بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
قد بين القرآن الكريم وجوب الالتزام بالوعد على الجميع حتى على الذات الإلهية المقدسة كما في قوله تعالى :
{ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } . (1) .
كما أوضح القرآن الكريم بأن خلف الوعد من المحرمات ويعتبر من صفات المنافق كما يعتبر من لم يفي بالوعد من الكاذبين الذين يستحقون العقاب والعذاب كما في قوله تعالى : { فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } . (2) .
ومعنى خلف الوعد مع الناس هو وعدهم باللسان و الإكتفاء بمجرد القول وعدم تطبيق فعلي للقول في الخارج ويشير إلى ذلك قوله تعالى : { كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } . (3) .
وبعدما عرفنا وجوب الإلتزام بالوعد وحرمة مخالفته ننقل قصة قصيرة ومعبرة تبين بعض الأثار السيئة والسلبية لخلف الوعد مع الناس وإن وقع سهوا لا على وجه العمد .
القصة // رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة ، ورأى حارساً عجوزاً واقفاً بملابس رقيقة . فأقترب منه الملك وسأله : ألا تشعر بالبرد ؟
ردّ الحارس : بلى أشعر بالبرد ، ولكنّي لا أملك لباساً دافئاً ، ولا مناص لي من تحمّل البرد .
فقال له الملك : سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافئ .
فرح الحارس بوعد الملك ، ولكن ما إن دخل الملكُ قصره حتى نسي وعده .
وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقةٌ كتب عليها بخط مرتجف : (( أيّها الملك ، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامداً ، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني )) . إنتهت القصة .
فعلينا للتخلص من تبعات وعودنا التي لم نفي بها للناس أن نستغفر الله تبارك وتعالى ونطلب منه التخلص من عواقب هذه الوعود ، وقد علمنا الإمام علي إبن الحسين السجاد (عليه السلام) على الإستغفار من الوعود الخالية من الوفاء في دعاء يوم الإثنين فقال (عليه السلام) : (( ... اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْر نَذَرْتُهُ ، وَكُلِّ وَعْد وَعَدْتُهُ ، وَكُلِّ عَهْد عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ اَفِ بِهِ ... )) .
------------------------------------
(1) الآية (44) من سورة الأعراف .
(2) الآية (77) من سورة التوبة .
(3) الآية (3) من سورة الصف .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .
قد بين القرآن الكريم وجوب الالتزام بالوعد على الجميع حتى على الذات الإلهية المقدسة كما في قوله تعالى :
{ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } . (1) .
كما أوضح القرآن الكريم بأن خلف الوعد من المحرمات ويعتبر من صفات المنافق كما يعتبر من لم يفي بالوعد من الكاذبين الذين يستحقون العقاب والعذاب كما في قوله تعالى : { فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } . (2) .
ومعنى خلف الوعد مع الناس هو وعدهم باللسان و الإكتفاء بمجرد القول وعدم تطبيق فعلي للقول في الخارج ويشير إلى ذلك قوله تعالى : { كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } . (3) .
وبعدما عرفنا وجوب الإلتزام بالوعد وحرمة مخالفته ننقل قصة قصيرة ومعبرة تبين بعض الأثار السيئة والسلبية لخلف الوعد مع الناس وإن وقع سهوا لا على وجه العمد .
القصة // رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة ، ورأى حارساً عجوزاً واقفاً بملابس رقيقة . فأقترب منه الملك وسأله : ألا تشعر بالبرد ؟
ردّ الحارس : بلى أشعر بالبرد ، ولكنّي لا أملك لباساً دافئاً ، ولا مناص لي من تحمّل البرد .
فقال له الملك : سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافئ .
فرح الحارس بوعد الملك ، ولكن ما إن دخل الملكُ قصره حتى نسي وعده .
وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقةٌ كتب عليها بخط مرتجف : (( أيّها الملك ، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامداً ، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني )) . إنتهت القصة .
فعلينا للتخلص من تبعات وعودنا التي لم نفي بها للناس أن نستغفر الله تبارك وتعالى ونطلب منه التخلص من عواقب هذه الوعود ، وقد علمنا الإمام علي إبن الحسين السجاد (عليه السلام) على الإستغفار من الوعود الخالية من الوفاء في دعاء يوم الإثنين فقال (عليه السلام) : (( ... اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْر نَذَرْتُهُ ، وَكُلِّ وَعْد وَعَدْتُهُ ، وَكُلِّ عَهْد عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ اَفِ بِهِ ... )) .
------------------------------------
(1) الآية (44) من سورة الأعراف .
(2) الآية (77) من سورة التوبة .
(3) الآية (3) من سورة الصف .