بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ 48 سورة الطور ..
أعجب من ابن آدم كيف يسعد وتطيب نفسه ويبدو السرور على وجهه والبسمة على محياه حينما يشكو هم حاجة ليست في يده لمخلوق ضعيف مثله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، فيسمع جواباً منه بكلمة تدغدغ مشاعره يقول فيها لا تشيل هم أنت في عيني والله ، وحاجتك جاتك من عيوني وفي المقابل لا يبالي بقول الغني المطلق ، الكريم الوهاب المعطي بلا حساب والمعوض عن الحاجة المفقودة بقضاء حاجات ..
لو علم ابن آدم أن أنَّ أخيه يقضي حاجته ليتمس بدلاً منها قضاء حاجات من العفو الغفور ، الرءوف الودود ، الكريم الوهاب ، لتيقن بأن الله بلطفه هيأ له ذلك الأخ ليقضي له حاجته ولتجلت له الحقيقة ناصعة كما الشمس في رابعة السماء بأنه بعين الله لا بعين مخلوق مثله ..
اللهم إجعلنا من المتيقنين بأننا بعينك وأنَّ صبرنا على البلاء له مردود جميل علينا فأنت الكريم إن أخذت أعطيت بأضعاف ما تأخذ لأنك أكرم الأكرمين والحبيب الذي يتودد لمحبوبه مع أنه غني عنه ..
ربي أسألك أن تفرج هموم المؤمنين بظهور وليك وحجتك القائم بأمرك والمظهر لعدلك والعاكس لمظهر كرمك ، ليروا جنتك على أرضك فيتيقنوا بأنهم بعينك وأنت بهم رءوف رحيم ..
تعليق