إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الردود القاصمة على محمود الصرخي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الردود القاصمة على محمود الصرخي

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	17044118.4436685987000757.jpg  مشاهدات:	1366  الحجم:	22.0 كيلوبايت  الهوية:	915733
    بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلّ وسلّم على محمدٍ وآل محمدٍ ، عباد الله إنّ الصرخي رجلٌ ضالٌ مُضِلٌ مبتدعٌ ! فمنذ ظهوره بالملابس الداخلية اثناء لعبه للجمباز قديماً إلى ظهوره في السنوات الأخيرة وهو يلعب كرة القدم مع الأولاد ! وحتى في كرة القدم اخذ الصرخي يغش ! حيث دفع احد اللاعبين واخذ الكرة منه وسجل هدفاً واخذ يقفز فرحاً كما كان يقفز أيام الليالي الماجنة التي كان يقضيها في الاعراس وغيرها ! وقد صبغ لحيته باللون الأبيض لتكسبه الوقار والرزانة التي هدمها عندما لعب مع الصبية والمراهقين كرة القدم !

    ولقد زعم أَنّه سيّد وهو ليس بسيّد ! حتّى أنّ عشيرته تبرأت منه بادئ الأمر ولكن بعد مرور مدّة من الزمن اعترفت به ! وزعم أنّه عَالِم وهو قد سرق ونقل الكثير من مؤلفات محمد باقر الصدر ! والكثير من فتاويه قائمةٌ على اجتهاده ورأيه الخاص بعيداً عن القرآن الكريم والسُّنة المطهرّة ! فمن فتاويه الباطلة هي قيامه بتسفيه قصائد أهل البيت (عليهم السلام) وإدخاله فيها بدعة الراب الأجنبي الذي أدخله في دين مقلديه ! وهذا الراب الأجنبي أشبه بالأغنية المصاحبة بالصخب والرقص كما يفعل ذلك الصوفيّة تماماً ! فأين الرزانة والوقار والحشمة والبهاء ؟! أين غض الصوت الذي أمر به القرآن ؟! يقيناً أنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير . ولقد انطقه الله تعالى في أكثر من موقفٍ واعترف أنّه من شر فقهاء آخر الزمان :-
    عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ :
    سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ ، وَمِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ . يُسَمَّوْنَ بِهِ وَهُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ ، مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى ، فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ ، تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَإِلَيْهِمْ تَعُودُ . المصدر : (الكافي : ج8، ص307.)
    وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ رَحًى تَطْحَنُ خَمْساً ، أَفَلَا تَسْأَلُونَ مَا طَحْنُهَا ؟ فَقِيلَ لَهُ : فَمَا طَحْنُهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : الْعُلَمَاءُ الْفَجَرَةُ ، وَالْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ ، وَالْجَبَابِرَةُ الظَّلَمَةُ ، وَالْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ ، وَالْعُرَفَاءُ الْكَذَبَةُ . المصدر : (مستدرك الوسائل : ج4, ص251.)
    وَعَنْ الْإِمَامِ الْعَسْكَرِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) : يَا أَبَا هَاشِمٍ ، سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى النَّاسِ وُجُوهُهُمْ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَقُلُوبُهُمْ مُظْلِمَةٌ مُتَكَدِّرَةٌ ، السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ ، الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ مُحَقَّرٌ وَالْفَاسِقُ بَيْنَهُمْ مُوَقَّرٌ ، أُمَرَاؤُهُمْ جَاهِلُونَ جَائِرُونَ ، وَعُلَمَاؤُهُمْ فِي أَبْوَابِ الظَّلَمَةِ [سَائِرُونَ] ، أَغْنِيَاؤُهُمْ يَسْرِقُونَ زَادَ الْفُقَرَاءِ ، وَأَصَاغِرُهُمْ يَتَقَدَّمُونَ عَلَى الْكُبَرَاءِ ، وَكُلُّ جَاهِلٍ عِنْدَهُمْ خَبِيرٌ وَكُلُّ مُحِيلٍ عِنْدَهُمْ فَقِيرٌ ، لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْمُخْلِصِ وَالْمُرْتَابِ ، لَا يَعْرِفُونَ الضَّأْنِ مِنَ الذِّئَابِ ، عُلَمَاؤُهُمْ شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لِأَنَّهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى الْفَلْسَفَةِ وَالتَّصَوُّفِ ، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعُدُولِ وَالتَّحَرُّفِ ، يُبَالِغُونَ فِي حُبِّ مُخَالِفِينَا وَيُضِلُّونَ شِيعَتَنَا وَمُوَالِيَنَا ، إِنْ نَالُوا مَنْصَباً لَمْ يَشْبَعُوا عَنِ الرِّشَاءِ وَإِنْ خُذِلُوا عَبَدُوا اللَّهَ عَلَى الرِّيَاءِ ، أَلَا إِنَّهُمْ قُطَّاعُ طَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ وَالدُّعَاةُ إِلَى نِحْلَةِ الْمُلْحِدِينَ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ فَلْيَحْذَرْهُمْ وَلْيَصُنْ دِينَهُ وَإِيمَانَهُ .
    ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ ، هَذَا مَا حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ) ، وَهُوَ مِنْ أَسْرَارِنَا فَاكْتُمْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ . المصدر : (المستدرك : ج١١، ص٣٨٠ .)

