إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل يوم العيد يوم فرح و ابتهاج و لبس الجديد؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يوم العيد يوم فرح و ابتهاج و لبس الجديد؟

    بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن يوم العيد يوم فرح و راحة لمن عمل بما أمره الله، و تحلى بالقيم الإنسانية فعمل بواجباته و أطاع الله، و أنتهى مما نهاه عنه فأمن وعيد الله و عذابه.
    قال رسول الله صلى الله عليه و آله في خطبته المعروفة التي أدلى بها في الجمعة التي سبقت شهر رمضان: " فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ" 1.
    اذن فمن لم يغفر له و لم يستلم الجائزة كيف يفرح!

    عيد المطيعين


    قال الامام امير المؤمنين عليه السلام: "کُلُّ یَومٍ لا یُعصَی اللَّهُ فیهِ فَهُوَ عِیدٌ" 2.
    و رغم أن سمة العيد هو لبس الجديد، لكن الملابس الجديدة وحدها لا تصنع العيد، حيث أنه ليس العيد لمن لبس الجديد، و إنما العيد لمن أمن الوعيد.
    وَ نَظَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام إِلَى أُنَاسٍ فِي يَوْمِ فِطْرٍ يَلْعَبُونَ وَ يَضْحَكُونَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ وَ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَاراً لِخَلْقِهِ يَسْتَبِقُونَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ إِلَى رِضْوَانِهِ، فَسَبَقَ فِيهِ قَوْمٌ فَفَازُوا، وَ تَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا، فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ الضَّاحِكِ اللَّاعِبِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَ يَخِيبُ فِيهِ الْمُقَصِّرُونَ، وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ‏ مُحْسِنٌ‏ بِإِحْسَانِهِ وَ مُسِي‏ءٌ بِإِسَاءَتِهِ" 3.

    جوائز العيد


    عن النبي المصطفى صلى الله عليه و آله: " ... إِذَا صَارَتْ لَيْلَةُ عِيدِ الْفِطْرِ وَ تُسَمَّى لَيْلَةَ مَنْحِ‏ الْجَوَائِزِ، يُكَافِئُ اللَّهُ تَعَالَى الْعَامِلِينَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ بِلَا حِسَابٍ، فَإِذَا صَارَ صَبَاحُ الْعِيدِ أَرْسَلَ اللَّهُ مَلَائِكَةً كَثِيرِينَ إِلَى جَمِيعِ الْبِلَادِ يَأْتُونَ إِلَى الْأَرْضِ يَقِفُونَ عَلَى رُءُوسِ الْأَزِقَّةِ وَ الْأَسْوَاقِ وَ الطُّرُقَاتِ وَ يَقُولُونَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اخْرُجُوا إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يَهَبُ الْعَطَايَا الْجِسَامَ وَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ، فَإِذَا ذَهَبُوا إِلَى الْمُصَلَّى لِأَدَاءِ صَلَاةِ الْعِيدِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: يَا مَلَائِكَتِي مَا هُوَ جَزَاءُ الْعَامِلِ الَّذِي عَمِلَ مِنْ أَجْلِي؟ فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبَّنَا وَ سَيِّدَنَا! جَزَاؤُهُ أَنْ تُوَفِّيَهُ أَجْرَهُ.
    فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي أَنِّي جَعَلْتُ ثَوَابَ صِيَامِ أَيَّامِ رَمَضَانَ وَ قِيَامِ لَيَالِيهِ أَنِّي رَضِيتُ عَنْهُ وَ غَفَرْتُ ذُنُوبَهُ.
    ثُمَّ يُنَادِي الْمُؤْمِنِينَ الْحَاضِرِينَ ذَلِكَ الْجَمْعَ: يَا عِبَادِي سَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَبِعِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا مِنْ حَاجَةٍ فِي هَذَا الْجَمْعِ لِلدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتُهَا وَ سَتَرْتُ عُيُوبَكُمْ حَتَّى لَا تُدْبِرُوا عَنِّي، وَ أُضَاعِفُ لَكُمُ الْأَجْرَ، وَ لَا أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ الْمُذْنِبِينَ، عُودُوا مِنْ مُصَلَّاكُمْ مَغْفُوراً لَكُمْ فَإِنَّكُمْ أَرْضَيْتُمُونِي وَ رَضِيتُ عَنْكُمْ فَتَفْرَحُ الْمَلَائِكَةُ وَ يُبَارِكُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ بِالَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ‏ 4.
    وَ رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنَّهُ قالَ: "... إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَوَّالٍ نُودِيَ الْمُؤْمِنُونَ أَنِ اغْدُوا إِلَى‏ جَوَائِزِكُمْ‏ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ".
    ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: "أَمَا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا هِيَ بِجَائِزَةِ الدَّنَانِيرِ وَ لَا الدَّرَاهِمِ" 5.

    كيف يجب أن نكون في الاعياد، و بأي مظهر و سلوك يجب أن نظهر؟
    هذا ما ينبغي أن يطرحه الانسان على نفسه و يسعى للحصول على الإجابة الصحيحة له.
    بما أن الأعياد الإسلامية هي أيام عظيمة و مباركة تتنزل فيها الرحمة الإلهية لتشمل الناس جميعاً صغاراً و كباراً، لكن يكون النصيب الأوفر للمؤمنين و المؤمنات، فلا بد من الاهتمام بيوم العيد و ليلته لأنها من الأوقات المميزة التي لا بد من إغتنامها.
    إن يوم العيد يوم فطر (افطار)، و يوم زكاة ، و يوم رغبة الى الله و الى ما يرضيه، فهو يوم اجتماع على طاعة الله، يوم تحميد الله و تمجيده، يوم عبادة و تضرع و دعاء، يوم الجوائز الكبرى، يوم اتحاد المسلمين و اظهار شوكة الاسلام.
    إن يوم العيد يوم إدخال السرور على الفقراء و المساكين، و يوم التآخي و نبذ الخلافات، يوم المحبة و الاحسان، يوم الشكر و الدعاء، يوم صلة الارحام، و يوم الشفقة على الايتام الذين يفتقرون لحنان الامهات و لحماية الآباء، و بكلمة إن يوم العيد هو يوم الله فلنرضي الله فيه.


    المصادر

    1. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 10 / 313 ، حديث رقم : 13494 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي .
    3. من لا يحضره الفقيه : 1 / 511 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 .
    4. زاد المعاد، محمد باقر المجلسي ، طبعة بيروت : ص 125 .
    5. الكافي: 4 / 68، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية.
    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X