اللهم صل على محمد وآل محمد
التَّخَشُّع

التفاعل الشعوري مع الآيات التي تُعطي للإنسان في هذهِ الحياة دافعاً ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ – الحديد 16 ﴾

معنى ذلك أنَ القرآن مادةٌ للقلب ؛ القلب الذي لا يخشع مع القرآن هذا القلب ليس بقلب .
كنا نقرأ بالأمس الجزء الخامس من القرآن الكريم قراءة سريعة ، و الإنسان الذي يريد أن يفتح قلبهُ على القرآن يمكن أن يستفيد حتى أثناء التلاوة العابرة مثال:-

ما كُنتُ أفكر في هاتين الآيتين أثناء التلاوة ، ولكنني خرجتُ بهذهِ الاستفادة ﴿ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً - النساء 103 ﴾ هذهِ آية معروفة ، والكُل يقرؤها في المناسبات ، ولكن هل تعلمون سياق الآية ماذا ؟ هذهِ الآية مذكورة بعد آيات الصلاةِ في القتال ﴿ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوۤاْ أَسْلِحَتَهُمْ - النساء 102 ﴾.

يعني أيها العبد .. أيها المسلم .. وأنتَ في حال القتال لا تنس الصلاة بين يدي الله عز وجل .. طائفة تُصلي .. وطائفة تُراقب المعركة لترمي من يرمي المؤمنين ..

وكلنا يعلم موقف الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء صلى صلاة الحرب ، ومن الشهداء في يومِ عاشوراء من قُتلَّ أثناء الصلاةِ مع الحُسين (ع) ، بعدَ ذلك يقول القرآن
: ﴿ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً ﴾.. وأين هذه الحال الراقية مع الصلاة مع حالنا ؟! .. أنا جالس في المنزل أسمع آيات الله والمؤذن يؤذن (( حي على خير العمل
)) والمرأة مشغولة بطبخها ، والرجل مشغول بهذا الجهاز الذي أمامه الذي يبثُ من كُلِّ رطبٍ ويابس ومن كُلِّ غثٍ وسمين ؛ أترك الصلاة في العمل من أجل دراهم معدودة
!!‼.. فهل هذا من الإيمان في شيء ؟!..
----------------------
للشيخ الفاضل حبيب الكاظمي