    ولقد أنكر الصرخي مظلومية فاطمة الزهراء (عليها السلام) جملتاً وتفصيلاً ! في حين أننا نجد مظلوميتها في كتب المخالفين قبل كتبنا ! حيث جاء في صحيح البخاري - الجزء : (5) - الصفحة : (82) - الحلقة (3998) :- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ، بِنْتَ النَّبِيِّ (ص) أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: "لاَ نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا المَالِ"، وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص)، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص). فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ (ص) سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا .
    وجاء في صحيح الترمذي : أَنَّ فَاطِمَةَ جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ تَسْأَلُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ (ص)، فَقَالَا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ (ص) يَقُولُ: "إِنَّي لَا أُوَرِّثُ". قَالَتْ:
    «وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكُمَا أَبَدًا»، فَمَاتَتْ، وَلَمْ تُكَلِّمْهُمَا . الرَّاوِي : أَبُو هُرَيْرَةَ - خُلَاصَةُ الدَّرَجَةِ : صَحِيحُ - المُحَدِّث : الأَلْبَانِيِّ - المُصْدَرُ : صَحِيحُ التَّرْمِذِيِّ - الصَّفْحَةُ أَوْ الرَّقْمُ : 16 .
    نكتفي بهذا القدر من الأخبار الصحيحة المتواترة ونستنتج منها أنّ عائشة اعترفت أنّ فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) ماتت وهي غاضبة وواجدة على أبيها وصاحبه (أبو بكر وعُمَر) ، وغضب فاطمة (عليها الصلاة والسلام) يعدل غضب النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وغضب النبي مُحمَّد يعدل غضب الله تعالى ! ذلك لأنّ النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال في عشرات الأحاديث المتواترة الصحيحة :-
    « فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي » وقال : « إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَيَرْضَى لِرَضَاكِ » وقال : « إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا » .
    وبالنسبة لقول أبي بكرٍ : (نحن معاشر الأنبياء لا نورث وأن ما نتركه صدقة) ! فإذاً كيف ورثت عائشة بيت النبي ؟! ومن سمح لأبي بكرٍ أن يُدفن جنب النبي ؟ ولماذا عُمَر يستأذن من عائشة حتى يدفن جنب النبي ؟! أليس ما يتركه النبي صدقة ؟! وكيف كانت عائشة تسكن في بيت تعتبره صدقة ؟! ومن ثم أليست القبور عندكم لا تضر ولا تنفع ! أليس أبو بكر يقول : (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ) ! فلماذا يريد أبو بكر وعُمَر الدفن عند قبر النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ؟! ومن سَمِحَ لعائشة أن ترفض دفن الحسن (عليه السلام) في بيته الذي وُلِدَ ونشأ فيه وعند جدّه ؟! حيث ركبت بغلة وجمعت حولها جماعة من بني أمية وصارت تقول : (نحوا ولدكم عن بيتي ، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب) ! ورميت بسببها جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) بالنبال !
    ونستنتج منها مخالفة أبو بكر وعُمَر للقرآن بالورثة وغصب أرض فدك من فاطمة الزهراء (عليها السلام)
    وذلك في آيات الوراثة :

