إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خليفة المسلمين في هذا العصر هو الإمام المهدي عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خليفة المسلمين في هذا العصر هو الإمام المهدي عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبرك
    اته


    بعد أن اتضح أن أهل السنة لم يقوموا بوظيفتهم الواجبة من نصب إمام لهم في هذا العصروأنهم يموتون وليست في أعناقهم بيعة لإمام المسلمين، نقول:إن الشيعة الإمامية ذهبوا إلى أن إمام هذا العصر هو المهدي المنتظر الإمام محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام. وحيث إن هذه المسألة قد كثر فيها التشنيع والجدل، فإنها تحتاج إلى الإيضاح من عدة جهات:الجهة الأولى : في التعريف به عليه السلام :هو الإمام محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.وُلد عليه السلام في النصف من شعبان سنة 255هـ بسُرَّ مَنْ رأى، وتولَّى الإمامة بعد وفاة أبيه في الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260هـ وعمره حوالي خمس سنين، وقد بقي متوارياً عن الأنظار في غيبة صغرى استمرت إلى سنة 329هـ لا يراه فيها إلا خواص شيعته، وكان عنده أربعة سفراء هم الواسطة بينه وبين شيعته، ثم غاب بعد موت سفيره الرابع غيبة كبرى، وبقي متوارياً عن الأنظار حيًّا يُرزق إلى هذا اليوم، وهو باقٍ إلى أن يأذن الله له في الخروج، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.
    الجهة الثانية : في ثبوت ولادته عليه السلام :لقد أنكر بعض أهل السنة ولادته، وزعموا أن أباه (الإمامَ الحسن العسكري عليه السلام) مات ولم يخلف ولداً.قال ابن حجر الهيتمي : والكثير على أن العسكري لم يكن له ولد، لطلب أخيه جعفر ميراثه من تركته لما مات، فدلَّ طلبه أن أخاه لا ولد له، وإلا لم يسعه الطلب ( 1 ).وقال شمس الدين الذهبي: ذكر ابن جرير وابن قانع وغيرهما أن الحسن بن علي العسكري لم يعقب ( 2 ). ولكن مع قيام الدليل الصحيح على ولادته ( ع ) لا نرى قيمة لإنكار ولادته ووجوده.
    والأدلة الدالة على ثبوت ولادته ( ع ) إما عقلية أو نقلية.
    أما الأدلة العقلية فمنها:1- أنا إذا لم نقل بولادة الإمام المهدي ( ع ) وبقائه، فإنه يلزم خلو هذا العصر من إمام من العترة النبوية الطاهرة، ولا يكون أي مصداق في هذا العصر لحديث الثقلين، وهو قوله النبي( ص ): ( إني تاركٌ فيكم الثَّقَلين: كتاب الله وعِتْرتي أهل بيتي، ما إن تمسَّكتم بهما فلن تضلُّوا بعدي أبداً، وإنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) ( 3 ).وذلك لأن الإمام المهدي ( ع ) إذا لم يكن موجوداً فلا إمام آخر من العترة النبوية الطاهرة يصلح للتمسك به، ولا يكون لهذا الحديث أي معنى في عصرنا، فيكون باطلاً، وهذا لا يصح أن
    -------------
    ( 1 ) الصواعق المحرقة، ص 482.
    ( 2 ) المنتقى من منهاج الاعتدال، ص 172.
    ( 3 ) سنن الترمذي 5/622، 663، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. المستدرك على الصحيحين 3/109-110، 148، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. البداية والنهاية 5/184،

    وقال ابن كثير: قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: هذا حديث صحيح. مجمع الزوائد 9/162 قال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده جيد. 2/170 وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. الجامع الصغير 1/402 ورمز له السيوطي بالصحة.
    المطالب العالية 4/65 وقال ابن حجر: هذا إسناد صحيح. مختصر إتحاف السادة المهرة 9/194، وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند صحيح. 8/461، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد، ورواته ثقات. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/356 ، وصحيح الجامع الصغير 1/482.


