بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمدٍ وال محمد وعجل فرجهم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. شرح دعاء وداع شهر رمضان من الصحيفة السجادية.
"السلام عليك يا شهر الله الاكبر. ويا عيد اوليائه. السلام عليك يا اكرم مصحوبٍ من الاوقات. ويا خير شهرٍ في الايام والساعات"
السِّرُّ في خطاب شهر رمضان. واهداء السلام له.
هو انه موجود ذي شعور.
من أجل هذا يمكن الكلام معه ومخاطبته.
بل كل موجودات العالم ذوات الشعور من اجل هذا تسبح ربها.
قال في القرآن:
"وإن من شيءٍ إلاّ يُسِّبحُ بحمده. ولكنْ لا تفقهون تَسبيحَهُم. "
وقال:
"سبَّح لله ما في السَّماوات وما في الارض."
وسرُّ شعورها هو أن
شعورها منسوب الى الله تعالى.
يعني أخذت هذا الشعور من الله تعالى.
فهو محيطٌ بالموجودات.
وكلها ظهوراته وتجلياته. "وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء. "
وهي يعني هذه الموجودات قائمةٌ في كل كمالاتها بحضرة الحق جل وعلا.
فالإمام الذي يخاطب الموجودات فأنه في الحقيقة يشاهد حقيقتها الملكوتية والاسمائية.
ويمكن أن نقول ان توجيه السلام الى شهر رمضان هو
بحسب خلقته المجردة. (البرزخية والمثالية)
يعني بحسب حقيقة شهر رمضان اللي هي مجردة من عالم المادة.
هذا الشهر الذي نحن نراه هو الصورة المادية لشهر رمضان. وهناك له حقيقة مجردة.
فيمكن ان نقول ان الامام يسلم إلى الحقيقة المجردة لشهر رمضان.
"وإن من شيء إلاّ عندنا خزائنه وما ننزله الاّ بقدرٍ معلوم".
فكل شيءٍ ومن ضمنها شهر رمضان له حقيقةٌ وخزائنٌ في عوالمٍ اخرى.
"السلام عليك من شهرٍ قربت فيه الامال. ونشرت فيه الاعمال."
المراد من الآمال
ليست الامال الدنيوية الظاهرية. بل المراد منها
التنعم من ضيافة الله. والنتائج المعنوية في ليلة القدر.
والمراد من نشر الأعمال هو ان الاعمال في هذا الشهر تكون في وضعٍ يختلف عن سائر الشهور.
كما قال الله صلى الله عليه واله وسلم:
"أنفاسكم فيه تسبيح
ونومكم فيه عبادة"
هذه الخصوصية للأعمال لا توجد في سائر الاشهر.
ويحتمل أن يُراد من نشر الاعمال أن #الاتيان بكل حسنةٍ في هذا الشهر هو سبب التوفيقات الاتية والحسنات الاخرى.
"السلام عليك من مجاورٍ رقّت فيه القلوب وقلّت فيه الذنوب"
الرقة ضد القسوة.
فالانسان بسبب
ذنوبه
وغفلاته
وتعلقاته
واتباع الهواء
يصير قلبه قاسياً.
ولكن ببركة هذا الشهر
وغفران الذنوب والخطايا فيه يرق قلب الانسان.
حتى هناك يحصل للبعض رفع جميع الحجب من حول قلوبهم.
"السلام عليك من ناصرٍ اعان على الشيطان. وصاحبٍ سهل سبل الاحسان. "
الانسان ما دام لم يصل الى مقام المُخلصيّة والعبودية الالهية
لم يستطع ان يسيطر على الشيطان نهائياً.
وفي كل الدرجات والمراتب.
قال في القرآن نقلاً عن الشيطان. قال:
"فبعزتك لاغوينهم اجمعين."
يعني الشيطان هناك اقسم بالله ان يغوي جميع العباد.
الا عبادك منهم المخلصين. يعني المخلصين هناك لا سبيل للشيطان حتى يغويهم.
"السلام عليك من شهرٍ هو من كل امرٍ سلام. "
السلام هو الامان المطلق.
كما بينا هناك معناه في شرح دعاء ليلة القدر ويوم القدر. السلام هو
الامان المطلق
وهذا يحصل لمن
لم يكن في طريق سيره المعنوي اي غفلةٍ ولا تعلقٍ بالدنيا ولا ذنبٍ ولا اتباع هوى
فخاصية شهر رمضان
هو انه يهيئ هذا المهم للانسان.
حتى تصير ليلة قدره خيراً من الف شهر.
ويصل الى الهدف الغائي من الخلقة.
ويحصل على
مقام السلام والامان المطلق ويتنعم من جوائز يوم عيد الفطر.
ولا يبقى هناك حجابٌ بينه وبين خالقه اذا وصل لهذا السلام والامان المطلق الذي ظرفه متوفر هناك في شهر رمضان.
فكلٌ بحسب ظرفيته وقابلياته يمكن له الوصول الى هذه الدرجات والمقامات.
نسأل الله بحق محمد وال محمد في هذه الساعات الأخيرة من هذا الشهر المبارك ان
يجعلنا من المرحومين
ولا يجعلنا من المحرومين.
وان يعطينا كل ما وعدنا في هذا الشهر في درجاتها العالية.
وكل شيءٍ اعطاه لعباده الصالحين والمخلصين من المقامات والكمالات المعنوية في هذا الشهر العظيم.
بحق محمدٍ وال محمد.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمدٍ واله الطاهرين.
