اللهم صل على محمد وآل محمد
إن شهر رمضان شهر ضيافة -حقيقة لا مجازاً- ومن هنا سهل على الضيف أن يحوز على عطايا من المضيف، لا يمكن الحصول عليها منه خارج دائرة الضيافة.. وليعلم أن هذه العطايا مبذولة من غير سؤال كما هو مقتضى الضيافة من الكريم، فكيف بمن يسأل ذلك⁉️ وكيف بمن يلح في السؤال⁉️ ومن هنا صارت ليلة العيد ليلة الجوائز العظمى، ولطالما غفل عنها الغافلون.
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، في حديث طويل: *..فإذا كانت ليلة الفطر، وهي تسمى ليلة الجوائز، أعطى الله العاملين أجرهم بغير حساب.*
الأمالي للشيخ المفيد
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "ليلة الفطر، الليلة التي يستوفي فيها الأجير أجره".
بحار الأنوار/ج88
وكان الإمام السجاد عليه السلام يمضي ليلة العيد بالعبادة ويحث على الجد في العبادة فيها ويقول إنها لا تقل أهمية عن ليلة القدر.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام خطب بالناس يوم عيد الفطر فقال: *"أيّها الناس، إنّ يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، وهو أشبه بيوم قيامكم، فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاّكم خروجكم من الأجداث إلى ربّكم، واذكروا بوقوفكم في مصلاّكم وقوفكم بين يدي ربّكم، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنّة، عباد الله، إنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله فقد غُفِرَ لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون".*
إن يوم العيد، هو يوم حصولنا على الجوائز والهدايا والعطايا، ونيلنا لشهادة الفوز والتقدير، اليوم الذي يمنح الله تعالى فيه لعباده كل ذلك بعد نجاحهم في الامتحان.
عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: "إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى منادٍ: أيّها المؤمنون أغدوا إلى جوائزكم، ثمّ قال: يا جابر جوائز الله ليست بجوائز هؤلاء الملوك، ثمّ قال: هو يوم الجوائز".
الكافي/ج4
إنّها البشارة من الله بغفران الذنوب، وقبول الأعمال.
وما أحوجنا لهذه الجوائز والعطايا الإلهية.
اللهم وفقنا لنيلها ومرضاتك.
*قالوا أتى العيد قلت أهلاً إن جاد بالوصول فهو عيدُ*
*من ظفرت بالمنى يداه فكلّ أيّامه سعودُ*
تعليق