    يقال، فإن الحديث قد دلَّ بوضوح على وجود متأهِّل من أهل البيت صالح للإمامة في كل عصر إلى أن تقوم الساعة، وإلا لحصل الافتراق بين الكتاب والعترة المنفي في الحديث ( 1 ).
    2- أنَّا إذا لم نقل بولادة الإمام المهدي ( ع ) ووجوده وأنه إمام العصر فلا بد من القول بأن كل المسلمين في عصرنا وفي العصور السابقة لعصرنا ميتتهم ميتة جاهلية، لقوله ( ص ) : ( مَنْ
    مات وليس في عنقه بيعة فميتته ميتة جاهلية )، لأن كل المسلمين حينئذ لا إمام لهم، وهذا باطل بالإجماع.3- أنَّا إذا لم نقل بولادة الإمام المهدي ( ع ) وقلنا: ( إن الإمام المهدي سيولد بعد ذلك ) كما هو معتقد أهل السنة، فإنه تلزم محاذير كثيرة وإشكالات لا يمكن التفصِّي منها، سيأتي بيانها في آخر الكتاب.4- أنَّ جمعاً كبيراً من علماء أهل السنة قد أقرَّوا بولادته، سنذكرهم قريباً إن شاء الله تعالى.
    ومن المجازفة العظيمة إنكار ولادة رجل قال بولادته المؤالفون، واعترف بولادته جمع من العلماء المخالفين الذين لا يُتَّهمون بممالأة خصومهم ولا بمجاملة مخالفيهم!!

    وأما الأدلة النقلية فمنها:
    1ـ ما رواه الكليني قدس سره في كتاب الكافي بسند صحيح عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي محمد ( ع ) : جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: سَلْ. قلت: يا سيدي هل لك ولد؟ فقال: نعم. فقلت: فإن
    ( 1 ) قال ابن حجر في الصواعق المحرقة، ص 151: والحاصل أن الحث وقع على التمسك بالكتاب والسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة.وقال: وفي أحاديث الحث على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهِّل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك.وقال المناوي في فيض القدير 3/14: قال الشريف: هذا الخبر يُفهم وجود من يكون أهلاً للتمسّك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحثّ المذكور إلى التمسك بهم، كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أماناً لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض.

    حدَثَ بك حدثٌ فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة ( 1 ).وثبوت الولادات في عموم الأشخاص يُرجَع فيه إلى والد الشخص نفسه، فإذا ثبت عنه برواية واحدة صحيحة أنه قد اعترف بأنه قد وُلد له ولد، فحينئذ لا بدَّ من تصديقه والإقرار له به، وقد أقرَّ الإمام العسكري ( ع ) بأنه قد وُلد له الخلَف من بعده.وسنذكر فيما بعد بعض الروايات الأخرى الدالة على ذلك، فانتظر.2- أن جملة كبيرة من العلماء والصلحاء والمؤمنين رأوا الإمام المهدي ( ع ) في وقائع كثيرة وحوادث عديدة، حتى جمع الميرزا النوري الطبرسي قدس سره في كتابه (جنة المأوى في ذكرمن فاز بلقاء الحجة) حكايات كثيرة مسندة عمَّن رأوا الإمام المهدي ( ع ). وهذا الكتاب مطبوع في ذيل المجلد الثالث والخمسين من كتاب بحار الأنوار.
    وقد اعترف برؤيته بعض علماء أهل السنة، منهم الشيخ حسن العراقي، كما صرَّح بذلك عبد الوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر)، حيث قال: إلى أن يصير الدين غريباً كما
    بدأ... فهناك يُترقَّب خروج المهدي ( ع )، وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري ( ع )، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين هجرية، وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسىبن مريم ( ع )، فيكون عمره إلى وقتنا هذا، وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، سبعمائة سنة وست سنين. هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركةالرطل بمصر المحروسة عن الإمام المهدي حين اجتمع به، ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص ( 2 ).
    الجهة الثالثة : في الدليل على إمامته :
    الدليل الأول : أن إمام المسلمين يجب أن يكون معصوماً.ويدل على ذلك أمور : ( 1 ) الكافي 1/328.
    ( 2 ) اليواقيت والجواهر 2/562، ونقل عنه كلامه الشيخ محمد علي الصبان في (إسعاف الراغبين)، ص 154ط البابي الحلبي بمصر، وذكر النبهاني في كتابه جامع كرامات الأولياء 1/400 قصة لقاء الشيخ حسن العراقي بالإمام المهدي ( ع ) ، فراجعها.