    قَالَ تَعَالَى :
    ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ - [سُّورَةُ النَّمْلِ : 16.]
    وَقَالَ تَعَالَى :
    ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 11.]
    وهذا يدل على أنّ القوم لم يقرأوا القرآن الكريم بل قد اختلفوا في جمعه وتأخروا إلى سنة 30 هجرية . فإذا قِيلَ كانوا يحكمون بِسُنة الرسول من دون القرآن فنقول أنّ عُمَر قد أحرق الأحاديث ومنع التدوين ! وقد جمع أبو بكر خمسمائة حديث للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأحرقها بالنار ، وخطب في الناس قائلاً : (لا تحدثوا عن رسول الله شيئا ! فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم القرآن فأحلوا حلاله وحرموا حرامه) . وقوله : (لا تحملوني على سُّنة نبيكم ، فأنّي لا أطيقها) ! فأين كان أبو بكر وعمر بن الخطاب عن جمع القرآن ؟ إذ لا كتاب ولا سُنة فبأي شيءٍ كانوا يحكمون في دين الله ؟! فلقد صدق الله حين قال :
    ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا - [سُّورَةُ الْفُرْقَانِ : 30.] فلو كانوا يعرفون القرآن حقّاً لما منعوا ورث فاطمة من أبيها (صلّى الله عليهما وسلّم) .
    فيا صرخيين كيف لكم أن توالوا من غضبت عليه الزهراء (عليها السلام) ؟!
    قَالَ تَعَالَى :
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ - [سُّورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ : 13.] بل أنّ النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد غضب على القوم قبل أن تغضب فاطمة الزهراء ! وقد غضب عليهم قبل استشهاده من أثر السُم عندما طلب من القوم احضار قلم ودواة لكي يكتب كتاباً يكون حافظاً وواقياً للمسلمين من الانحراف والضلال من بعده إلى الأبد . ولكنهم خالفوه وقال أحدهم (عُمَر بن الخطاب) : إنَّ النبي ليهجر ! وقال عُمَر بن الخطاب حينها بعد ان اتّهم النبي بالهجران : (أنّ النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله) ! وهذا الله رفضٌ صريحٌ لسنة النبي الكريم ، بل سوء أدب واخلاق وتنافي مع الخُلُق القرآني الذي أمر الله الصحابة وسائر الناس بأن يتأدبوا به مع النبي عند مخاطبتهم له . قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ - [سُّورَةُ الْحُجُرَاتِ : 2.] ولقد طردهم رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) وأمرهم بالخروج من محضره بعد أن غَضِبَ عليهم لَمَّا أكثروا اللغو والاختلاف عنده ، و‏قال (صلّی الله عليه وآله وسلّم) :‏ ‏(قوموا ‏عني ! ولا ينبغي عند نبي تنازع) . قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 114.] وهذا يعني أنّ الذين طردهم النبي من محضره ليسوا بمؤمنين . وَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 24.] وليسوا بمستجيبين لأمر الله ولا رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . ذلك بعد أن رفعوا صوتهم فوق النبي وخرجت كلمة كبيرة من عُمَر بن الخطاب (الهجر) . قَالَ تَعَالَى : ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا - [سُّورَةُ الْكَهْفِ : 5.] رافضين بذلك كتابة وصية رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) التي أمر الله تعالى عباده أن يكتبوها إذا حضرت وفاتهم .
    ولقد عاشت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) بعد استشهاد النبي مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أثر السم ستتة أشهر فقط ! وهذه فترة قصيرة جداً وهذا السن ليس بسن الشيخوخة حتّى نقول أنّه ماتت موتاً طبيعاً بسبب الشيخوخة مثلاً ! وقد عاش حسان بن ثابت شاعر الرسول مائة وعشرين سنة ! بل قد عاش سلمان الفارسي مائتين وخمسين سنة ! خصوصاً أنّها (عليها الصلاة والسلام) كانت تلازم الصلاة والصيام وسائر العبادات ، ومعروفٌ جداً أنّ ذلك ينزل البركات ويطيل الأعمار ويقوي البدن ويُبيّض الوجه فضلاً عن أنّها بتولٌ مطهرّةٌ من الرّجس تطهيراً .
    هذا وأنّ دفن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) سراً في الليل واخفاء قبرها يكشف عن أكثر من حقيقة منها التعبير الحقيقي عن مرارة الأحداث التي تجرعتها ممن ظلمها وموقفها تجاه الذين ظلموها وغصبوا حقها وباعوا آخرتهم بدنياهم . فبذلك أوصلت رسالة مفادها أن يتساءل المسلمون عن السبب الذي لأجله عجّل باستشهادها ولم تحظ بما حظيت به نساء عصرها من أن يكون لها قبر . فيا أيها الصرخيين ما السبب الذي عجّل في موتها ؟ هل يعقل أن تموت الزهراء (عليها السلام) بهذه السرعة من دون سبب !
    فلقد هدد عُمَر بن الخطاب بتهديد وإحراق بيت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) بسبب تخلُّف الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) عن بيعة أبي بكرٍ ، بل حصول الإحراق بالفعل ! فقد روى الحادثة الطبري في كتابه التاريخي - الجزء (2) - الصفحة (443) (بسندٍ رجالهُ ثقات) :- عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيبٍ قَالَ: أَتَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ مَنْزِلَ عَلِيٍّ وَفِيهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَرِجَالٌ مِنْ المُهَاجِرِينَ فَقَالَ: "وَاللهِ لَأَحْرِقَنَّ عَلَيْكُمْ أَوْ لِتَخْرُجَنَّ إِلَى البَيْعَةِ" .
    وروى البلاذري بسندٍ رجالهُ ثقات في كتابه أنساب الأشراف - الجزء (2) - الصفحة (268) :- عَنْ ابْنِ عوان أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ يُرِيدُ البَيْعَةَ، فَلَمْ يُبَايِعْ، فَجَاءَ عُمَرُ وَمَعَهُ فَتِيلَةٌ (قَبَسَ خِ) فَتَلَقَّتْهُ فَاطِمَةُ عَلَى البَابِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ:
    «يَا بْنَ الخَطَّابِ! أَتُرَاكَ مُحْرِقًا عَلَيَّ بَابِي؟!» قَالَ: "نَعَمْ، وَذَلِكَ أَقْوَى فِيمَا جَاءَ بِهِ أَبُوكِ!".
    وروى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد الفريد - الجزء (4) - الصفحة (242) :- قَالَ: الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَلَى بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ: عَلِيٌّ وَالعَبَّاسُ وَالزُّبَيْرُ فَقَعَدُوا فِي بَيتِ فَاطِمَةَ، حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ لِيُخْرِجَهُمْ مِنْ بَيتِ فَاطِمَةَ وَقَالَ لَهُ: إِنْ أَبَوا فَقَاتِلْهُمْ . فَأَقْبَلَ يَقْبَسُ مِنْ نَارٍ عَلَى أَنَّ يُضْرِمَ عَلَيْهِمْ الدَّارَ ، فَلَقِيَتْهُ فَاطِمَةُ فَقَالَتْ :
    «يَا بْنَ الخَطَّابِ! أَجِئْتَ لِتُحْرِقَ دَارَنَا؟!» قَالَ: نَعَمْ . (راجع أيضاً ابن أبي الفداءِ في تاريخه : ج1، ص156 . وعمر رضا كحالة في أعلام النساء : ج4، ص115 . والبكري في حياة الخليفة عُمَر بن الخطاب : ص118) .
    وجاء في مصنف ابن أبي شيبة بسندٍ صحيح - الجزء (7) - الصفحة (432) - الحلقة (37045) :- مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ أَنَّهُ حِينَ بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ يَدْخُلَانِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُشَاوِرُونَهَا وَيَرْتَجِعُونَ فِي أَمْرِهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ فَقَالَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيكِ ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ إِلَيْنَا بَعْدَ أَبِيكِ مِنْكِ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا ذَاكَ بِمَانِعِي إِنِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ النَّفَرُ عِنْدَكِ ؛ أَنْ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يُحَرَّقَ عَلَيْهِمِ الْبَيْتُ ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ جَاءُوهَا فَقَالَتْ:
    «تَعْلَمُونَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَقَدْ حَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيُحَرِّقَنَّ عَلَيْكُمُ الْبَيْتَ وَايْمُ اللَّهِ لَيَمْضِيَنَّ لِمَا حَلَفَ عَلَيْهِ ، فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ ، فَرَوْا رَأْيَكُمْ وَلَا تَرْجِعُوا إِلَيَّ» . فَانْصَرَفُوا عَنْهَا فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهَا حَتَّى بَايَعُوا لِأَبِي بَكْرٍ .
    وأُصيبت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) خلال عمليّة حرق الدار واقتحامه بأصاباتٍ وجروحٍ بالغة جداً في جسدها الطاهر المقدّس ! فبعد أن تمّت مداهمة البيت وأشعال الحطب ، تقدّم أبو بكر وعُمَر ومن معهم ودفعوا الباب بقوّة حتى كسروا ضلعها (عليها الصلاة والسلام) ورفسوها على بطنها الحامل ! ممّا تسبّب في إجهاضها فأسقطت جنينها المحسن (عليه السلام) . هذا وقد اختصر لنا القضيّة ابن أبي دارم التميمي الكوفي المحدّث عندما روى حديثاً مأساوياً مختصراً بيّن فيه جريمة القوم الظالمين بحقّ بضعة المختار (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وهذا هو الحديث الشريف :-
    « أَنّ عُمَرَ رَفَسَ فَاطِمَةَ حَتَّى أَسْقَطَتْ بِمُحْسِنٍ » .
    المصادر :-
    الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء - الجزء (15) - الصفحة (578)
    الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال - الجزء (1) - الصفحة (139)
    ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان - الجزء (1) - الصفحة (268)
    - - - - - - - - - - - - - -
    ولقد كان الراوي (ابن أبي دارم) موصوفاً بالحفظ والمعرفة بل أنّه إمامٌ فاضلٌ ! فلقد قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء - الجزء (12) - الصفحة (126) - الحلقة (3196) :-
    «ابن أبي دارم ، الإِمَامُ الحَافِظُ الفَاضِلُ , أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ محمد السري بن يحيى بن السَّرِيِّ بنِ أَبِي دَارمٍ, التَّمِيْمِيُّ الكُوْفِيّ الشِّيْعِيّ, محدِّث الكُوْفَة . سَمِعَ إِبْرَاهِيْمَ بنَ عَبْدِ اللهِ العَبْسِي القصَّار، وَأَحْمَدَ بنَ مُوْسَى الحمَّار، وَمُوْسَى بنَ هَارُوْنَ, وَمُحَمَّد بنَ عَبْدِ اللهِ مُطيَّناً, وَمُحَمَّدَ بنَ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَعِدَّة . حدَّث عنه: الحاكم, وأبو بكر بن مردويه, وَيَحْيَى بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُزَكِّي، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ الحمَّامي, وَالقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ, وَآخَرُوْنَ» .
    فإذن :-
    أنّ ابن أبي دارم كان إماماً - كما عدّه الذهبي - ولفظ (الإمام) عدّها الذهبي من عبارات التعديل التي لا نزاع فيه ، وذلك في كتابه الموقظة في علم مصطلح الحديث - الصفحة (52) قال :- قولهم (ثبت، وحجة، وإمام، ومتقن) . وقال أيضاً بعد أن ذكر طبقات الحفاظ فمثل يحيى القطان يقال فيه : (إمام وحجّة) ، فجعل لفظ الإمام في المرتبة الأولى من مراتب التعديل) .
    أيضاً أنّ ابن أبي دارم كان حافظاً - كما عدّه الذهبي - ولفظ (الحافظ) هو ذلك الرجل الذي وعى مائة ألف حديث متناً وسنداً ولو بطرق متعددة ، وعرف من الحديث ما صحّ وعرف اصطلاح هذا العلم فهو حافظ حجة . (الدكتورعبد الرحمن الخميسي في معجم أصول الحديث : ص89.)
    أيضاً أنّ ابن أبي دارم كان فاضلاً - كما عدّه الذهبي - ولفظ (الفاضل) يدل على المدح .
    انتهى بعد أن ثبت أنّ ابن أبي دارم إمام وحافظ وحجّة ، وهذا يعني أنّ الراوي مزكّى في منتهى الوثاقة . إلّا أنّ فقهاء المذاهب السنيّة قدحوا فيه وقالوا عنه أنّه مستقيم الأمر عامّة دهره ثمّ في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب حضرته ، وزعموا أنّه رافضي بسبب نقله حادثة اقتحام بيت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وإحراق بيتها ورفسها واسقاط جنينها بسبب ضربة عمر ابن الخطاب لها !
    - - - - - - - - - - - - - -
    وهذا الدليلُ على أنّ الرجل كان سُنيّاً ولم يكن شيعياً حتى يُقدح بحديثه :-
    قال جمال الدين القاسمي (هو أحد رواد النهضة العلمية الدِّينية الحديثة ببلاد الشام في العصر الحديث ، وأحد رجال العلم الكبار من المسلمين في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري ، وصاحب المؤلَّفات القيّمة الكثيرة التي انتفع بها العلماء وطلاب العلم) في كتابه قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث - الصفحة (195) :-
    « أقول : ها هنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أنّ رجال الجرح والتعديل عدوا في مصنفاتهم كثيرًا ممن رُمِيَ ببدعة، وسندهم في ذلك ما كان يقال عن أحد من أولئك أنه شيعي أو خارجي، أو ناصبي أو غير ذلك مع أنّ القول عنهم بما ذكر قد يكون تقولا، وافتراء، ومما يدل عليه أن كثيرًا ممن رمي بالتشيع من رواة الصحيحين لا تعرفهم الشيعة أصلاً، وقد راجعت من كتب رجال الشيعة كتاب: "الكشي" و"النجاشي" فما رأيت من رماهم السيوطي نقلًا عمن سلفه بالتشيع في كتابه، التقريب ممن خرج لهم الشيخان وعدهم خمسة وعشرين إلا راويين وهما أبان بن تغلب وعبد الملك بن أعين، ولم أر للبقية في ذينك الكتابين ذكرا، وقد استفدنا بذلك علما مهما، وفائدة جديدة وهي أنه ينبغي الرجوع في المرمى ببدعه إلى مصنفات رجالها فيها يظهر الأصيل من الدخيل والمعروف من المنكور » .
    ويستفاد من ذلك أنّه لا وجود تماماً للمزاعم القائلة أنّ فلان أو فلان شيعي رافضي يروي الحديث في كتاب سني ! وهذا يعني أنّ أبن أبي دارم كان سُنيّاً يروي في الكتب السنيّة ولم يكن شيعياً فلا غضاضة على ذلك الأمر ! والدليل على ذلك أنّ أبن أبي دارم كان أحد المذكورين في سند بعض الاحاديث التي صححها الذهبي نفسه من دون توقف فيه :-
    المستدرك على الصحيحين للحاكم - الجزء (1) - الصفحة (437) - الحلقة (1102) :- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ، بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْمُصَلَّى صَلَّى رَكْعَتَيْنِ» هَذِهِ سُنَّةٌ عَزِيزَةٌ، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
    تعليق الذهبي في التلخيص : صحيح . ولكنه عندما روى الحديث الذي بين اقتحام عُمَر لبيت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وقيامه برفسها حتى أسقطت بمحسن (عليه السلام) صار الراوي شيعياً رافضياً عندهم لأنّه لا يخدم مصالحهم بل يفضح جرائم القوم الظالمين !

