تويت
فاجعة البقيع : اعترافات في نقد الذات
رأيت أن أتطرق في مناسبة ذكرى هدم قبور البقيع وهتك حرمتها الى جانب آخر مغاير لما يُتطرق اليه عادةً بهذه المناسبة ، حديث يخصّنا نحن المفجوعين بالحادثة والمحيين لأمرها ، والجانب هذا يدخل من باب النقد الذاتي ومحاسبة النفس والمراجعة التصحيحية لعقيدتنا بالائمة نحن أتباع مذهب أهل البيت ع والكيفية التي ندين الله بها من خلال السير على هديهم والانتهاج بمنهجهم واحياء امرهم صلوات الله عليهم اجمعين ..
وهذا سيكون من خلال عدد من الاعترافات نتمنى أن يتسع لها صدر القارىء وأن يفهم القصد من وراءها :
▪︎الاعتراف الأول : لنتفق أولاً أن علاقتنا مع أهل البيت عليهم السلام يطغى عليها الجانب العاطفي وعلى حساب الجانب العقلي ، وفي الوقت الذي نعلم فيه أن عواطفنا اتجاههم يوجد لها أساس ديني ، قرآني وروائي ، وأن مودتهم ومحبتهم هي دين يُدان الله تعالى به .. الاّ أن المشكلة تكمن في الترجمة الخارجية لتلك المحبة وتلك المودة ، نؤديهما بشكل - في أكثر الاحيان - لا يُفصح للآخر الأساس الشرعي لما نقوم به والجذور المعرفية لأصوله ..
▪︎الاعتراف الثاني : لدينا الكثير من النشاطات اتجاه أهل البيت ع نتجت عن ردود أفعال وانعكاسات على أفعال قام بها الآخر واستفزازات صدرت منه ، وهذه الأمر جعلنا نهمل نشاطات أصيلة ومشرّعة تخص هذه العلاقة العقائدية مع أهل البيت عليهم السلام وترسم ملامحها بالطريقة الألهية الاصيلة ..
▪︎الاعتراف الثالث : لنعترف ان الكثير من اتباع أهل البيت ع يؤدون ويمارسون مودّتهم ومحبّتهم لأئمتهم على أساس معرفي سطحي وموروث يخصّ ذلك الجيل او تلك المنطقة .. ولم يطلّعوا على الأصول المعرفية لعقيدة الإمامة ولا على فلسفتها الإسلامية .. مما يجعلهم على حافة محاذير خطيرة ، كالغلوّ والشرك لا سامح الله والاساءة للعقيدة من حيث لا يعلمون وزرع انطباعات سيئة لدى الآخر اتجاههم بل يصل الأمر الى توهين المذهب عند الآخر ..
▪︎الاعتراف الرابع : الكثير منّا أصبح حبّه لأهل البيت عليهم السلام واعتقاده بهم سبباً لتسامحه بل إعراضه عن واجبات إسلامية أخرى مهمة ، عقائدية وشرعية ، فالمناسبة المذهبية الخاصة باتت تطغى على المناسبة الإسلامية العامة مثلاً ، وعقائدنا المذهبية كذلك تُقدّم على العقائد الدينية ، أهملنا تاريخ الإسلام الاّ بما يتصل بأهل البيت ع ..
▪︎الاعتراف الخامس : طريقتنا في عرض عقيدتنا المذهبية فضلاً عن تصديرها هي طريقة نستطعمها ونحبذها نحن وليس كما يفهمها ويستذوقها الآخرون .. نكتب بلغتنا ونمارس الشعائر بموروثاتنا .. مما جعل المسافة بيننا وبينهم كبيرة والحاجز مرتفعاً للأسف ..
وتوجد اعترافات اخرى وجوهرية نتركها الآن .. وتركنا كذلك ضرب الأمثلة للاعترافات أعلاه ..
ولو استنطقنا القرآن وحديث المعصوم حول صفات الشيعة وما يميّزهم عن الآخر لوجدناها تختلف كثيراً عن صفاتهم التي رسمناها في مخيّلات أنفسنا وأخذناها من بنات أفكارنا .. .