    1ـ أن غير المعصوم لا يوثق بصحة قوله، ويُشَك في نفاذ أمره وحكمه، لاحتمال خطئه ونسيانه وغفلته وجهله وكذبه، فلا يتوجَّه الأمر بطاعته مطلقاً في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) ( 1 )، فإن الله سبحانه ساوى بين طاعته جلَّ وعلا وطاعة أولي الأمر ـ وهم الأئمة ـ، وذلك لانتفاء الخطأ في الكل.
    2ـ أن غير المعصوم ظالم لنفسه، لوقوع المعاصي منه، فكل من ارتكب معصية فقد ظلم نفسه على أقل تقدير، فلا يصلح حينئذ للإمامة، لقوله تعالى ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن
    ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ( 2 ). فذِكْر الظالمين بصيغة العموم يشمل مَن ظلم نفسه ومَن ظلم غيره، ومراده بالعهد في الآية هو الإمامة بدليل الكلام المتقدم فيها.
    3ـ أن الإمامة العظمى التي يتوقف عليها بقاء الدين واستقامة أمور المسلمين لا يصح أن تُوكَل إلى إمام يخطئ ويصيب، لأن ذلك يترتب عليه انمحاق الدين وتبدّل الأحكام مع توالي
    الأئمة وتطاول الأزمنة، ولهذا عصم الله سبحانه أنبياءه ورسله من كل خطأ، لأنهم القائمون بتبليغ الشرائع والأحكام، حياطة للدين وحفظاً لأحكام شريعة سيد المرسلين.
    إذا اتّضح ذلك كله نقول : إن إمامة العصر متعيّنة في الإمام المهدي ( ع ) ، وذلك لأن المهدي ( ع ) معصوم بنصّ النبي ( ص )، إذ قال: ( يملؤها قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً) ( 3 )، وذلك لا يتم إلا بعصمته وتمام معرفته بأحكام الدين.
    قال البرزنجي : وأما عصمة المهدي ففي حُكْمه ( 4 ).ثم قال: لا يحكم المهدي إلا بما يلقي إليه الملَك من عند الله الذي بعثه إليه يسدِّده، وذلك هو الشرع الحنيفي المحمدي، الذي لو كان محمد ( ص ) حيًّا ورُفعت إليه تلك النازلة لم يحكم فيها إلا بحكم هذا
    -------------- ( 1 ) سورة النساء، الآية 59.
    ( 2 ) سورة البقرة، الآية 124.
    ( 3 ) أخرجه أبو داود في سننه 4/106، 107 85. وصحَّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3/807، 808.
    مسند أحمد بن حنبل 3/27، 28، 36، 70. الأحاديث المختارة 2/172. مشكاة المصابيح 3/1501.
    الجامع الصغير 2/438 ورمز له بالصحة. صحيح الجامع الصغير 2/938. المصنف لابن أبي شيبة 7/513.
    ( 4 ) الإشاعة لأشراط الساعة، ص 108.


    الإمام... ولذا قال ( ص ) في صفته: (يقفو أثَري لا يخطئ)، فعرفنا أنه مُتَّبِع لا مُشرِّع وأنه معصوم، ولا معنى للمعصوم في الحكم إلا أنه معصوم من الخطأ، فإنَّ حكم الرسول لا يُنسب إلى الخطأ، فإنه لا ينطق عن الهوى، إنْ هو إلا وحي يوحى? ( 1 ).

    وعليه، فإن قلنا بعصمة الإمام المهدي ( ع ) ووجوده في هذا العصر تعيَّنت إمامته، لأن الأمة أجمعت على أن غير المهدي في هذا الزمان ليس بمعصوم، والمعصوم مقدَّم على غيره، وإلا خلا الزمان ممن يصلح للإمامة، وهذا باطل بالاتفاق.

