مقدّمة(1)
كان بالمدينة المنوّرة ثلاثة أبطن من اليهود: بنو النضير وقريظة وقينقاع، وكان بنو قينقاع حلفاء لعبادة بن الصامت وعبد الله بن أُبي بن سلول، وكانوا أشجع اليهود، وكانوا صاغة، فلمّا كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد ونبذوا العهد، لأنّه(صلى الله عليه وآله) كان عاهدهم وعاهد بني قريظة وبني النضير أن لا يُحاربوه، وأن لا يُظاهروا عليه عدوّه.
خروج النبي(صلى الله عليه وآله) إلى بني قينقاع
)
15 شوال 2ﻫ.
سبب الغزوة
كانت امرأة من الأعراب زوجة لبعض الأنصار، فقدمت بجلب ـ وهو ما يُجلب ليُباع من أبل وغنم وغيرهما ـ فباعته بسوق بني قينقاع، فجلست إلى صائغ منهم، فجعل جماعة منهم يُراودونها عن كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فخاطه بشوكة إلى ظهرها وهي لا تشعر، فلمّا قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا منها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون(2).
خروج النبي(صلى الله عليه وآله) إلى بني قينقاع
سار(صلى الله عليه وآله) إلى بني قينقاع، فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة أشدّ الحصار، وكانوا أوّل مَن غدر من اليهود، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وكانوا أربعمائة حاسر وثلثمائة دارع، فنزلوا على حكم رسول الله(صلى الله عليه وآله)، أن يُخلّي سبيلهم، وأن يجلوا من المدينة ولهم النساء والذرية، ولرسول الله(صلى الله عليه وآله) الأموال والسلاح، ولحقوا بأذرعات(3).
لواؤه
كان لواؤه(صلى الله عليه وآله) مع حمزة بن عبد المطّلب، ولم تكن الرايات يومئذ.
ــــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 1/ 251.
2ـ اُنظر: السيرة الحلبية 2/ 475.
3ـ اُنظر: تاريخ الطبري 2/ 173.
تعليق