تاهَ الطريق
حار يَراعي فتاه في بحور الكلمات..
فظن أنه قادر على أن يسطّر الولاء على قراطيس الوفاء..
ولكن تراءت لي العظمة كشمس لا تغيّبها السحاب..
فتضاءل قلمي ولم يستطع بلوغ الشمس في عليائها..
فتركتُ الكتابة وبدأت الأحلام تراودني، علّني ألمح ظلال أطيافه ألقاً يبرق في عينيّ ولكن..
كنتُ كمن يزداد عطشاً كلّما شرب، فأعرضت عن الأحلام والرؤى..
ولجأتُ لربّ الوجود الواحد المعبود مقدمة شكواي بكفي أرفعها..
رحماك ربّاه.. إنّ الأرض خلت من الرحمة..
إني أخاف من أمواج الضلال العالية فلا سفينة إنقاذ، ولا ربّان شجاع ينقذ الهالكين..
وشباب تقاذفتهم أمواج الظلمات..
وبنات تركنَ حجابهنّ لأجل التمتع بالحياة..
وأطفال تركوا طفولتهم ممزقة على أشلاء أبغض ما أحله الله..
تاه الطريق وغدا الرصيف خرائبَ تجلس عليه أشلاء الضائعين..
وأيتام بلا مأوى، ولا سكن، لم يجدوا القلب الرحيم..
أين المُعدّ لقطع دابر الظلمة؟
أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج؟
أين مبيد الظلمة؟
أين قاصم الفجرة؟
أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده؟
أين من يملأها عدلاً وقسطاً وينشر الإسلام والسلام؟