أَبناؤُنا جيلُ المُستَقبل
إن التربية الحسنة التي لها أثر كبير في إنشاء الأجيال الصالحة هي ضرورة من ضروريات الحياة
ومسألة مهمة في بناء الإنسانية والمجتمعات وتقدمها وتكاملها.
فالتربية بمفهومها العام هو بناء النواة الأولى للإنسان في بداية تكوينه وتنشئته هذا الموجود العاقل
وهبة الله والهدية السماوية من الله تعالى، فكيف يمكن للوالدين حفظ هذه الهدية وصونها؛ ذلك باتباع
الخطوات السليمة في التربية الإسلامية، فقد وضع الإسلام منهجاً تربوياً لأجل بناء الإنسان من
الطفولة حتى الشيخوخة، لكي يُحفظ ويُصان من كلّ الشرور والرذائل، فنرى الاهتمام الكبير الذي
أولته الآيات القرآنية في إنشاء جيل حسن وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة والروايات الواردة عن
أهل البيت عليهم السلام فالآية القرآنية تقول: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(/ (المؤمنون:115)
إن دلالة الآية تُشير إلى أن لخلق الإنسان هدفاً وغاية عظيمة في الحياة الدنيا وهي الوصول إلى
الكمال، وهذا الكمال لا يمكن أن يصل إليه الإنسان إلّا عن طريق التربية الصحيحة، وذلك لا يكون
إلّا عن طريق جدولة تامة تبدأ باختيار الزوج للزوجة المناسبة والاقتران بها، وبناء حياة زوجية
تقوم على أساس المعاملة الحسنة، وهذه المقدمات وغيرها هي البداية للانطلاق نحو الهدف حتى
يكون هذا المربي قد أفرغ ذمته أمام الله لهذه الأمانة التي أؤتمن عليها.
فاطمة حسن
تم نشره في المجلة العدد71