بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
تمر الأيام والليالي، ويستمر حزن الشيعة على أئمتهم، فهم بين مسموم ومقتول، وفي كل شهر لنا نائحة عُظمى بذكرى شهادة أطهر خلق الله تعالى بعد جدهم رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم. وفي شهر شوال هناك فاجعتان، الأولى ذكرى هدم قبور أهل البقيع الغرقد وعلى رأسهم قبور أربعة من أئمة أهل البيت النجباء عليهم السلام، وثانيها هو ذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، مؤسس المذهب الجعفري فقهيا وباني أركانه وأساسه.
في كل ذكرى تقام المآتم وتُعقد مجالس العزاء لإحياء هذه المناسبات، وقد أحببنا في هذه المقالة أن نتحدث عن شيء أخر بعيدا عن المصاب والعزاء من باب “أحيوا أمرنا” كما روي عن عدد من أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأبرزهم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام.
لقد ركز مؤسس المذهب الإثناعشري وباني أركانه على صفات الشيعي التابع لأهل البيت عليهم السلام، حيث ذكر الإمام الصادق عليه السلام في غير مناسبة متحدثا عن صفات الشيعي حيث يقول في إحدى جلساته مع شيعته وأصحابه ما ذُكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار [65/167]: “قال الإمام الصادق (عليه السلام): “شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكّون أموالهم، ويحجّون البيت، ويجتنبون كلّ محرّم“. وفي هذه الرواية الشريفة ما يدل بوضوح على صفات الشيعة، فقد ذكرها صادق أهل البيت عليه السلام بأسلوب بسيط يفهمه العامة والخاصة، العلماء من الشيعة وعوام الناس أيضا.
ومما ورد أيضا عن صفات الشيعة أنهم العابدون والمتهجدون في الليل كما ذُكر في الكافي للعلامة الكليني [2/233]: “قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون، الذين إذا جنّهم الليل استقبلوه بحُزن“. ويتبين لنا من خلال هذه الرواية تطابقها تماما مع صفات المؤمنين في قول الله تعالى:” كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” [سورة الذاريات: 17-18]. فنجد أن شيعة محمد وآل محمد هم عينهم المؤمنون كما يتضح. وقد بين أبو عبدالله الصادق عليه السلام صفاتا أخرى لشيعة محمد وال محمد فقال: “امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها“. [الخصال 103/ح62].
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال واصفا الشيعة كما ورد في التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عليه السلام: “إنّ شيعتنا مَن شيّعنا، واتّبع آثارنا واقتدى بأعمالنا“. وكما ورد عن الإمام محمد الباقر سلام الله عليه في الكافي أنه قال: “يا معشر الشيعة، شيعة آل محمّد، كونوا النمرقة الوسطى، يرجع اليكم الغالي، ويلحق بكم التالي“، وفي هذا قال الله تعالى في الكتاب المجيد:”وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً”.
إن جميع هذه الروايات المروية عن أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله وسلامه عليهم، تتحدث عن صفات الشيعة، شيعة محمد وآل محمد، وتصفهم وصفا دقيقا، فهم أصحاب الصلاة والصيام، وهم العابدون في الليل والصائمون في النهار، التالون لكتاب الله العزيز، وهم عينهم المحافظون على أسرار النبوة والإمامة. والشيعة هم أيضا: “من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة الى رحمة الجليل“، وهنا يُعقب الإمام الصادق عليه السلام بقوله: “فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا“. فمن كان شيعيا مواليا لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم فهو معهم ومنهم وإليهم.
وهنا تحضرني قصة أحد الموالين الذين أمسكت بهم الزمرة الحاكمة آنذاك وحين سأله الوالي عن تشيعه، بكى ذلك الشيعي فلما سُئل عن سبب بكاءه، كان مُقتضى جوابه: “لقد وصفتني بأمر عظيم، وأخشى أن لا أكون من الشيعة فأعمالي لا تؤهلني لذلك”. وأختتم حديثي برواية جميلة عن الإمام الصادق عليه السلام حين قال: “يا معشر الشيعة، إنّكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شينا“. [ مشكاة الأنوار: 134]، وقال عليه السلام أيضا: “فإنّما شيعة عليّ مَن عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر“.[الكافي 2/233]. نسأل الله العلي القدير أن نُكتب من شيعة أهل البيت عليهم السلام “يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم”. [سورة الشعراء 88-89].