ينقل الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في كتاب صفات الشيعة رواية يصل سندها الى الإمام اَلصَّادِقُ ع : { شِيعَتُنَا أَهْلُ اَلْوَرَعِ وَ اَلاِجْتِهَادِ وَ أَهْلُ اَلْوَفَاءِ وَاَلْأَمَانَةِ وَأَهْلُ اَلزُّهْدِ وَاَلْعِبَادَةِ ، أَصْحَابُ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ رَكْعَةً فِي اَلْيَوْمِ وَ اَللَّيْلَةِ اَلْقَائِمُونَ بِاللَّيْلِ اَلصَّائِمُونَ بِالنَّهَارِ يُزَكُّونَ أَمْوَالَهُمْ وَيَحُجُّونَ اَلْبَيْتَ وَيَجْتَنِبُونَ كُلَّ مُحَرَّمٍ } .
وايضاً عن الامام الصادق ع من نفس المصدر : { وَاَللَّهِ مَا شِيعَةُ عَلِيٍّ .. إِلاَّ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ وَرَجَا ثَوَابَهُ وَخَافَ عِقَابَهُ } .
وعشرات بل مئات الروايات التي تنقل لنا صفات الشيعة وفضائلهم والتي لو صارحنا أنفسنا اليوم لوجدناها بعيدةً كل البعد عنّا للأسف ..
أقول : لو تمسّكنا بصفات الشيعة التي وردت عن أهل البيت ع ، ولو عُرفنا وتميّزنا بها عند الله اولاً وعند رسول الله وأهل بيته الأطهار ، وعند الناس بعد ذلك .. لأكفتنا المؤونة ، ولصححت عقائدنا وما نقوم به من محبة ومودّة ونصرة لأهل بيت العصمة ، فهم القائلون عليهم السلام : أي مفضل ! قل لشيعتنا : كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله واجتناب معاصيه ، واتباع رضوانه ، فإنهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين . ( رواية عن الامام الصادق ع في مستدرك الوسائل ، ١٣٨٩٣ ) .
آجركم الله
رأيت أن أتطرق في مناسبة ذكرى هدم قبور البقيع وهتك حرمتها الى جانب آخر مغاير لما يُتطرق اليه عادةً بهذه المناسبة ، حديث يخصّنا نحن المفجوعين بالحادثة والمحيين لأمرها ، والجانب هذا يدخل من باب النقد الذاتي ومحاسبة النفس والمراجعة التصحيحية لعقيدتنا بالائمة نحن أتباع مذهب أهل البيت ع والكيفية التي ندين الله بها من خلال السير على هديهم والانتهاج بمنهجهم واحياء امرهم صلوات الله عليهم اجمعين ..
وهذا سيكون من خلال عدد من الاعترافات نتمنى أن يتسع لها صدر القارىء وأن يفهم القصد من وراءها :
▪︎الاعتراف الأول : لنتفق أولاً أن علاقتنا مع أهل البيت عليهم السلام يطغى عليها الجانب العاطفي وعلى حساب الجانب العقلي ، وفي الوقت الذي نعلم فيه أن عواطفنا اتجاههم يوجد لها أساس ديني ، قرآني وروائي ، وأن مودتهم ومحبتهم هي دين يُدان الله تعالى به .. الاّ أن المشكلة تكمن في الترجمة الخارجية لتلك المحبة وتلك المودة ، نؤديهما بشكل - في أكثر الاحيان - لا يُفصح للآخر الأساس الشرعي لما نقوم به والجذور المعرفية لأصوله ..
▪︎الاعتراف الثاني : لدينا الكثير من النشاطات اتجاه أهل البيت ع نتجت عن ردود أفعال وانعكاسات على أفعال قام بها الآخر واستفزازات صدرت منه ، وهذه الأمر جعلنا نهمل نشاطات أصيلة ومشرّعة تخص هذه العلاقة العقائدية مع أهل البيت عليهم السلام وترسم ملامحها بالطريقة الألهية الاصيلة ..