    وبالنسبة إلى شهادة المحسن (عليه السلام) :-
    ذكر الحافظ جمال الدين المزي في كتابه تهذيب الكمال - الجزء (20) - الصفحة (472) :-
    «كَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ الوَلَدِ الذُّكُورِ وَالَّذِينَ لَمْ يَعقّبُوا مُحسِنَ دَرَجٍ سَقَطًا» . وأيضاً نقل ذلك عنه الفاسي في العقد الثمين - الجزء (6) - الصفحة (203) .
    وذكر الصلاح الصفدي في كتابه الوافي بالوفيّات - الجزء (21) - الصفحة (281) :-
    «وَالمُحسِنُ طرح» حَكَى ذَلِكَ عَنْ شَيخِهِ الذَّهَبِيِّ فِي كِتَابِهِ فَتحُ المُطَالِبِ فِي فَضلِ عَلِيِّ ابنِ أَبِي طَالِبٍ .
    وذكر كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السؤول - الصفحة (62) - الفصل (11) عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :-
    «اعلم أيّدك الله بروح منه ، إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده ذكوراً وإناثاً ، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط ، ولم يسقط ذكر نسبه ، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة ، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك وبحسبه» . ثم نقل عن صفة الصفوة وغيرها ذكرهم إلى أن قال : «وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك ، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين وكان سقطاً» .
    وذكر الشيخ سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني في كتابه مطالع الأنوار المصطفوية في شرح مشارق الأنوار النبوية للصغاني الحنفي عند ذكره رواة الكتاب على ترتيب حروف المعجم ، فقال في حرف الفاء :-
    «فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، كان من حقها أن تذكر في أول الأسامي لكن ترتيب الكتاب اقتضى هذا التنسيق» إلى أن قال بعد ذكر شيء من ترجمتها : «وولدت لعلي الحسن والحسين والمحسن ، وقيل : سقط المحسن من بطنها ميتاً بسبب أنّ عمر بن الخطاب دقّ الباب على بطنها حين جاء لعلي أن يروح به إلى عند أبي بكر لأخذ البيعة» .
    وذكر الشيخ حسن الحمزاوي المالكي في كتابه مشارق الأنوار - الصفحة (81) :-
    «وأمّا محسن فأدرج سقطاً» .
    وذكر أبو الفضيل محمد الكاظم بن أبي الفتوح في كتابه النفحة العنبرية في أنساب خير البرية :-
    «والمحسّن وأخوه ولدا ميتين من الزهراء» .
    وذكر الشيخ جمال الدين يوسف المقدسي في الشجرة النبوية في نسب خير البرية - الصفحة (60) :-
    «محسن ، قيل : سقط ، وقيل : بل درج صغيراً ، والصحيح أنّ فاطمة أسقطت جنيناً» .
    وذكر النسابة عميد الدين في المشجر الكشاف - الصفحة (٢٢٩) :-
    «والمحسن الذي أسقط» .
    وذكر الشيخ محمود بن وهيب الحنفي القراغولي في جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام - الصفحة (104) :-
    «وأمّا محسّن فأدرج سقطاً» .
    وذكر الشيخ محمد الصبان الشافعي في كتابه اسعاف الراغبين بهامش مشارق الأنوار للحمزاوي - الصفحة (81) :-
    «فأمّا محسن فادرج سقطاً» .
    وذكر الصفوري الشافعي في كتابه نزهة المجالس - الجزء (2) - الصفحة (229) :-
    «وَكَانَ الحَسَنُ أَوَّلَ أَولَادِ فَاطِمَةَ الخَمسَةِ: الحَسَن، وَالحُسَيْن، وَالمُحسِن كَانَ سِقْطًا، وَزَينَبَ الكُبرَى، وَزَينَبَ الصُّغرَى» . وقال في كتابه الآخر المحاسنُ المجتمعَة في الخلفاء الأربعة - الصفحة (164) مِنْ كِتَابِ الإستِيعَابِ لِابنِ عَبدِ البَرِّ قَالَ :- «وَأَسقَطَتْ فَاطِمَةُ سِقطًا سَمَّاهُ عَلِيٌّ مُحسِنًا» . وَهَذَا لَيسَ فِي الإستِيعَابِ المَطبُوعِ، فَلَاحِظِ التَّحرِيفَ فِي هَذِهِ القَضِيَّةِ لِتَعرِفَ شِدَّةَ انحِسَارِهَا فِي كُتُبِ القَومِ اليَومَ .
    وجاء في كتاب دلائل الإمامة لابن جرير الطبري - الصفحة (134) :-
    «وكان سبب وفاتها (عليها السلام) أنّ قنفذاً مولى عمر بن الخطاب لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها» .
    فهذه الأدلة يا صرخي عقلية ونقلية من كتب المخالفين قبل كتبنا فكيف لك أن تنكر مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) ؟! كيف لك أن تترضى على أبي بكرٍ وعُمَر وعثمان وعائشة وهم قد غضب الله عليهم ؟! أمّا بالنسبة إلى قضية عائشة فأنّ المطهرون من الرجس هم أهل البيت (عليهم السلام) والمبرئة من الزنا من فوق سبع سماوات هي أم المؤمنين مارية القبطية وليست عائشة .
    فعائشة ليست مطهرّة بل عاصية لله ولرسوله الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب بقول الله لها : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
    - [سُّورَةُ الْأَحْزَابِ : 33.] ولم تقرّ عائشة ولم تتق الله إذ قال تعالى : ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ . وَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا - [سُّورَةُ الْأَحْزَابِ : 30.] وإرضاع عائشة للكبير وحبّها للغلام الأيفع وتعليمها الرجال لغسل الجنابة وغير ذلك كل ذلك من الجنس والفحش . ومسيرها للحرب ١٧٠٠ كيلو متر من مكة الى البصرة مع طلحة الذي كان يعشقها حتى قال أحد الشعراء لله دره :
    جاءت مع الأشقَين في هودج *** تـزجي إلى البصرة أجنادها
    كـأنّها فـي فـعلها هُـرّة
    *** تـريد أنْ تـأكل أولادهـا
    وكانت عائشة عند خروجها قد التمستْ مِن أُمّ سَلَمَة الخروج فأبتْ، وسألتْ حفصة فأجابتْ، ثمّ خرجت عائشة في أوّل نفر راكبة الجمل العسكر، وفي الخبر أنّه كان شيطان، وسارت حتى انتهتْ الحَوْءَب وهو ماء، فصاحت كلابها فقالت عائشة: أيّ ماء هذا؟. فقيل الحَوْءَب، فقالت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وعنده نساؤه: ليت شعري أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوءب ! فساروا بها حتى وصلوا البصرة . وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من المدينة طالباً لهم ، فرحل عليٌّ (عليه السلام) من المدينة يطلبهم ، فلمّا قرُب من البصرة كتب إلى طلحة والزبيرِ :-

    « أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ عَلِمْتُمَا أَنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي ، وَلَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى أَكْرَهُونِي وَأَنْتُمَا مِمَّنْ أَرَادُوا بَيْعَتِي ، وَبَايَعُوا وَلَمْ تُبَايِعَا لِسُلْطَانٍ غَالِبٍ وَلَا لِغَرَضٍ‏ حَاضِرٍ ، فَإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَا طَائِعَيْنِ فَتُوبَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّا أَنْتُمَا عَلَيْهِ ، وَإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَا مُكْرَهَيْنِ فَقَدْ جَعَلْتُمَا السَّبِيلَ عَلَيْكُمَا بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ وَإِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ . وَأَنْتَ يَا زُبَيْرُ فَارِسُ قُرَيْشٍ ، وَأَنْتَ يَا طَلْحَةُ شَيْخُ الْمُهَاجِرِينَ ، وَدَفْعُكُمَا هَذَا الْأَمْرَ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَا فِيهِ كَانَ أَوْسَعَ لَكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْهُ بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِهِ‏ . وَأَمَّا قَوْلُكُمَا إِنِّي قَتَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنِّي وَعَنْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؟ ثُمَّ يُلْزَمُ كُلُّ امْرِئٍ بِقَدْرِ مَا احْتَمَلَ وَهَؤُلَاءِ بَنُو عُثْمَانَ ! إِنْ قُتِلَ مَظْلُوماً كَمَا تَقُولَانِ أَوْلِيَاؤُهُ وَأَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَقَدْ بَايَعْتُمَانِي وَنَقَضْتُمَا بَيْعَتِي وَأَخْرَجْتُمَا أُمَّكُمَا مِنْ بَيْتِهَا الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تَقِرَّ فِيهِ ، وَاللَّهُ حَسِيبُكُمَا وَالسَّلَامُ » .
    وَكَتَبَ إِلَى عَائِشَةَ :
    « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكِ خَرَجْتِ مِنْ بَيْتِكِ عَاصِيَةً لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ ، تَطْلُبِينَ أَمْراً كَانَ عَنْكِ مَوْضُوعاً ثُمَّ تَزْعُمِينَ أَنَّكِ تُرِيدِينَ الْإِصْلَاحَ بَيْنَ النَّاسِ ! فَخَبِّرِينِي مَا لِلنِّسَاءِ وَقَوْدِ الْعَسَاكِرِ ؟! وَزَعَمْتِ أَنَّكِ طَالِبَةٌ بِدَمِ عُثْمَانَ وَعُثْمَانُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَأَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ ، وَلَعَمْرِي إِنَّ الَّذِي عَرَضَكِ لِلْبَلَاءِ وَحَمَلَكِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ لَأَعْظَمُ إِلَيْكِ ذَنْباً مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ ، وَمَا غَضِبْتِ حَتَّى أَغْضَبْتِ وَلَا هِجْتِ حَتَّى هَيَّجْتِ فَاتَّقِي اللَّهَ يَا عَائِشَةُ وَارْجِعِي إِلَى مَنْزِلِكِ وَأَسْبِلِي عَلَيْكِ سِتْرَكِ وَالسَّلَامُ » .
    فَجَاءَ الْجَوَابُ إِلَيْهِ :
    « يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ جَلَّ الْأَمْرُ عَنِ الْعِتَابِ ! وَلَنْ نَدْخُلَ فِي طَاعَتِكَ أَبَداً فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏ وَالسَّلَامُ » . (الفتوح لابن أعثم : ج2، ص465،301 . وراجع البحار : ج32، ص125، عن كشف الغمة) .
    فلمّا جاء الجواب وسمع أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصولهم جهّز جيشاً وخرج إلى البصرة , وخطب (عليه السلام) فقال :
    «اَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ عائِشَةَ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَمَعَها طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، وَكُلٌّ مِنْهُما يَرَى الْأَمْرَ لَهُ دوُنَ صاحِبِهِ ، أَمَّا طَلْحَةُ فَابْنُ عَمِّها ، وَأَمَّا الزُّبَيْرُ فَخَتَنُها ، وَاللَّهِ لَوْ ظَفَرُوا بِما اَرادُوا - وَلَنْ يَنالوُا ذلِكَ اَبَداً - لَيَضْرِبَنَّ أَحَدُهُما عُنُقَ صاحِبِهِ بَعْدَ تَنازُعٍ مِنْهما شَديدٍ . وَاللَّهِ إِنَّ رَاكِبَةَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ما تَقْطَعُ عَقَبَةً وَلَا عُقْدَةً إِلاَّ فِي‏ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ ، حَتّى‏ تُورِدَ نَفْسَها وَمَنْ مَعَها مَوارِدَ الْهَلَكَةِ ، أي‏ وَاللَّهِ لَيُقْتَلَنَّ ثُلْثُهُمْ وَلَيَهْرِبَنَّ ثُلْثُهُمْ وَلَيَتُوبَنَّ ثُلْثُهُمْ ، وَأَنَّهَا الَّتِي‏ تَنْبَحُها كِلَابُ الْحَوْأَبِ ، وَأَنَّهُما لَيَعْلَمَانِ أَنَّهُما مُخْطِئَانِ . وَرُبَّ عَالِمٍ قَتَلَهُ جَهْلُهُ وَمَعَهُ عِلْمٌ لا يَنْفَعُهُ ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ ، فَقَدْ قَامَتِ الْفِتْنَةُ وَفيهَا الْفِئَةُ الْباغِيَةُ ، أَيْنَ الْمُحْتَسِبُونَ ؟ أَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ ؟ مَا لِي‏ وَلِقُرَيْشٍ ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُهُمْ كَافِرينَ وَلَأَقْتُلَنَّهُمْ مَفْتوُنينَ ، وَما لَنَا إِلى‏ عَائِشَةَ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا أَنَّا أَدْخَلْنَاهَا فِي‏ حَيِّزِنَا ، وَاللَّهِ لَأَبْقِرَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى‏ يَظْهَرَ الْحَقُّ مِنْ خَاصِرَتِهِ ، فَقُلْ لِقُرَيْشٍ فَلْتَضِجَّ ضَجِيجَهَا » . (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج١، ص233. وراجع أيضاً جمهرة خطب العرب لأحمد زكي صفوت : ج1، ص287.)
    فحتّى لو تابت عائشة وحفصة عن ذنبهما فلن يقبل الله توبتهما أبداً ! لقوله ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ! ذلك لأن قلبهما صاغ وزاغ ومال عن حق الله تعالى ولن يدخل الإيمان فيه . وبالنسبة لقوله ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ فهو تهديدٌ لعائشة وحفصة بالطلاق بعد حربهما على علي (ع) في الجمل . أما بالنسبة لقوله ﴿مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا فهو أنّ زوجات النبي القديمات لا يتصفنّ بهذه الصفات الجديدة الحسنة التي ذكرها القرآن . ولقد طلّق الإمام علي (ع) عائشة بأمرٍ من الرسول محمد (ص) حيث قال النبي (ص) لعلي (ع) :
    ارْفُقْ بِهِنَّ مَا كَانَ الرِّفْقُ أَمْثَلَ بِهِنَّ ، فَمَنْ عَصَاكَ مِنْهُنَّ فَطَلِّقْهَا طَلَاقاً يَبْرَأُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهَا .
    قَالَ وَكُلُّ نِسَاءِ النَّبِيِّ قَدْ صَمَتْنَ فَلَمْ يَقُلْنَ شَيْئاً فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كُنَّا لِتَأْمُرَنَا بِشَيْ‏ءٍ فَنُخَالِفَهُ بِمَا سِوَاهُ ؟ فَقَالَ (ص) لَهَا : بَلَى يَا حُمَيْرَاءُ ! قَدْ خَالَفْتِ أَمْرِي أَشَدَّ خِلَافٍ !! وَايْمُ اللَّهِ لَتُخَالِفِنَّ قَوْلِي هَذَا وَلَتَعْصِنَّهُ بَعْدِي وَلَتَخْرُجِنَّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي أُخَلِّفُكِ فِيهِ مُتَبَرِّجَةً قَدْ حَفَّ بِكِ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ فَتُخَالِفِينَهُ ظَالِمَةً لَهُ عَاصِيَةً لِرَبِّكِ . وَلَتَنْبِحَنَّكِ فِي طَرِيقِكِ كِلَابُ الْحَوْأَبِ ! أَلَا إِنَّ ذَلِكِ كَائِنٌ
    .
    المصدر : (البحار : ج28، ص107)