------------------------
الشيخ الغفاري
اللهم صل على محمدٍ وال محمد وعجل فرجهم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. شرح دعاء وداع شهر رمضان من الصحيفة السجادية.
"السلام عليك يا شهر الله الاكبر. ويا عيد اوليائه. السلام عليك يا اكرم مصحوبٍ من الاوقات. ويا خير شهرٍ في الايام والساعات"
السِّرُّ في خطاب شهر رمضان. واهداء السلام له.
هو انه موجود ذي شعور.
من أجل هذا يمكن الكلام معه ومخاطبته.
بل كل موجودات العالم ذوات الشعور من اجل هذا تسبح ربها.
قال في القرآن:
"وإن من شيءٍ إلاّ يُسِّبحُ بحمده. ولكنْ لا تفقهون تَسبيحَهُم. "
وقال:
"سبَّح لله ما في السَّماوات وما في الارض."
وسرُّ شعورها هو أن
شعورها منسوب الى الله تعالى.
يعني أخذت هذا الشعور من الله تعالى.
فهو محيطٌ بالموجودات.
وكلها ظهوراته وتجلياته. "وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء. "
وهي يعني هذه الموجودات قائمةٌ في كل كمالاتها بحضرة الحق جل وعلا.
فالإمام الذي يخاطب الموجودات فأنه في الحقيقة يشاهد حقيقتها الملكوتية والاسمائية.
ويمكن أن نقول ان توجيه السلام الى شهر رمضان هو
بحسب خلقته المجردة. (البرزخية والمثالية)
يعني بحسب حقيقة شهر رمضان اللي هي مجردة من عالم المادة.
هذا الشهر الذي نحن نراه هو الصورة المادية لشهر رمضان. وهناك له حقيقة مجردة.
فيمكن ان نقول ان الامام يسلم إلى الحقيقة المجردة لشهر رمضان.
"وإن من شيء إلاّ عندنا خزائنه وما ننزله الاّ بقدرٍ معلوم".
فكل شيءٍ ومن ضمنها شهر رمضان له حقيقةٌ وخزائنٌ في عوالمٍ اخرى.
"السلام عليك من شهرٍ قربت فيه الامال. ونشرت فيه الاعمال."
المراد من الآمال
ليست الامال الدنيوية الظاهرية. بل المراد منها
التنعم من ضيافة الله. والنتائج المعنوية في ليلة القدر.
والمراد من نشر الأعمال هو ان الاعمال في هذا الشهر تكون في وضعٍ يختلف عن سائر الشهور.
كما قال الله صلى الله عليه واله وسلم:
"أنفاسكم فيه تسبيح
ونومكم فيه عبادة"
هذه الخصوصية للأعمال لا توجد في سائر الاشهر.
ويحتمل أن يُراد من نشر الاعمال أن #الاتيان بكل حسنةٍ في هذا الشهر هو سبب التوفيقات الاتية والحسنات الاخرى.
"السلام عليك من مجاورٍ رقّت فيه القلوب وقلّت فيه الذنوب"
الرقة ضد القسوة.
فالانسان بسبب
ذنوبه
وغفلاته
وتعلقاته
واتباع الهواء
يصير قلبه قاسياً.
ولكن ببركة هذا الشهر
وغفران الذنوب والخطايا فيه يرق قلب الانسان.
حتى هناك يحصل للبعض رفع جميع الحجب من حول قلوبهم.
"السلام عليك من ناصرٍ اعان على الشيطان. وصاحبٍ سهل سبل الاحسان. "
الانسان ما دام لم يصل الى مقام المُخلصيّة والعبودية الالهية
لم يستطع ان يسيطر على الشيطان نهائياً.
وفي كل الدرجات والمراتب.
قال في القرآن نقلاً عن الشيطان. قال:
"فبعزتك لاغوينهم اجمعين."
يعني الشيطان هناك اقسم بالله ان يغوي جميع العباد.
الا عبادك منهم المخلصين. يعني المخلصين هناك لا سبيل للشيطان حتى يغويهم.
"السلام عليك من شهرٍ هو من كل امرٍ سلام. "
السلام هو الامان المطلق.
كما بينا هناك معناه في شرح دعاء ليلة القدر ويوم القدر. السلام هو
الامان المطلق
وهذا يحصل لمن
لم يكن في طريق سيره المعنوي اي غفلةٍ ولا تعلقٍ بالدنيا ولا ذنبٍ ولا اتباع هوى
فخاصية شهر رمضان
هو انه يهيئ هذا المهم للانسان.
حتى تصير ليلة قدره خيراً من الف شهر.
ويصل الى الهدف الغائي من الخلقة.
ويحصل على
مقام السلام والامان المطلق ويتنعم من جوائز يوم عيد الفطر.
ولا يبقى هناك حجابٌ بينه وبين خالقه اذا وصل لهذا السلام والامان المطلق الذي ظرفه متوفر هناك في شهر رمضان.
فكلٌ بحسب ظرفيته وقابلياته يمكن له الوصول الى هذه الدرجات والمقامات.
نسأل الله بحق محمد وال محمد في هذه الساعات الأخيرة من هذا الشهر المبارك ان
يجعلنا من المرحومين
ولا يجعلنا من المحرومين.
وان يعطينا كل ما وعدنا في هذا الشهر في درجاتها العالية.
وكل شيءٍ اعطاه لعباده الصالحين والمخلصين من المقامات والكمالات المعنوية في هذا الشهر العظيم.
بحق محمدٍ وال محمد.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمدٍ واله الطاهرين.
------------------------
الشيخ الغفاري
تعليق