بسم الله الرحمن الرحيم
تعلمنا من الصغر نظام العقوبات من اهالينا...وقد يكون اهالينا قد تعلموه من اهاليهم أو من انظمة الحكم المتسلطة علينا ...فالتلويح بالعصا..ورمي الاشياء والاحذية..واذ تطورت، فالتلويح بالسكين والملعقة المكوية بالنار هي وسائل اخرى في نظام
العقوبات المستخدمة للردع ..لكن ونحن صغار يبقى التلويح بالارواح والاشباح والجن والشياطين والسعلوات هي الاساليب الاسرع للردع والتخويف...ولما نكبر قليلا فان الله وغضبه وعذاباته المختلفة والتي تبدأ في الدنيا وتتعمق في البرزخ وتعظم في البعث والقيامة ثم الحساب على ما نقترفه من ذنوب بحق الله وانتهاكات لحرماته كما نصورها للاطفال والكبار على السواء، تزيدنا خوفا يجعلنا نفقد ارتباطنا بالحياة وبالله....فنبدأ نصلي خوفا...ونتحجب خوفا ونحج ونصوم ..ونطيع الوالدين ونصل الارحام خوفا منه...لا طلبا وعشقا لرضاه.
يقول علماء النفس..ان أي شيئ او شخص نخاف منه فأننا سوف نتجنبه ونبتعد عنه ونتحاشاه...فأنت اذا ادركت ان كلبا متوحشا سيمر من جنبك ماذا ستفعل ؟..واذا اخبرك احد بان في بيت الجيران رجل شريرا فماذا ستشعر...وماذا اذا اخبرت ان هذا الطريق مليئ بالمجرمين..فما هو رد فعلك ؟...ان من نخاف منه سنتحاشاه...فكيف نصنع بخوفنا مع اجمل شيء في الوجود وهو الله ربنا والذي وصف نفسه بالرحمة..وان رحمته وسعت كل شيء...وهو الذي وعد عباده ان لا يقنطوا من رحمته لانه بتلك الرحمة يغفر الذنوب جميعا ...لقد بعث اعز عباده (وهم انبياءه) رحمة لنا وسخر لنا كل شيء وكرمنا على كثير من خلقه...منحنا الحياة وكل شيء من دون منة...ملأ الوجود جماله وعطفه...الا يستحق الحب منا قبل الخوف...الخوف مطلوب بشرط ان يكون اقرب للحياء...هو مالك الملك وغير محتاج لتخويفنا من اجل طاعته...هو ارادنا ان نطيعه من اجلنا لا من اجله، فهو مالك لكل شيء، وصمد غير محتاج...متى تنشأ العلاقة بيننا وبين ربنا على اساس الحب فنجده قريبا واقرب الينا من حبل الوريد...يعطف، ويحن علينا اكثر من امنا وابينا...ويبدأ حنينا اليه، ونطمئن له لا لسواه، ونعشقه فتغمرنا رحمته وتغشانا الى حد السكينة والسلام والنشوة...عندما نخاف..سنفقد مهارتي استلام الحب والأحساس به من الاخرين وارساله ومنحه اليهم...بعكسه عندما نحب..فان النشوة والفرح والامان سيكون ظلا لنا.... وحينها سنحب بلا شروط وسنكون محبوبين في نفس الوقت لاننا سنكون حينها قد أحببنا الله ثم أحببنا أنفسنا واﻵخرين في نفس الوقت ، حيث يتحد الوجود فينا فنشعر اننا واحد..
فمتى نستبدل خوفنا السلبي من الله بحبنا الايجابي له...