    فهذه الأجوبة يا صرخي غيضٌ من فيضٍ ولا زال في جعبتنا الكثير جداً لو قابلناك وجهاً لوجه !
    ونجيبك الآن على تصريحاتك الفارغة حول تزييفك لقبور الأئمة (عليهم السلام) ونكرانها :- قد ورد في بعض أخبار الآحاد أنّ رأس الإمام الحسين (عليه السلام) في مصر وليس في كربلاء ، وقبر الإمام علي (عليه السلام) ليس مضبوطاً جداً حتّى الكعبة المشرفة موقعها ليس دقيقاً ! بسبب قضايا سياسية قديمة منها أنّ يزيد بن معاوية أمر بضرب الكعبة بالمنجنيق وبعده ضربها أيضاً عبد الله بن مروان .! وعلى كل حال فهذا لا يعني عدم قبول الصلاة لاختلاف مكان الكعبة أو مثلاً انحراف المصلّي عن موقع القبلة ؛ لإنّ لله تعالى المشارق والمغارب وأَيْنما نولي وجوهنا فثمّ وجه الله تعالى أنّه واسعٌ عليمٌ ، ولو أنّ رجلاً قُتِلَ بالمشرق فرضى بقتله رجلٌ في المغرب لكان الراضي عند الله عزّ وجل شريك القاتل ، فالأعمال بالنيات والله يحاسبنا على ما كسبت قلوبنا ؛ لإنّ الإسلام دين الفطرة .
    والأئمة (عليهم السلام) أعظم من أن يضمهم قبرٌ في الأرض ؛ لأنّهم أحياءٌ ولكن لا نشعر بحياتهم وهم يرزقون عند الله عزّ وجلّ ، والله ربنا موجودٌ في كل مكانٍ أحاط بكل شيءٍ علماً وأحصى كل شيءٍ في إمامٍ مبين ، فهم يرون ويطلعون على أعمال المسلمين كما ورد في تفسير هذه الآية الكريمة :
    ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ - [سُّورَةُ التَّوْبَةِ : 105.] ؛ لأنّهم أولياء الأمور المفروضة طاعتهم بعد طاعة الله تعالى ورسوله المصطفى مُحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 59.] . وهذا يعني أنّ من أطاع او استغاث بالرسول فقد اطاع الله ، قَالَ تَعَالَى : ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 80.] ، ومن أطاع أيضاً او استغاث بأولياء الأمور الذين هم الأئمة (عليهم السلام) من عترة النبي محمد (صَلّى الله عليهم وسلّم) فقد أطاع الله أيضاً . ولا يجوز أبداً أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلّا من ثبتت عصمته وعلم أنّ باطنه كظاهره وأمن منه الغلط والأمر بالقبيح .
    فالروحانيّة الخاصة بهم تحضر عند كل من يذكرهم ويستنجد بهم ويصل مدى محيطها لمسافاتٍ بعيدةٍ جداً ، فالموتى يسمعون حتّى لو كانوا كفّاراً فكيف بالأئمة (عليهم السلام) ؟! ورد أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أشرف على قليب بدر وفيه جثث أقطاب المشركين ، فقال :
    «قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا» ؟ فاعترض عليه بعض الصحابة وقالوا : أتتكلّم مع الموتى ؟! فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «إِنَّهُمْ أَسْمَعُ مِنْكُمْ وَأَبْصَرُ» .
    كذلك انتشار الملائكة قرب قبورهم ومجاورتهم عندهم يجلبُ كُل خيرٍ وبركةٍ ، بل أنّ هنالك أنواعاً من الملائكة تُسمّى بـ"الملائكة النقّالة" ، ووظيفة تلك الملائكة تكمن في نقل جثامين وأعضاء الميت من قبرٍ إلى قبرٍ أو من مكانٍ طاهرٍ إلى مكان نجسٍ والعكس صحيح ، أو حتّى معاذ الله أنّ الأرض تبتلع كل من عمل قوم لوطٍ حتى تنزله إلى جوفها ثم ترسله لجهنم .
    فَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :

