بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لو أراد المرءُ النجاة ـ ولو وفق قاعدة عبادة التجار ـ فما عليه إلا أن يغتنم عمره في هذه الدنيا بالعمل الصالح، فأوّل شيءٍ يحاسب عليه هو عمره، حيث يقال له في أيّ شيء أفنيت عمرك؟ فإن قال: في المعاصي والملاهي وليس له جواب غير هذا، كان مستحقاً أن يكون نزيل جهنم خالداً فيها,ليكون هو ومن معه ﴿يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾1، فيأتيهم الجواب: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم...﴾?!! ﴿فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾2، وإن قال: في العبوديّة لله تعالى والطاعة له كان في عداد ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾3.
ولقد ورد هذا المعنى في الكثير من الروايات الصادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، فعن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، أنَّهُ قال: "لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ..."4، ومن هذا المنطلق ينبغي على كُلِّ عاقلٍ ضنينٍ بنفسه من الهلاك والعذاب أن يحرص على عمره وأيامه التي منحها الله عزّ وجلّ له في هذه الحياة فيستنفذها في زراعة الخير والصلاح فيها ليحصد الفلاح والنجاح في الآخرة، فقد "علم أرباب القلوب أنَّ الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تقليب الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار وسياقة الماء إليها،والقلب المستغرق بالدنيا كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر، ويوم القيامة الحصاد، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا ينمو زرع إلا من بذر الإيمان، وقلّما ينفع إيمان مع خبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينبو بذر في أرض سبخة..5.
من هنا لا ينبغي أن يغفل المرء عن أيامه المتصرِّمة فتسير به دون أن يدري بمسيرها ومقصدها، وإنّما يجب أن يحسبها حساباً دقيقاً لا يفوت معه لحظةٌ، حساباً أشدّ وأحرص من حساب ماله وربحه وتجارته, وفي هذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كُنْ عَلَى عُمُرِكَ أَشَحَّ مِنْكَ عَلَى دِرْهَمِكَ وَدِينَارِك"6, لأنَّه كُلُّ رأس ماله بل كُلُّه الذي ينقضي بانقضائه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّهُ قال: "إِنَّمَا أَنْتَ عَدَدُ أَيَّام، فَكُلُّ يَوْمٍ يَمْضِي عَلَيْكَ يَمْضِي بِبَعْضِكَ"7، وعنه عليه السلام أيضاً، قال: "إِنَّ الليْلَ وَالنَّهَارَ يَعْمَلَانِ فِيكَ فَاعْمَلْ فِيهِمَا، وَيَأْخُذَانِ مِنْكَ فَخُذْ مِنْهُمَا"8، فعمرك مجموع أيام وكلّما انقضى منه يومٌ نقص عمرك وذهب جزءٌ منك.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لو أراد المرءُ النجاة ـ ولو وفق قاعدة عبادة التجار ـ فما عليه إلا أن يغتنم عمره في هذه الدنيا بالعمل الصالح، فأوّل شيءٍ يحاسب عليه هو عمره، حيث يقال له في أيّ شيء أفنيت عمرك؟ فإن قال: في المعاصي والملاهي وليس له جواب غير هذا، كان مستحقاً أن يكون نزيل جهنم خالداً فيها,ليكون هو ومن معه ﴿يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾1، فيأتيهم الجواب: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم...﴾?!! ﴿فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾2، وإن قال: في العبوديّة لله تعالى والطاعة له كان في عداد ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾3.
ولقد ورد هذا المعنى في الكثير من الروايات الصادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، فعن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، أنَّهُ قال: "لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ..."4، ومن هذا المنطلق ينبغي على كُلِّ عاقلٍ ضنينٍ بنفسه من الهلاك والعذاب أن يحرص على عمره وأيامه التي منحها الله عزّ وجلّ له في هذه الحياة فيستنفذها في زراعة الخير والصلاح فيها ليحصد الفلاح والنجاح في الآخرة، فقد "علم أرباب القلوب أنَّ الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تقليب الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار وسياقة الماء إليها،والقلب المستغرق بالدنيا كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر، ويوم القيامة الحصاد، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا ينمو زرع إلا من بذر الإيمان، وقلّما ينفع إيمان مع خبث القلب وسوء أخلاقه، كما لا ينبو بذر في أرض سبخة..5.
من هنا لا ينبغي أن يغفل المرء عن أيامه المتصرِّمة فتسير به دون أن يدري بمسيرها ومقصدها، وإنّما يجب أن يحسبها حساباً دقيقاً لا يفوت معه لحظةٌ، حساباً أشدّ وأحرص من حساب ماله وربحه وتجارته, وفي هذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كُنْ عَلَى عُمُرِكَ أَشَحَّ مِنْكَ عَلَى دِرْهَمِكَ وَدِينَارِك"6, لأنَّه كُلُّ رأس ماله بل كُلُّه الذي ينقضي بانقضائه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنَّهُ قال: "إِنَّمَا أَنْتَ عَدَدُ أَيَّام، فَكُلُّ يَوْمٍ يَمْضِي عَلَيْكَ يَمْضِي بِبَعْضِكَ"7، وعنه عليه السلام أيضاً، قال: "إِنَّ الليْلَ وَالنَّهَارَ يَعْمَلَانِ فِيكَ فَاعْمَلْ فِيهِمَا، وَيَأْخُذَانِ مِنْكَ فَخُذْ مِنْهُمَا"8، فعمرك مجموع أيام وكلّما انقضى منه يومٌ نقص عمرك وذهب جزءٌ منك.
---------------
1- سورة فاطر، الآية: 37.
2- سورة فاطر، الآية: 37.
3- سورة الزمر، الآية: 20.
4- العلامة المجلسي، بحار الأنوار ج27، ص 103.
5- (م. ن)، ج67، ص353.
6- الري شهري، محمّد، ميزان الحكمة، ج3، ص 2112.
7- (م. ن).
8- (م. ن).