    الدليل الثاني: أن إمام المسلمين يجب أن يكون منصوصاً عليه:
    ويدل على ذلك: 1ـ أنه قد ثبت اشتراط العصمة في الإمام، والعصمة أمر نفساني لا يعلمه الناس، فلا بد من نصّ العالم بخفايا النفوس وخبايا القلوب جلَّ وعلا.2ـ أن ترك التنصيص على الإمام يفتح باب الخلاف ويفضي إلى النزاع، كما وقع في سقيفة بني ساعدة، واستمر منها الخلاف في الخلافة إلى يومنا هذا، مع أن الله أمر بالأُلفة ونبذ الفُرقة، فقال ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ) ( 2 ) وقال: ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ( 3 )، فلا يصح حينئذ أن يفتح الله للمسلمين باباً واسعاً للفُرقة والنزاع، فيوكل اختيار الخليفة إليهم يتنازعون فيه.3ـ أن غير النص ـ وهو الشورى ـ في أكثر الأحوال لا يفضي إلى تنصيب الأفضل، لأن اختيار الخليفة كثيراً ما يكون بداعي المصالح الشخصية والمنافع الفردية، أو بباعث الميول النفسية واتباع العصبية. والناس قد ينصرفون عن أفضل رجل في الأمة إذا كان حازماً في الحق، أو قليل المال والأعوان والعشيرة. هذا إذا عرف الناس مَنْ هو الأفضل، وربما لا يميِّزونه -----------
    ( 1 ) المصدر السابق، ص 110.
    ( 2 ) سورة آل عمران، الآية 103.
    ( 3 ) سورة الأنفال، الآية 46
    .



    ولا يشخِّصونه، ولا سيما إذا كان بعيداً عن دائرة الضوء وأماكن الأحداث.
    وعليه فلا يصح أن يوكل الله سبحانه أمر الإمامة العظمى إلى الناس الذين وصف أكثرهم
    في كتابه العزيز بأوصاف سيّئة، ونعتهم بنعوت قبيحة، فقال ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ) ( 1 )، ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) ( 2 )، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( 3 )، ( وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) ( 4 ).

    فلا مناص حينئذ من النص على الإمام، لأنه سبحانه هو العالم بمصالح خلقه وبأولاهم بالإمامة وأجدرهم بالخلافة.
    4ـ أن الإمامة خلافة لله ورسوله، والإمام خليفة لهما، ولا تكون الخلافة عنهما إلا بقولهما، وأما من استخلفه الناس فهو خليفة لهم.5ـ أن آيات القرآن العزيز قد أوضحت بأجلى? بيان أنَّ جَعْل النبي والإمام والوزير والخليفة موكول إلى الله، ولم نرَ في كتاب الله العزيز آية أشارت إلى أن شيئاً من ذلك موكول إلى الناس.أما جعل الأنبياء فدلَّ عليه قوله جلَّ وعلا
    ( اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء ) ( 5 )،
    ( وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاّ جَعَلْنَا نَبِيًّا ) ( 6 )،
    ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ) ( 7 )،
    ( اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) ( 8 )،
    ( إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ ) ( 9 ).
    وأما جَعْل الخليفة والإمام والوزير فيدل عليه قوله تعالى
    ( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ) ( 10 )،
    ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) ( 11 ).
    وقوله سبحانه ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
    -----------------
    ( 1 ) سورة الأنعام، الآية 116.
    ( 2 ) سورة يوسف، الآية 103.
    ( 3 ) سورة الأعراف، الآية 187.
    ( 4 ) سورة المؤمنون، الآية 70.
    ( 5 ) سورة المائدة، الآية 20.
    ( 6 ) سورة مريم، الآية 49.
    ( 7 ) سورة الحديد، الآية 26.
    ( 8 ) سورة الأنعام، الآية 124.
    ( 9 ) سورة القصص، الآية 7.
    ( 10 ) سورة ص، الآية 26.
    ( 11 ) سورة البقرة، الآية 30.


    يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) ( 1 )،
    ( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ( 2 )،
    ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) ( 3 )،
    ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لمَّا صَبَرُوا ) ( 4 )،
    وقوله جل من قائل ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي ) ( 5 ).
    فإذا اتّضح ذلك نقول: إن الإمام المهدي ( ع ) إن كان هو ذلك الإمام المنصوص عليه في هذا الزمان، ثبت المطلوب، وأما إذا لم نقل بوجوده فضلاً عن النص عليه فقد خلا الزمان ممنيصلح للإمامة، لأن غير الإمام المهدي ( ع ) قد أجمعت الأمة على أنه غير منصوص عليه، وخلو الزمان من متأهِّل للإمامة باطل بإجماع المسلمين.
    الدليل الثالث: حديث الثقلين، وهو قول النبي ( ص ) : إني تركتُ فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا بعدي: الثَّقَلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعِتْرَتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض ( 6 ).
    وهو يدل على لزوم التمسك بإمام صالح للإمامة من أهل بيت النبي ( ص )، لا يفترق عن كتاب الله في قوله وفعله، ويفهم معاني الكتاب الظاهرة والباطنة، ويعرف الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاص والعام، والمطلق والمقيد، والمجمَل والمبيَّن، وهو مع كل ذلك يعمل بما فيه في جميع شؤونه وسائر أحواله، لا يحيد عنه ولا يميل إلى سواه.فإن قلنا بوجود الإمام المهدي ( ع ) في هذا العصر فهو المتعين للإمامة، وإلا فلا يوجد من يصلح للتمسّك به من أهل البيت النبوي وغيرهم في هذا الزمان، لأن الأمة قد أجمعت على أن غيره يفترق عن القرآن قولاً وعملاً، لعدم عصمته، وهذا خلاف نص حديث الثقلين الدال على وجود متأهِّل للإمامة من العترة النبوية إلى قيام الساعة.
    ---------------------
    ( 1 ) سورة الأنبياء، الآية 73.
    ( 2 ) سورة البقرة، الآية 124.
    ( 3 ) سورة الفرقان، الآية 74.
    ( 4 ) سورة السجدة، الآية 24.
    ( 5 ) سورة طه، الآيتان 29ـ30.
    ( 6 ) سبق تخريج مصادره في صفحة 41.

    الدليل الرابع : أن أهل السنة قد اشترطوا شروطاً يجب توفرها في خليفة المسلمين، وهي كلها متوفرة في الإمام المهدي ( ع )، لأنه من قريش لكونه من ذرية النبي ( ص ) ، وعادل لقوله ( ص ): ( يملؤها قسطاً وعدلاً )، وهو أعلم من سائر المجتهدين، لأنه يحكم في كل واقعة بحكم رسول الله ( ص ) كما مرَّ، وغيره ليس كذلك.
    فإذا سلَّم الخصم بأنه ( ع ) هو إمام العصر فقد ثبت المطلوب، وإلا فقد خلا الزمان من صالح للإمامة، لأن أهل السنة وغيرهم ليس فيهم خليفة قد توفرت فيه شروط الإمامة العظمى،
    والشيعة كذلك، مع أنهم لا يرون أحداً صالحاً للإمامة غير الإمام المهدي ( ع ) ، وخلو الزمان من صالح للإمامة باطل كما تقدم.
    الدليل الخامس: لو لم يكن الإمام المهدي ( ع ) هو إمام هذا العصر لكانت ميتة جميع المسلمين ميتة جاهلية، فتكون الأمَّة المرحومة قد اجتمعت على خطأ وضلال، وهذا باطل، لقوله ( ص ) : لا تجتمع أمتي على ضلالة أو خطأ ( 1 ).
    شبهة وجوابها: قد يقال: إن الإمام المهدي ليس بمولود ولا موجود، وإنما سيولد في آخر الزمان، وليس هو محمد بن الحسن العسكري كما تزعم الشيعة.والجواب:1ـ أنَّا قد أثبتنا فيما مرَّ ولادته ووجوده، فيكون هو المتعيِّن للإمامة، وإلا لزم كل ما مرَّ من المحاذير التي لا يمكن التسليم بها. 2ـ أن جمعاً من علماء أهل السنة قد اعترفوا بأن المهدي الموعود هو محمد بن الحسن العسكري ( ع )، وأنه باقٍ إلى الآن. ومع أن هذا المعتقد مخالف لما عليه أكثر علماء أهل السنة إلا أن هؤلاء رأوه مذهباً حقًّا يعتنقونه ويذبّون عنه، فذكروه في مصنفاتهم
    -----
    ( 1 ) أخرجه الترمذي في سننه 4/4660 بلفظ: إن الله لا يجمع أمتي... على ضلالة. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع الصغير 1/378، وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/1303، وابن أبي عاصم في كتاب السنة بألفاظ مختلفة تؤدي هذا المعنىحسَّن الألباني بعضها واستجود بعضها الآخر. وصحَّح الألباني الحديث بلفظ: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) في تخريج مشكاة المصابيح 1/61، وضعيف سنن ابن ماجة، ص 318، وكتاب السنة 1/41 ، وعدّه الكتاني في كتابه (نظم المتناثر)، ص 172 من الأحاديث المتواترة.