    «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً مُوَكَّلَيْنَ يَنْقُلُونَ الْأَمْوَاتِ إِلَّى حَيْثُ يُنَاسِبُهُمْ» .
    وورد لم يمت مخالف في أرضٍ شريفة إلّا حملته الملائكة النقّالة ، فقد حكي أنّ أيام المولى يوسف الكليدار (حامل مفاتيح مرقد الإمام علي عليه الصلاة والسلام في النجف الأشرف) جاء بجنازةٍ لتدفن في الأرض المقدّسة ، فرأى الكليدار أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في منامه يقول له :
    «يَأْتُونَ غَداً بِجَنَازَةٍ عَلَى حِمَارٍ يَسُوقُهَا رَجُلٌ ، الْمَيِّتُ أَعُورٌ والْحِمَارُ أَعُورٌ وَاَلْسَائِقُ أعُورٌ ، فَلَا تَقْبَلْ دَفْنَهَا عِنْدِي وَإِنْ أَعْطُوكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً» . فلمّا أصبح الصباح جاءوا بتلك الجنازة على تلك الأوصاف ، فامتنع من دفنها فبذلوا له مالاً كثيراً فقال في نفسه : "ادفنها ثمّ اخرجها وانقلها من النّجف" . فقبض المال وأمكن مِن دفن الجنازة في الحرم الأقدس ! فلمّا كان الليل أتى ليخرجها وإذا بسلسلةٍ رأسها عند الميّت والرّأس الآخرُ ينتهي إلى القبر المُقدَّس ، وكذا رأى سلاسل أخر في باقي القبور . فلمّا ضمّهُ الفراشُ ونام رأى أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) يقول له :«يَا يُوسُفَ لَمْ تَمْتَثِلْ أَمْرِي وَأَمْكَنْتَ مِنْ دَفْنِ الْجِنَازَةِ ! وَمَا كَفَاكَ هَذَا ؟ حَتَّى أَرْدْتَ أَنْ تَنْقُلَهُ بَعْدَ إِسْتِجَارَتِهِ بِي» . فتاب على يد الإمام (عليه الصلاة والسلام) وصار معدوداً في زُمرة الصلحاء . وذكر الشيخ النوري عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء :- «أنّ رجلاً عشّاراً مات فَدُفِنَ في النّجف ، ومات رجلٌ مؤمنٌ فَدُفِنَ في الخطوة - موضع قريب البصرة - ، فاتّفق حفر قبر العشّار فوجدوا فيه ذلك المؤمن ! ثم جاءوا إلى قبر المؤمن فوجدوا العشّار» .
    المصدر : (الأنوار العلويّة للشيخ جعفر النقدي : ص٤٣٢.)

