بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
في ثقافة العترة:
مِن سُبل التواصل بين الشِيعة المُخلصين و بين إمام زمانهم:
كتابةُ الرقاع (الرسائل) إليه..
كتب رجلٌ إلى الإمام الكاظم "صلواتُ الله عليه":
(إنَّ الرجُلَ يُحبُّ أن يُفْضي إلى إمامهِ ما يُحبُّ أن يُفْضي بهِ إلى ربّه.. فكَتب له الإمام "عليه السلام": إنْ كانتْ لكَ حاجة فحرّك شفتيكَ فإنَّ الجواب يأتيك)
[بحار الأنوار ج53]
〰〰〰〰〰
وقفات توضيحيّة
قول الرجل في الرواية: (إنَّ الرجُلَ يُحبُّ أن يُفْضي إلى إمامهِ ما يُحبُّ أن يُفْضي بهِ إلى ربّه)
المُراد أنَّ الرجل مِن الشيعة يُحبُّ أن يتحدَّث مع الإمام المعصوم كما يتحدَّث مع الله سُبحانه و تعالى.. بحيث يكشف لهُ أسرارهُ و يبثُّ إليه ما في صدْرهِ مِن دُون أن يكونَ هُناك تقارب مكاني أو تقارب زماني بينهما.. و إنّما الرجل الشيعي في مكان و الإمام المعصوم في مكان آخر و هو يُريد أن يُحادث إمامه.
و هذا الأمر واردٌ في عقيدتنا، و هو مِن صميم عقيدتنا..
فنحنُ نُسَلِّم على الأئمة مِن القُرب و مِن البُعْد.. مِن كلّ مكان نُسلّم عليهم و نُخاطِبُ الإمام المعصوم و نقول:
(أشهَدُ أنَّكَ تسمعُ كلامي و تردُّ سلامي و تشهدُ مقامي)
• فالسائل هُنا يقول للإمام:
إنّ الرجل يُحِب أن يُفْضي إلى إمامه - يعني يُحب أن يُفضي بأسراره و كل ما في صَدْره إلى إمامه - ما يُحبُّ أن يُفضي بهِ إلى ربّه.. كما نقرأ في دُعاء أبي حمزة الثمالي - الذي يُستحبُّ أن يُقرأ في أسحار شهر رمضان - فنقول:
(و الحَمدُ للهِ الذي أُناديهِ كُلمَّا شِئتُ لِحَاجتي و أخلو بهِ حَيثُ شِئتُ لِسرّي بغَير شفيع فيقضي لي حاجتي)
فمُراد السائل هو هذا المَعنى: أنّني أُريد أن أُفْضي إليكَ يا إمامي بأسراري على البُعْد.
قول الإمام "عليه السلام": (إنْ كانتْ لكَ حاجة فَحَرِّك شَفتيكَ فإنَّ الجوابَ يأتيك) يعني يأتيكَ الجواب بعِدّة وسائل.
الإمام المَعصوم يُهيّء لك الأسباب و الوسائل التي مِن خلالها يصِل الجواب إليك.
و إنْ كان بعْضُ الروايات مضمونها يقول:
(أنّه ما مِن مُؤمنٍ مِن شِيعتنا أحبَّنا و زادَ في حُبِّنا و أخلصَ في حُبّنا و في مَعرفتنا.. فإنّه ما سأل عن مسألةٍ إلّا و نَكتْنا في رُوحهِ جوابها).
و مِن الأمثلة و الشواهد على ذلك.. حديثُ الإمام الهادي "صلواتُ الله عليه" مع أحد أصحابه و هو مُحمّد بن الفرج.. يقول لهُ الإمام "عليه السلام":
(إذا أردتَ أن تسأل مسألةً فاكتبها، و ضع الكتاب تحتَ مُصلّاك و دعْهُ ساعةً، ثمَّ أخرجهُ و انظرْ فيه، قال: ففعلتُ فوجدتُ جواب المسألة مُوقّعا فيه)
[كشف الغُمّة: ج3]
قد يقول البعض بأنَّ هذهِ الحالة حالة خاصّة بهذا الرجل.
و نقول: نعم يُمكن ذلك.. و لكن هذهِ الرواية و أمثالُها تُشير إلى أنّ الباب مفتوح بين الشيعة و إمامهم.
