إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف اجعل ولدي أستثماري لأخرتي ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف اجعل ولدي أستثماري لأخرتي ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    إن الولد الصالح، هو الولد الذي يدعو لوالديه ويكون قرة لعيونهم في حياتهم و مماتهم وبارا بهم في حياتهم ومماتهم .. إن المؤمن والمؤمنة لهما برامج عند الحمل، فهذه الأشهر التسعة من الأشهر التي يكثر فيها المؤمن الدعاء.. بعض الأمهات همهن: الجانب الصحي، والطبي، والغذاء المناسب، وبعض المقويات في هذا المجال.. ولكن الأم الصالحة، لا تنسى أن تطلب من الله -عز وجل- سلامة الجنين.. وكم من الجميل أن يطلب الوالدان من ربهما، أن يبعث لهما من هذه الخزانة الكبيرة -خزانة الأرواح- روحًا متميزة.. فالأمر يحتاج إلى دعاء؛ لأن الأب والأم يعطيان الولد خلاصة حياتهما: وهو في بطن الأم، الأم تعطيه من خلاصة وجودها، من خلال المشيمة، تغذي الولد بخلاصة عناصر وجودها، وفيتاميناتها الغذائية.. وعندما يأتي إلى الدنيا من ساعة ولادته إلى ساعة موت الأب، وهو يحمل همّ هذا الولد: تغذية، وتعليماً، وتزويجاً،.. الخ.. المؤمن يقول: يا رب، إذا لم يكن هذا في مرضاتك؛ ما لي وهذا الانشغال؟!.. ما لي وهذا التعب الذي ليس من ورائه استثمار لآخرتي؟!.. فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (لا تجعلنّ أكثر شغلك بأهلك وولدك: فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله، فإنَّ الله لا يضيع أولياءه، وإن يكونوا أعداء الله، فما همّك وشغلك بأعداء الله)؟!.. فإذن، إن المؤمن يستغل كل فرصة في هذا المجال، فهذا زاد المؤمن في البرزخ والقيامة، هذا الزاد أيضاً يكتسب من خلال الذرية الصالحة.

    الدعاء أثناء الولادة: المؤمن يغتنم هذه الساعة أيضاً، في تلك الساعة التي يولد فيها المولود، حيث الجميع في حالة ترقب.. فليحاول الأب أن يكون في تلك الساعة في بيت من بيوت الله عز وجل، على مصلاه يناجي رب العالمين أن يجعله في طريق نصرة الله ورسوله وأوليائه.. فليس من المستبعد أبداً، أن البعض من أولادنا أو من أحفادنا، يمنّ عليه رب العالمين، ويجعله من أنصار وليه الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ألا نقرأ: (اللهم!.. أدرك بنا قيامة، وأشهدنا أيامه).. نعم، من الممكن أن يأتي أمره بغتة، فنحن الآن في مرحلة حساسة من التأريخ، وكل المفاجآت محتملة.

    التربية: إن المؤمن لا يفتر عن هذا الدعاء: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.. فهذه الآية فيها لفتتان مهمتان:
    اللفتة الأولى: طلب هبة؛ ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا﴾؛ أي أنا لست في مستوى التربية، أنا إنسان ما ربيت نفسي أيام شبابي، فكيف أربي الآن ولدي الشاب؟!.. فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: (أدبوا أولادكم بغير أدبكم، فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم).. أنا في زماني ما كنت مؤدباً بالأدب المطلوب، فكيف أؤدب ولدي؟.. ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا﴾؛ أي تفضل علينا من باب الهبة والتفضل، لا من باب الاستحقاق ومن باب الأجور.

    اللفتة الثانية: الطموح، ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾؛ المؤمن هنا لا يطلب من الله -عز وجل- ولدًا صالحاً يسمع كلامه، ويأتيه بالرزق الوفير.. لا يريد ولداً متقيًا فقط، إنما يريده أن يكون إماماً للمتقين؛ انظروا إلى الطموح!.. بينما هناك من يعيش في قرية وهمه: أن يُرزق بولد كي يحصد معه القمح، ويخبز له الخبز.. أو ولد يذهب إلى بلاد الغرب، يبيع دينه وإيمانه، كي يرسل له المال في آخر كل شهر، ولا يهم في أية حالة أو في أية وضعية!.. هل هذا الولد صدقة جارية، أو أنه بسوء تربيته، أوجد في الأمة بؤرة من بؤر الفساد والإفساد؟..

    وبالتالي، فإن هذه المزايا كلها تظهر ثمارها في عالم البرزخ والقيامة.. فالذرية الصالحة من القنوات التي تسعد الإنسان في عالم البرزخ: حيث أنه قد يكون الإنسان متورطاً في عالم البرزخ في مقابل دينار، فهذه الصدقة الجارية من موجبات رفع الأزمة، والتخليص من أيدي الخصماء في ذلك العالم.. قال النبي (ص): (مرّ عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يُعذب صاحبه، ثم مرّ به من قابل فإذا هو ليس يّعذب، قال: يا ربّ!.. مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يُعذب، ثم مررت به العام فإذا هو ليس يُعذب؟.. فأوحى الله -عزّ وجلّ- إليه: يا روح الله!.. إنه أدرك له ولدٌ صالحٌ، فأصلح طريقاً، وآوى يتيماً، فغفرت له بما عمل ابنه).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X