إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العجب والرياء فإنه يخلع الإيمان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العجب والرياء فإنه يخلع الإيمان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    قد يتصور الإنسان عمله أفضل عمل وإنه فاهم ومفكر ، وسيأتي بالعلم والعمل الحسن المعجز لو أمهل ومُكن لكي ينفذ فكره ، وبهذه السبب إن لم يتمكن ويصعب عليه تنفيذ ما يفكر به ولم يصل لمطامحه ، يقوم يحسد غيره ممن مكنه الله ، لأنه لم يستطع تنفيذ ما فكر به هو وغيره تمكن ، وإن تمادى في حسده مكر وخدع وغش وكذب ويسهل عليه ارتكاب كل منكر فلا يتأثم.

    وإن بقي على حسده: جعل حسناته تُؤكل وتذهب هباء وإن لم يعطها لأحد.
    ثم إن تمكن المعجب بفكره : يقوم فيفخر ويرائي ويتكبر لأنه ليس خالص لوجه الله تعالى ، فيكون عمله ليس لله ولم تخلص نيته ، فيكون لا ثواب له ولا حسنات ولا جزاء ولا مبارك عند الله تعالى ، وهذا ليس من شأن المؤمن ، فإنه المؤمن يطلب الله تعالى بكل عمل له وبكل فكرة وبكل نية كما سترى ، وهذا المعجب بنفسه بالرياء وإن كان لم يعطي حسناته لغيره ، لكنه لا ثواب له ، فلم تطب نفسه ، وقد يبعد عمله عن الله إذا كان عمل طاعة واجبه ، يجب عليه أن يأتي بها ولكنه تعالى لم يقبلها لعجبه ورياءه وفخره ، فيعاقبه على ترك الواجب مع عمله للواجب , وهذا من المصائب العظمى التي تحل بالمؤمن الغافل عن خبث الرياء وقبحه والعياذ بالله ، وقد يوصله لأن يكون منافق بدل أن يحسب على المسلمين فضلا عن المؤمنين فلم يكن من الطيبين ، بل خبيث في علمه وعمله وهذه مصيبة كبرى قد تحل بمسلم ولم يعلم بما حصل له في علمه وعمله والعياذ بالله من هذه الحالة .
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : آفَةُ الدِّينِ : الْحَسَدُ ، وَالْعُجْبُ، وَالْفَخْرُ .
    وعَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :
    اتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا يَحْسُدْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً .
    إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ : كَانَ مِنْ شَرَائِعِهِ السَّيْحُ فِي الْبِلَادِ ، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ سَيْحِهِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَصِيرٌ ، وَ كَانَ كَثِيرَ اللُّزُومِ لِعِيسَى عليه السلام .

    فَلَمَّا انْتَهَى عِيسَى إِلَى الْبَحْرِ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ بِصِحَّةِ يَقِينٍ مِنْهُ فَمَشَى عَلَى ظَهْرِ الْمَاءِ . فَقَالَ الرَّجُلُ الْقَصِيرُ حِينَ نَظَرَ إِلَى عِيسَى عليه السلام جَازَهُ : بِسْمِ اللَّهِ بِصِحَّةِ يَقِينٍ مِنْهُ ، فَمَشَى عَلَى الْمَاءِ وَ لَحِقَ بِعِيسَى عليه السلام .
    فَدَخَلَهُ الْعُجْبُ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : هَذَا عِيسَى رُوحُ اللَّهِ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ وَ أَنَا أَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، فَمَا فَضْلُهُ عَلَيَّ . قَالَ : فَرُمِسَ فِي الْمَاءِ ، فَاسْتَغَاثَ بِعِيسَى فَتَنَاوَلَهُ مِنَ الْمَاءِ فَأَخْرَجَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : مَا قُلْتَ يَا قَصِيرُ . قَالَ قُلْتُ : هَذَا رُوحُ اللَّهِ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ وَ أَنَا أَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ عُجْبٌ .
    فَقَالَ لَهُ عِيسَى : لَقَدْ وَضَعْتَ نَفْسَكَ فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَكَ اللَّهُ فِيهِ ، فَمَقَتَكَ اللَّهُ عَلَى مَا قُلْتَ ، فَتُبْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا قُلْتَ .قَالَ : فَتَابَ الرَّجُلُ وَ عَادَ إِلَى مَرْتَبَتِهِ الَّتِي وَضَعَهُ اللَّهُ فِيهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا يَحْسُدَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً[ 1].

    وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ ، وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا ابْتُلِيَ مُؤْمِنٌ بِذَنْبٍ أَبَداً . و قَالَ : مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ .

    عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ ؟ فَقَالَ : الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعْجِبَهُ ، وَ يَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ، وَ مِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ فَيَمُنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ [2].
    وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ لِعَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الْبَصْرِيِّ فِي الْمَسْجِدِ :
    وَيْلَكَ يَا عَبَّادُ إِيَّاكَ وَ الرِّيَاءَ ، فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ[ 3].
    وإَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : سُئِلَ فِيمَا النَّجَاةُ غَداً ؟
    فَقَالَ : إِنَّمَا النَّجَاةُ فِي أَنْ لَا تُخَادِعُوا اللَّهَ فَيَخْدَعَكُمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ يُخَادِعِ اللَّهَ يَخْدَعْهُ ، وَ يَخْلَعْ مِنْهُ الْإِيمَانَ ، وَ نَفْسَهُ يَخْدَعُ لَوْ يَشْعُرُ .
    قِيلَ لَهُ : فَكَيْفَ يُخَادِعُ اللَّهَ ؟ قَالَ : يَعْمَلُ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ يُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي الرِّيَاءِ ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، إِنَّ الْمُرَائِيَ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ ، يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا غَادِرُ ، يَا خَاسِرُ ، حَبِطَ عَمَلُكَ ، وَ بَطَلَ أَجْرُكَ ، فَلَا خَلَاصَ لَكَ الْيَوْمَ ، فَالْتَمِسْ أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ[4] .
    أيــهـا الأحـبــةأهمية الإخلاص في العمل وعدم تعكيره حتى لا يبطل ولايذهب عملنا هباء منثورا ، فيجب على المؤمن أن يخلص لله النية ويقيم عبودية الله تعالى بما يحب ويرضى ، فضلا من أن يقوم العبد بإعطاء حسناته لغيره بعد تخليصها من الرياء والعجب والفخر وغيرها ، لأنه عرفت الظالم بالمال أو العرض أو الجاه أو الغيبة أو غيرها ، يجب عليه أن يعطي كل أو كثير أو جزء مما يملك من الحسنات لغيره ممن كان قد ظلمة بكلمة أو عرض أو شيء من ملك الدنيا ، أو يكون ليس له حسنات يُعطيها فيأخذ سيئاته وما أسوء حاله ، والعياذ بالله عن كل ما يبعد عنه ويبطل عملنا عنده أو يذهب نوره وكرامته لغيرنا .

    ------------------


    [1] الكافي ج2ص307ح5 . ص306 ح3.

    [2] الكافي ج2ص313ح1 وح2 وح3وح4.

    [3] الكافي ج2ص293ح1 .
    [4] وسائل‏ الشيعة ج1ص69ب11ح153 .

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X