    التي صحَّت نسبتها إليهم.ومن هؤلاء المذكورين:1ـ محمد بن طلحة الشافعي ( 1 ) (582-652هـ): ذكر الإمام محمد بن الحسن العسكري ( ع ) في كتابه (مطالب السَّؤول) في الباب الثاني عشر منه، ووصفه بأنه المهدي الحجَّة الخلف الصالح المنتظر.ثم قال: فأما مولده فبسر من رأى، في ثالث وعشرين سنة 258هـ... وأخرج بعض الأحاديث الواردة فيه، وذكر بعض الشبهات وأجاب عليها.2ـ محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي ( 2 ) (ت 658هـ): ذكر ذلك في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان) في الباب الأخير منه، في الدلالة على جواز بقاء المهدي ( ع ) منذ غيبته.3ـ علي بن محمد المشهور بابن الصباغ المالكي ( 3 ) (784-855هـ): ذكر ذلك في كتابه (الفصول المهمة)، في الفصل الثاني عشر منه، وقال: خلَّف أبو محمد الحسن من الولد ابنهالحجة القائم المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده وستر أمره، لصعوبة الوقت، وخوف السلطان، وتطلبه للشيعة ( 4 ).4ـ سبط ابن الجوزي ( 5 ) (581-654هـ): فإنه قال في تذكرة الخواص في الفصل المعقود للإمام المهدي ( ع ) : هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بنجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) ، وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم، وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي، وهو آخر الأئمة، أنبأنا عبد العزيز بن محمود البزاز، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ( ص ) : يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت
    -----------------------
    ( 1 ) راجع ترجمته في كتاب العبر في خبر من غبر للذهبي 3/296، وطبقات الشافعية للسبكي 8/63،
    وشذرات الذهب 5/259، والبداية والنهاية 13/198.
    ( 2 ) راجع ترجمته في كتاب الوافي بالوفيات 5/254، ومعجم المؤلفين 12/134، والأعلام 7/150.
    ( 3 ) راجع ترجمته في الأعلام للزركلي 5/8، ومعجم المؤلفين 7/178.
    ( 4 ) الفصول المهمة، ص 286، 287.
    ( 5 ) تُرجم له في شذرات الذهب 5/266، والأعلام 8/246، وميزان الاعتدال 4/471،
    ووفيات الأعيان 3/142، والبداية والنهاية 13/206.

    جوراً، فذلك هو المهدي، وهو حديث مشهور... إلى آخر كلامه ( 1 ).5ـ عبد الوهاب الشعراني ( 2 ) (898-973هـ): ذكر ذلك في الباب الخامس والستين من الجزء الثاني من كتابه (اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر)، وقد مرَّ ذِكْر عبارته بنصّها في صفحة 44.6ـ محي الدين ابن عربي ( 3 ) (560-638هـ): قال في كتابه (الفتوحات المكية) في الباب السادس والستين وثلاثمائة: واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي ( ع )... وهو من عترة رسولالله ( ص )، من ولد فاطمة ( ع )، جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع )، ووالده الحسن العسكري بن الإمام علي النقي بن الإمام محمد التقي بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم... إلى آخر كلامه ( 4 ).7 ـ الحافظ خواجا بارسا ( 5 ) : قال في كتابه (فصل الخطاب): ومن أئمة أهل البيت الطيبين أبو محمد الحسن العسكري، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين يوم الجمعة السادس من ربيعالأول، ودفن بجنب أبيه... ولم يخلف ولداً غير أبي القاسم محمد المنتظر المسمَّى بالقائم والحجة والمهدي وصاحب الزمان وخاتم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وكان مولد المنتظرليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، أمُّه أُم ولد يقال لها نرجس، توفي أبوه وهو ابن خمس سنين، فاختفى إلى الآن، وأبو محمد : الحسن العسكري، ولده محمد المنتظر المهدي معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله ( 6 ).8ـ صلاح الدين الصفدي ( 7 ) (696-764هـ): قال القندوزي
    -----------------
    ( 1 ) تذكرة الخواص، ص 325.
    ( 2 ) ترجم له في شذرات الذهب 8/372، والأعلام 4/180، ومعجم المؤلفين 6/218، وجامع كرامات الأولياء 2/134.
    ( 3 ) ترجم له في ميزان الاعتدال 3/659، والوافي بالوفيات 4/173، وفوات الوفيات 3/435، ولسان الميزان 5/311، وشذرات الذهب 5/190، وجامع كرامات الأولياء 1/118، ودائرة المعارف الإسلامية 1/231، وسير أعلام النبلاء 23/48، والأعلام 6/281.
    ( 4 ) عن إسعاف الراغبين ، ص 154.
    ( 5 ) له ترجمة في معجم المؤلفين 11/300 ، وكشف الظنون 2/1260، وهدية العارفين 2/183.
    ( 6 ) عن ينابيع المودة ، ص451.
    ( 7 ) له ترجمة في طبقات الشافعية الكبرى 10/5، وشذرات الذهب 6/200، والعبر =>
    في ينابيعه: وقال الشيخ الكبير الكامل [العالم] بأسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في شرح الدائرة: إن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من الأئمة، أولهم سيدنا علي ، وآخرهم المهدي، رضي الله عنهم ونفعنا الله بهم ( 1 ).9ـ محمد بن علي بن طولون ( 2 ) (880-953هـ): نصَّ على ذلك في كتابه (الأئمة الاثنا عشر) في أبيات ساقها فيه من نظمه، وهي:عليكَ بالأئمةِ الاثني عشَرْ مِنْ آل بيتِ المصطفى خيرِ البشَرْ
    أبو ترابٍ، حسَنٌ، حُسينُ وبُغْضُ زَينِ العابدينَ شَيْنُ
    محمدُ الباقِرُ كم عِلْمٍ دَرَى والصادقَ ادْعُ جعفراً بينَ الورى
    موسى هو الكاظمُ وابنُه علي لقِّبْه بالرِّضا وقَدْرُه عَلي
    محمدُ التقيُّ قلبُه معمورُ عليٌّ النقيُّ دُرُّه منثورُ
    والعسكريُّ الحسنُ المطهَّرُ محمدُ المهديُّ سوف يظهرُ ( 3 )

