد : ( إنما هو عيد لمن قَبِل اللهُ صيامَه ، وشكرَ قيامَه ، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد ) . مستدرك الوسائل، الميرزا النوري
◀ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه قال : ( اليوم لنا عيد ، وغدا لنا عيد ، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد ) . مستدرك الوسائل
◀ نظر الحسين بن علي (عليه السلام ) إلى ناس في يوم فطر يلعبون ويضحكون ، فقال لأصحابه والتفت إليهم : (ان الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه ، فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا ، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخيب فيه المقصرون ). وسائل الشيعة، الحر العاملي
◀ قال سويد بن غفلة : دخلت عليه يوم عيد ، فإذا عنده فاثور (المائدة ، والطست ) عليه خبز السمراء ، وصحفة فيها خطيفة (الخطيفة : لبن يطبخ بدقيق ، وملبنة فقلت : يا أمير المؤمنين ، يوم عيد وخطيفة : فقال : ( إنما هذا عيد من غفر له ) . مستدرك الوسائل
◀ عن محمد ابن سنان ان الرضا (عليه السلام ) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : ( علة غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الأغسال لما فيه من تعظيم العبد ربه واستقباله الكريم الجليل وطلبه المغفرة لذنوبه وليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله فجعل فيه الغسل تعظيما لذلك اليوم وتفضيلا له على سائر الأيام وزيادة في النوافل والعبادة ، وليكون ذلك طهارة له من الجمعة إلى الجمعة ) . علل الشرائع، الشيخ الصدوق
◀ عن إسماعيل بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام يوم الفطر فقال :
(أيها الناس إن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون ، وهو أشبه يوم بقيامتكم ، فاذكروا الله بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم ، واذكروا بوقوفكم في مصلاكم وقوفكم بين يدي ربكم ، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنة والنار ) . وسائل الشيعة، الحر العاملي ..
اللهم صل على محمد وال محمد وبارك لنا عيدنا وجميع المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ..
تعليق