▪︎الاعتراف الثالث : لنعترف ان الكثير من اتباع أهل البيت ع يؤدون ويمارسون مودّتهم ومحبّتهم لأئمتهم على أساس معرفي سطحي وموروث يخصّ ذلك الجيل او تلك المنطقة .. ولم يطلّعوا على الأصول المعرفية لعقيدة الإمامة ولا على فلسفتها الإسلامية .. مما يجعلهم على حافة محاذير خطيرة ، كالغلوّ والشرك لا سامح الله والاساءة للعقيدة من حيث لا يعلمون وزرع انطباعات سيئة لدى الآخر اتجاههم بل يصل الأمر الى توهين المذهب عند الآخر ..
▪︎الاعتراف الرابع : الكثير منّا أصبح حبّه لأهل البيت عليهم السلام واعتقاده بهم سبباً لتسامحه بل إعراضه عن واجبات إسلامية أخرى مهمة ، عقائدية وشرعية ، فالمناسبة المذهبية الخاصة باتت تطغى على المناسبة الإسلامية العامة مثلاً ، وعقائدنا المذهبية كذلك تُقدّم على العقائد الدينية ، أهملنا تاريخ الإسلام الاّ بما يتصل بأهل البيت ع ..
▪︎الاعتراف الخامس : طريقتنا في عرض عقيدتنا المذهبية فضلاً عن تصديرها هي طريقة نستطعمها ونحبذها نحن وليس كما يفهمها ويستذوقها الآخرون .. نكتب بلغتنا ونمارس الشعائر بموروثاتنا .. مما جعل المسافة بيننا وبينهم كبيرة والحاجز مرتفعاً للأسف ..
وتوجد اعترافات اخرى وجوهرية نتركها الآن .. وتركنا كذلك ضرب الأمثلة للاعترافات أعلاه ..
ولو استنطقنا القرآن وحديث المعصوم حول صفات الشيعة وما يميّزهم عن الآخر لوجدناها تختلف كثيراً عن صفاتهم التي رسمناها في مخيّلات أنفسنا وأخذناها من بنات أفكارنا .. .
ينقل الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في كتاب صفات الشيعة رواية يصل سندها الى الإمام اَلصَّادِقُ ع : { شِيعَتُنَا أَهْلُ اَلْوَرَعِ وَ اَلاِجْتِهَادِ وَ أَهْلُ اَلْوَفَاءِ وَاَلْأَمَانَةِ وَأَهْلُ اَلزُّهْدِ وَاَلْعِبَادَةِ ، أَصْحَابُ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ رَكْعَةً فِي اَلْيَوْمِ وَ اَللَّيْلَةِ اَلْقَائِمُونَ بِاللَّيْلِ اَلصَّائِمُونَ بِالنَّهَارِ يُزَكُّونَ أَمْوَالَهُمْ وَيَحُجُّونَ اَلْبَيْتَ وَيَجْتَنِبُونَ كُلَّ مُحَرَّمٍ } .
وايضاً عن الامام الصادق ع من نفس المصدر : { وَاَللَّهِ مَا شِيعَةُ عَلِيٍّ .. إِلاَّ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ وَرَجَا ثَوَابَهُ وَخَافَ عِقَابَهُ } .
وعشرات بل مئات الروايات التي تنقل لنا صفات الشيعة وفضائلهم والتي لو صارحنا أنفسنا اليوم لوجدناها بعيدةً كل البعد عنّا للأسف ..
أقول : لو تمسّكنا بصفات الشيعة التي وردت عن أهل البيت ع ، ولو عُرفنا وتميّزنا بها عند الله اولاً وعند رسول الله وأهل بيته الأطهار ، وعند الناس بعد ذلك .. لأكفتنا المؤونة ، ولصححت عقائدنا وما نقوم به من محبة ومودّة ونصرة لأهل بيت العصمة ، فهم القائلون عليهم السلام : أي مفضل ! قل لشيعتنا : كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله واجتناب معاصيه ، واتباع رضوانه ، فإنهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين . ( رواية عن الامام الصادق ع في مستدرك الوسائل ، ١٣٨٩٣ ) .
آجركم الله
تعليق