اللهم صل على محمد وآل محمد
تمر على الإنسان ساعات كثيرة من الفراغ الذي يتخلل النشاط اليومي ..
و لو عُدّت هذه الساعات لمثلّت مساحة كبيرة من ساعات عمره

فالمؤمن الفطن لا بد و ان يكون لديه ما يملأ هذا الفراغ:

إما بقراءة نافعة ،
أو سير هادف في الآفاق ،
أو قضاء حاجة لمؤمن مكروب ،
أو ترويح للنفس حلال ..

و إن من الأمور التي يحرم منها غير المؤمن ،

هو العيش في عالم التفكر ( و التدبر ) الذي قد يستغرق ساعات عند أهله ،

يناجي المولى فيها بقلبه

كما قد يشير إليه الحديث الشريف:

{ و كلّمهم في ذات عقولهم }..

فيسيح في تلك الساعة بقلبه ، سياحة تدرك لذتها و لا يوصف كنهها ..

و هي سياحة لا تحتاج إلى بذل مال و لا صرف جهد ،

و متيسرة لصاحبها كلما أراد في ليل أو نهار بتيسير من الحق المتعال ..

و من مواطن هذه السياحة المقدسة ( أعقاب ) الصلوات و ( جوف ) الليل ،

و هي سياحة لا تدرك بالوصف بل تنال بالمعاينة ..

ــــــــــــــــــــــــ
كتاب "الومضات" لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي