من يئس من حياته فقد خسر، وانهوى من شموخ إنسانيّته ، والموت الحقيقي للإنسان هو موت اليأس ، فإنّه السيف البتّار، واليأس إنّما هو القدم الأوّل إلى القبر، وأنّ الأمل والمنى في الحياة كجناحي الطائر، لولاهما لما حلّق الإنسان في سماء العظمة والخلود، فإنّ الأمل القوّة المحرّكة نحو الأهداف السامية ، والدنيا قامت على الآمال المعقولة ، وستبقى على الآمال الصحيحة .
وإنّما ينفع الأمل لو كان صادقآ مستقيمآ نابعآ من الحقائق والواقعيات ، لا ما كان كاذبآ منسوجآ بخيوط الأوهام والخيالات ، فإنّ مثل هذا الأمل كمثل سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، وكمثل نقش ورسم الخبز بعين البؤساء الجياع ، فإنّه لا يُغني ولا يُسمن من جوع .
والأمل الصادق ما يتعقّبه السعي والعمل المتواصل ، ولا تيأس في حياتک ، فلعلّ آخر مفتاح لا زال في جيب فكرک ، ليفتح لک أقفال مشاكل الحياة .
ولا تيأس من روح الله، فتوكّل على الله وتأمّل به ، وإلّا فمن ضاع منه الأمل سينثني أمام مشاكل الحياة وصعابها ويفشل في مقاومتها ومكافحتها، ويصاب بالانهيار وضعف الأعصاب ، وأخيرآ الانتحار، أو يعيش على هامش الحياة تافهآ عاطلا كلاّ على المجتمع .