    ما عسانا أن نقول الآن إلّا أنّك بتريٌ أيها الصرخي وكل من اتبعك وسار على طريقك الباطل الخاطئ :-
    عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
    إِنَّ مِمَّنْ يَتَّخِذُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، لَمَنْ هُوَ أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ . فَقِيلَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، بِمَاذَا ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ [إِذَا] كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ ، فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ‏ .
    وَعَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
    مَنْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا أَوْ مَدَحَ لَنَا عَائِباً أَوْ أَكْرَمَ لَنَا مُخَالِفاً ، فَلَيْسَ مِنَّا وَلَسْنَا مِنْهُ‏ .
    وَعَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
    مَنْ وَالَى أَعْدَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ، وَمَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ‏ .
    المصدر : (البحار : ج72، ص391، عن صفات الشيعة.)
    عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ :
    دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَمَعِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتٌ الْحَدَّادُ ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ ، وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ ، وَجَمَاعَةٌ مَعَهُمْ ، وَعِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَخُوهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَقَالُوا لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَتَوَلَّى عَلِيّاً وَحَسَناً وَحُسَيْناً وَنَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ. قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَعَمْ . قَالُوا : نَتَوَلَّى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَنَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ . قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَقَالَ لَهُمْ : (أَتَتَبَرَّءُونَ مِنْ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِا) ؟! بَتَرْتُمْ أَمْرَنَا بَتَرَكُمُ اللَّهُ) !. فَيَوْمَئِذٍ سُمُّوا الْبُتْرِيَّةَ .
    المصدر : (البحار : ج69، ص178، عن رجال الكشي.)
    وَعَنْ كِتَابِ أُنْسِ الْعَالِمِ لِلصَّفْوَانِيِّ قَالَ :
    إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ :
    يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أُحِبُّكَ وَأُحِبُّ فُلَاناً - وَسَمَّى بَعْضَ أَعْدَائِهِ - فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَمَّا الْآنَ فَأَنْتَ أَعْوَرُ ! فَإِمَّا أَنْ تَعْمَى وَإِمَّا أَنْ تُبْصِرُ .
    وَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قِيلَ لَهُ :
    إِنَّ فُلَاناً يُوَالِيكُمْ إِلَّا أَنَّهُ يَضْعُفُ عَنِ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّكُمْ ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هَيْهَاتَ .. كَذَبَ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّتَنَا وَلَمْ يَتَبَرَّأْ مِنْ عَدُوِّنَا .
    وَعَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
    كَمَالُ الدِّينِ وَلَايَتُنَا وَالْبَرَاءَةُ مِنْ عَدُوِّنَا .
    ثُمَّ قَالَ الصَّفْوَانِيُّ : وَاعْلَمْ‏ أَنَّهُ لَا يَتِمُّ الْوَلَايَةُ وَلَا تَخْلُصُ الْمَحَبَّةُ وَلَا تَثْبُتُ الْمَوَدَّةُ لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ قَرِيباً كَانَ أَوْ بَعِيداً ، فَلَا تَأْخُذْكَ بِهِ رَأْفَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ‏ : ﴿لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .‏
    المصدر : (البحار : ج27، ص58، عن كتاب السرائر.)

    وهذا البتري مهدورٌ دمه عند الإمام المهدي (عجلّ الله فرجه) :-
    عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
    إِذَا قَامَ الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَيَخْرُجُ مِنْهَا بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَنْفُسٍ يُدْعَوْنَ الْبُتْرِيَّةَ ، عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : (ارْجِعْ مِنْ حَيْثُ جِئْتَ ، فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِي بَنِي فَاطِمَةَ) ! فَيَضَعُ فِيهِمُ السَّيْفَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِمْ . ثُمَّ يَدْخُلُ الْكُوفَةَ فَيَقْتُلُ بِهَا كُلَّ مُنَافِقٍ مُرْتَابٍ ، وَيَهْدِمُ قُصُورَهَا وَيَقْتُلُ مُقَاتِلِيهَا حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ عَزَّ وَعَلَا .
    المصدر : (البحار : ج52، ص338، عن كتاب الإرشاد.)
    وَعَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
    وَيَسِيرُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) إِلَى الْكُوفَةِ ، فَيَخْرُجُ مِنْهَا سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ الْبَتْرِيَّةِ ، شَاكِّينَ فِي السِّلَاحِ قُرَّاءُ الْقُرْآنِ فُقَهَاءٌ فِي الدِّينِ ، قَدْ قَرَّحُوا جِباهَهُمْ وَشَمَّرُوا ثِيَابَهُمْ وَعَمَّهُمْ النِّفَاقُ وَكُلَّهُمْ يَقُولُونَ : (يَا ابْنَ فَاطِمَةَ إِرْجَعْ لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ) ! فَيَضَعُ السَّيْفَ فِيهِمْ عَلَى ظَهْرِ النَّجَفِ عَشِيَّةَ الْإِثْنَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى الْعِشَاءِ ، فَيَقْتُلُهُمْ أَسْرَعَ مِنْ جَزْرِ جَزُورٍ فَلَا يُفَوِّتُ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَلَا يُصَابُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدٌ .
    المصدر : (دلائل الإمامة للطبري : ص٤٥٥.)

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	=========.jpg  مشاهدات:	696  الحجم:	165.7 كيلوبايت  الهوية:	915735
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 16-04-2022, 01:10 PM.

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة صدى المهدي مشاهدة المشاركة

      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم ويبارك الله بكم
      شكرا لكم كثيرا

      احسن الله لكم بالخيرات * انرتم *

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X