و لذلك السيّد ابن طاووس يقولُ في وصيّتهِ لولده بعد أن يُورد هذهِ الروايات التي تتحدّث عن كِتابة رُقعة للإمام الحجّة.. يُعلّق بعدها و يقول:
(و قد اقتصرتُ لكَ على هَذا التنبيه، و الطريقُ مفتوحةٌ إلى إمامك عليه السلام لِمَن يُريدُ اللهُ جلَّ شأنهُ عنايتهُ به و تمام إحسانه إليه)
مراده: يعني ذكرتُ لكَ فقط شيئاً قَليلاً من الروايات كنموذج، و إلّا فالروايات كثيرةٌ جدّاً في هذا الشأن.
؛
إمامُ زماننا قَريبٌ منّا.. و قَضيّةُ كتابة الرقاع إلى إمام زماننا للتواصل معهُ موجودة في كُتب الأدعية.. فهذهِ الكُتب تشتمل على نماذج مِن كُتب الرقاع و الرسائل التي يبعثها الشيعة إلى إمام زمانهم و تأتيهم الأجوبة بطريق و بآخر.
فهُناك طُرُقٌ كثيرة حديث العترة الطاهرة تأتي بها الأجوبة و تُقضى بها الحاجات.
• حِين يقول الإمام "عليه السلام": (فحرّك شفتيك فإنَّ الجواب يأتيك)
قطعاً ليس المُراد هُنا أيُّ شِفاه.. و إنّما هي الشفاهُ الطاهرة النظيفة النقيّة، الشفاهُ المُخلصة.. شفاهُ المُنتظرين العارفين بإمام زمانهم الذين صارتْ الغَيبةُ عندهم بمَنزلة المُشاهدة.
هؤلاء الذين قال عنهم إمامنا السجّاد "صلواتُ الله عليه" أنّهم أفضلُ مِن أهل كلّ زمان.. و يُبيّن الإمام السبب في ذلك و يقول:
(لأنَّ الله تباركَ و تعالى أعطاهُم مِن العُقول و الأفهام و المعرفة ما صارتْ بهِ الغَيبةُ عندهم بمَنزلة المُشاهدة، و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المُجاهدين بينَ يدى رسول الله، أولئكَ هُم المُخلصون حقَّاً و شِيعتنا صِدْقاً، و الدُعاة إلى دين الله عزَّ و جلَّ سرَّاً و جهرا)
هُؤلاء هُم الذين يُخاطَبون بهذا الّلسان.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
في ثقافة العترة:
مِن سُبل التواصل بين الشِيعة المُخلصين و بين إمام زمانهم:
كتابةُ الرقاع (الرسائل) إليه..
كتب رجلٌ إلى الإمام الكاظم "صلواتُ الله عليه":
(إنَّ الرجُلَ يُحبُّ أن يُفْضي إلى إمامهِ ما يُحبُّ أن يُفْضي بهِ إلى ربّه.. فكَتب له الإمام "عليه السلام": إنْ كانتْ لكَ حاجة فحرّك شفتيكَ فإنَّ الجواب يأتيك)
[بحار الأنوار ج53]
〰〰〰〰〰
وقفات توضيحيّة
قول الرجل في الرواية: (إنَّ الرجُلَ يُحبُّ أن يُفْضي إلى إمامهِ ما يُحبُّ أن يُفْضي بهِ إلى ربّه)
المُراد أنَّ الرجل مِن الشيعة يُحبُّ أن يتحدَّث مع الإمام المعصوم كما يتحدَّث مع الله سُبحانه و تعالى.. بحيث يكشف لهُ أسرارهُ و يبثُّ إليه ما في صدْرهِ مِن دُون أن يكونَ هُناك تقارب مكاني أو تقارب زماني بينهما.. و إنّما الرجل الشيعي في مكان و الإمام المعصوم في مكان آخر و هو يُريد أن يُحادث إمامه.
و هذا الأمر واردٌ في عقيدتنا، و هو مِن صميم عقيدتنا..
فنحنُ نُسَلِّم على الأئمة مِن القُرب و مِن البُعْد.. مِن كلّ مكان نُسلّم عليهم و نُخاطِبُ الإمام المعصوم و نقول:
(أشهَدُ أنَّكَ تسمعُ كلامي و تردُّ سلامي و تشهدُ مقامي)
• فالسائل هُنا يقول للإمام:
إنّ الرجل يُحِب أن يُفْضي إلى إمامه - يعني يُحب أن يُفضي بأسراره و كل ما في صَدْره إلى إمامه - ما يُحبُّ أن يُفضي بهِ إلى ربّه.. كما نقرأ في دُعاء أبي حمزة الثمالي - الذي يُستحبُّ أن يُقرأ في أسحار شهر رمضان - فنقول:
(و الحَمدُ للهِ الذي أُناديهِ كُلمَّا شِئتُ لِحَاجتي و أخلو بهِ حَيثُ شِئتُ لِسرّي بغَير شفيع فيقضي لي حاجتي)
فمُراد السائل هو هذا المَعنى: أنّني أُريد أن أُفْضي إليكَ يا إمامي بأسراري على البُعْد.
