إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المقصود من قوله تعالى (يتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المقصود من قوله تعالى (يتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)؟

    السؤال :ماذا المقصود من قوله تعالى (يتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)؟

    الجواب :من الممكن أن يتبادر هذا السؤال الى الذهن عند قراءة الآية 32 من سورة «الزخرف»، حيث يقول تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدّنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليّتخذ بعضهم بعضاً سخريّاً)، ولكن مع بذل القليل من التمعن في نص الآية يتضح جواب السؤال:
    إن من يشكل هكذا إشكال يتصور أنّ معنى الآية هو أنّ جماعة معيّنة من البشر تسخر من جماعة اُخرى لأنفسها تسخيراً ظالماً يمتصّ الدماء والجهود، في حين أن الأمر ليس كذلك، بل هو استخدام الناس بعضهم بعضاً، أي أنّ كل جماعة من الناس لهم إمكانيّات وإستعدادات خاصّة يستطيعون العمل بواسطتها في مجال ما من شؤون الحياة، وهم بطبيعة الحال يقدمون خدماتهم في ذلك الحقل إلى الآخرين، كما أنّ خدمات الآخرين في الحقول الاُخرى تقدم إليهم.
    والخلاصة: هو استخدام متبادل، وخدمة ذات طرفين، وبتعبير آخر: فإنّ الهدف من التسخير هو التعاون في أمر الحياة، ولا شيء آخر.
    ولا يخفى أنّ البشر لو كانوا متساوين جميعاً من ناحية الذكاء والإستعداد الروحي والجسمي، فسوف لن تتهيّأ مستلزمات الحياة الاجتماعيّة، والنظم الحياتيّة مطلقاً، كما أن خلايا جسم الإنسان لو كانت متشابهة من ناحية البنية والرقة والمقاومة لاختل نظام الجسم، فأين خلايا عظم كعب القدم القويّة جدّاً من خلايا العين الرقيقة؟ إنّ لكل من هاتين مهمّة خاصّة بنيت على أساسها.
    والمثال الحي الذي يمكن أن يضرب لهذا الموضوع هو الخدمات المتبادلة في جهاز التنفّس، ودوران الدم، والتغذية، وسائر أجهزة بدن الإنسان، التي هي مصداق واضح لـ (ليتّخذ بعضهم بعضاً سخريّاً) في إطار نشاطات البدن الداخليّة، فهل يمكن الإشكال على مثل هذا التسخير؟ وهل فيه خلل أو نقص؟
    فإن قيل: إنّ جملة: (رفعنا بعضهم فوق بعض درجات) دليل على عدم العدالة الإجتماعية.
    قلنا: هذا يصحّ في حالة تفسير العدالة بالمساواة، في حين أنّ العدالة تعني وضع كلّ شيء في محلّه ضمن منظومته، فهل أنّ وجود سلسلة المراجع والرتب في فرقة عسكريّة، أو تنظيم إداري، أو في الدولة، دليل على وجود الظلم في تلك الأجهزة؟
    من الممكن أن يستعمل بعض الناس كلمة «المساواة» في مجال الشعارات من دون الإلتفات إلى معناها الواقعي، أمّا في الواقع العملي فلا يمكن أن يتمّ أو يقوم أي نظام بدون الاختلاف والتفاوت، غير أنّ هذا التفاوت يجب أن لا يكون ذريعة لأنّ يستغل الإنسان أخاه الإنسان أبداً، بل يجب أن يكون الجميع أحراراً في استعمال قواهم الخلاقة، وتنمية نبوغهم وإبداعهم، والاستفادة من نتائج نشاطاتهم بدون زيادة أو نقصان، وأمّا في حال عجزهم فيجب على القادرين أن يجدّوا ويجتهدوا في رفع النواقص وسد ما يحتاجونه.(1)
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 ـ الأمثل، ج 12، ص 372.





المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X