في الختام
عظم الله أجورنا وأجوركم في استشهاد سيدنا ومولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
تمر الأيام والليالي، ويستمر حزن الشيعة على أئمتهم، فهم بين مسموم ومقتول، وفي كل شهر لنا نائحة عُظمى بذكرى شهادة أطهر خلق الله تعالى بعد جدهم رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم. وفي شهر شوال هناك فاجعتان، الأولى ذكرى هدم قبور أهل البقيع الغرقد وعلى رأسهم قبور أربعة من أئمة أهل البيت النجباء عليهم السلام، وثانيها هو ذكرى شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، مؤسس المذهب الجعفري فقهيا وباني أركانه وأساسه.
في كل ذكرى تقام المآتم وتُعقد مجالس العزاء لإحياء هذه المناسبات، وقد أحببنا في هذه المقالة أن نتحدث عن شيء أخر بعيدا عن المصاب والعزاء من باب “أحيوا أمرنا” كما روي عن عدد من أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأبرزهم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام.
لقد ركز مؤسس المذهب الإثناعشري وباني أركانه على صفات الشيعي التابع لأهل البيت عليهم السلام، حيث ذكر الإمام الصادق عليه السلام في غير مناسبة متحدثا عن صفات الشيعي حيث يقول في إحدى جلساته مع شيعته وأصحابه ما ذُكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار [65/167]: “قال الإمام الصادق (عليه السلام): “شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكّون أموالهم، ويحجّون البيت، ويجتنبون كلّ محرّم“. وفي هذه الرواية الشريفة ما يدل بوضوح على صفات الشيعة، فقد ذكرها صادق أهل البيت عليه السلام بأسلوب بسيط يفهمه العامة والخاصة، العلماء من الشيعة وعوام الناس أيضا.
ومما ورد أيضا عن صفات الشيعة أنهم العابدون والمتهجدون في الليل كما ذُكر في الكافي للعلامة الكليني [2/233]: “قال الإمام الصادق (عليه السلام): شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون، الذين إذا جنّهم الليل استقبلوه بحُزن“. ويتبين لنا من خلال هذه الرواية تطابقها تماما مع صفات المؤمنين في قول الله تعالى:” كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” [سورة الذاريات: 17-18]. فنجد أن شيعة محمد وآل محمد هم عينهم المؤمنون كما يتضح. وقد بين أبو عبدالله الصادق عليه السلام صفاتا أخرى لشيعة محمد وال محمد فقال: “امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وعند أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدوّنا، والى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها“. [الخصال 103/ح62].
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال واصفا الشيعة كما ورد في التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عليه السلام: “إنّ شيعتنا مَن شيّعنا، واتّبع آثارنا واقتدى بأعمالنا“. وكما ورد عن الإمام محمد الباقر سلام الله عليه في الكافي أنه قال: “يا معشر الشيعة، شيعة آل محمّد، كونوا النمرقة الوسطى، يرجع اليكم الغالي، ويلحق بكم التالي“، وفي هذا قال الله تعالى في الكتاب المجيد:”وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً”.
إن جميع هذه الروايات المروية عن أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله وسلامه عليهم، تتحدث عن صفات الشيعة، شيعة محمد وآل محمد، وتصفهم وصفا دقيقا، فهم أصحاب الصلاة والصيام، وهم العابدون في الليل والصائمون في النهار، التالون لكتاب الله العزيز، وهم عينهم المحافظون على أسرار النبوة والإمامة. والشيعة هم أيضا: “من قدّم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة الى رحمة الجليل“، وهنا يُعقب الإمام الصادق عليه السلام بقوله: “فذاك منّا وإلينا ومعنا حيثما كنّا“. فمن كان شيعيا مواليا لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم فهو معهم ومنهم وإليهم.
وهنا تحضرني قصة أحد الموالين الذين أمسكت بهم الزمرة الحاكمة آنذاك وحين سأله الوالي عن تشيعه، بكى ذلك الشيعي فلما سُئل عن سبب بكاءه، كان مُقتضى جوابه: “لقد وصفتني بأمر عظيم، وأخشى أن لا أكون من الشيعة فأعمالي لا تؤهلني لذلك”. وأختتم حديثي برواية جميلة عن الإمام الصادق عليه السلام حين قال: “يا معشر الشيعة، إنّكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شينا“. [ مشكاة الأنوار: 134]، وقال عليه السلام أيضا: “فإنّما شيعة عليّ مَن عفّ بطنه وفرجه، واشتدّ جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر“.[الكافي 2/233]. نسأل الله العلي القدير أن نُكتب من شيعة أهل البيت عليهم السلام “يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم”. [سورة الشعراء 88-89].
في الختام
عظم الله أجورنا وأجوركم في استشهاد سيدنا ومولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
تعليق