قول الإمام "عليه السلام": (إنْ كانتْ لكَ حاجة فَحَرِّك شَفتيكَ فإنَّ الجوابَ يأتيك) يعني يأتيكَ الجواب بعِدّة وسائل.
الإمام المَعصوم يُهيّء لك الأسباب و الوسائل التي مِن خلالها يصِل الجواب إليك.
و إنْ كان بعْضُ الروايات مضمونها يقول:
(أنّه ما مِن مُؤمنٍ مِن شِيعتنا أحبَّنا و زادَ في حُبِّنا و أخلصَ في حُبّنا و في مَعرفتنا.. فإنّه ما سأل عن مسألةٍ إلّا و نَكتْنا في رُوحهِ جوابها).
و مِن الأمثلة و الشواهد على ذلك.. حديثُ الإمام الهادي "صلواتُ الله عليه" مع أحد أصحابه و هو مُحمّد بن الفرج.. يقول لهُ الإمام "عليه السلام":
(إذا أردتَ أن تسأل مسألةً فاكتبها، و ضع الكتاب تحتَ مُصلّاك و دعْهُ ساعةً، ثمَّ أخرجهُ و انظرْ فيه، قال: ففعلتُ فوجدتُ جواب المسألة مُوقّعا فيه)
[كشف الغُمّة: ج3]
قد يقول البعض بأنَّ هذهِ الحالة حالة خاصّة بهذا الرجل.
و نقول: نعم يُمكن ذلك.. و لكن هذهِ الرواية و أمثالُها تُشير إلى أنّ الباب مفتوح بين الشيعة و إمامهم.
و لذلك السيّد ابن طاووس يقولُ في وصيّتهِ لولده بعد أن يُورد هذهِ الروايات التي تتحدّث عن كِتابة رُقعة للإمام الحجّة.. يُعلّق بعدها و يقول:
(و قد اقتصرتُ لكَ على هَذا التنبيه، و الطريقُ مفتوحةٌ إلى إمامك عليه السلام لِمَن يُريدُ اللهُ جلَّ شأنهُ عنايتهُ به و تمام إحسانه إليه)
مراده: يعني ذكرتُ لكَ فقط شيئاً قَليلاً من الروايات كنموذج، و إلّا فالروايات كثيرةٌ جدّاً في هذا الشأن.
؛
إمامُ زماننا قَريبٌ منّا.. و قَضيّةُ كتابة الرقاع إلى إمام زماننا للتواصل معهُ موجودة في كُتب الأدعية.. فهذهِ الكُتب تشتمل على نماذج مِن كُتب الرقاع و الرسائل التي يبعثها الشيعة إلى إمام زمانهم و تأتيهم الأجوبة بطريق و بآخر.
فهُناك طُرُقٌ كثيرة حديث العترة الطاهرة تأتي بها الأجوبة و تُقضى بها الحاجات.
• حِين يقول الإمام "عليه السلام": (فحرّك شفتيك فإنَّ الجواب يأتيك)
قطعاً ليس المُراد هُنا أيُّ شِفاه.. و إنّما هي الشفاهُ الطاهرة النظيفة النقيّة، الشفاهُ المُخلصة.. شفاهُ المُنتظرين العارفين بإمام زمانهم الذين صارتْ الغَيبةُ عندهم بمَنزلة المُشاهدة.
هؤلاء الذين قال عنهم إمامنا السجّاد "صلواتُ الله عليه" أنّهم أفضلُ مِن أهل كلّ زمان.. و يُبيّن الإمام السبب في ذلك و يقول:
(لأنَّ الله تباركَ و تعالى أعطاهُم مِن العُقول و الأفهام و المعرفة ما صارتْ بهِ الغَيبةُ عندهم بمَنزلة المُشاهدة، و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المُجاهدين بينَ يدى رسول الله، أولئكَ هُم المُخلصون حقَّاً و شِيعتنا صِدْقاً، و الدُعاة إلى دين الله عزَّ و جلَّ سرَّاً و جهرا)
هُؤلاء هُم الذين يُخاطَبون بهذا الّلسان.
تعليق