    10ـ سليمان القندوزي الحنفي ( 4 ): فإنه اجتهد في كتابه (ينابيع المودة) في إثبات أن المهدي الموعود هو محمد بن الحسن العسكري ، وعقد لذلك أبواباً، منها: باب في ذكر ولادة المهدي،
    وباب في خوارقه وكراماته التي ظهرت للناس، وباب في أن الإمام العسكري أرى ولده المهدي لخواص شيعته، وأعلمهم أنه هو الإمام من بعده، وباب في بيان من رأى المهدي بعد غيبتهالكبرى، وباب في إيراد أقوال علماء الحروف والمحدثين في أن المهدي الموعود
    => في خبر من غبر 4/203، والبداية والنهاية 14/318، والأعلام 2/315، ومعجم المؤلفين 4/114،
    وذكر أن له ترجمة في الدرر الكامنة لابن حجر 2/87، 88 والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 11/19-21
    والبدر الطالع للشوكاني 1/243، 244.
    ( 1 ) عن ينابيع المودة، ص 471.
    ( 2 ) له ترجمة في شذرات الذهب 8/298، والكواكب السائرة 2/52، والأعلام 6/291، ومعجم المؤلفين 11/51.
    ( 3 ) الأئمة الاثنا عشر، ص 118.
    ( 4 ) له ترجمة في كتاب الأعلام للزركلي 3/125، ومعجم المؤلفين 4/252، وهدية العارفين 1/408،
    وإيضاح المكنون 2/731.

    هو ابن الإمام الحسن العسكري ( ع ) ( 1 ). وقد ذكر الميرزا حسين النوري قدَّس الله نفسه في كتابه (كشف الأستار) أسماء أربعين من علماء أهل السنة الذين عثر على بعض كتبهم التي يعترفون فيها بأن الإمام محمد بن الحسنالعسكري ( ع ) هو المهدي المنتظر، مع اعترافه بقلة المصادر التي لديه وكثرة كتب علماء أهل السنة وتفرقها في البلدان، ولعل من وقف على أكثرها يجد أضعاف هذا العدد ( 2 ).
    3ـ أن بعض علماء أهل السنة اعترف برؤية الإمام المهدي ولقائه، منهم الشيخ حسن العراقي كما مرَّ نقله في صفحة 44 عن عبد الوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر).

    والنتيجة
    : أن الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري ( ع ) هو إمام هذا العصر بحسب دلالة الأدلة الصحيحة



    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 31-05-2015, 12:31 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X