بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
من حكمة له (عليه السلام) قال فيها: (مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِه كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْه).
من الأمور الموبقة والمسخطة لله وللناس رضى الانسان على نفسه، فمن رضى على نفسه سيُكثر الساخطين عليه، ذلك لأن الراضي على نفسه يجد نفسه في صواب دائم وهذا محال، فالإنسان مهما يكن فهو قاصر فتارة يصيب وتارة يخطئ، وعلى الرغم من عصمة الأنبياء والحجج الاطهار(صلوات الله عليهم أجمعين) إلا أنهم يشعرون بالتقصير وكأنهم مذنبون، ومناجاتهم وادعيتهم خير شاهد على ما نقول.
والراضي على نفسه لا يأخذ بالنصيحة ويكون مسفِّهاً لآراء الناس ومن لم يحترم آراء الآخرين سقط في نظرهم ولا شك في ذلك.
وقد ذم أمير المؤمنين (عليه السلام) من يعجب في عمله فمن حكمة له (عليه السلالم) قال فيها: (سيّئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك).
فالعجب والتعالي والكبر كل هذه الأمور إنما سببها حب النفس فمن أحب نفسه لا شك انه يرى الاخرين بعين الاحتقار لذا صار مذموما محتقراً عند الله وعند الناس.
قال الشارح البحراني في قوله (عليه السلام): (مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِه كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْه) وذلك لوجهين:
أحدهما: إنّ الراضي عن نفسه معتقد لكمالها على غيرها وناظر إلى غيره بعين النقصان غير موفّ للناس حقوقهم فيكثر بذلك الساخط عليه منهم.
الثاني: إنّه لاعتقاده كمال نفسه يرفعها فوق قدرها والناس يرونه بقدره فيكثر المنقّص له والساخط عليه[1].
ومثل هذا الانسان لا ينظر الى عيوبه بل ينظر الى عيوب غيره ويكون في ضلال دائم والأدهى من ذلك انه لا يميز الخطأ من الصح ولا يميز الحق من الباطل لذلك يجد نفسه على صواب دائم وهذا هو عين الجهل.
وإن هذه الأمراض سببها قلت الوعي فالواعي والعارف يأخذ ويستفيد من غيره ويكون ظنون بنفسه لا يزكيها ولا يسلبها حقها بل يكون معتدلاً مع نفسه فان اخطأت حاسبها وعاقبها وإن أصابت لا يعجب من ذلك بل يروضها ويعلمها فعل الخير وحب الناس والتودد لهم، وقد ورد ان التودد الى الناس نصف العقل هذا هو منهج الأنبياء والأولياء والصالحين.
ولمن اطلع على سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) يجد أنَّ على الرغم من علمه وحلمه وكماله كان متواضعا مع غيره يجالسهم ويشاورهم لم يستبد برأيه على الرغم من انه ارجح الآراء واصوبها فمن كلام له (عليه السلام) قاله لطلحة والزبير: (واللَّه مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلَافَةِ رَغْبَةٌ - إلى ان قال- فَلَمْ أَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إِلَى رَأْيِكُمَا ولَا رَأْيِ غَيْرِكُمَا، ولَا وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُه فَأَسْتَشِيرَكُمَا وإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ولَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا ولَا عَنْ غَيْرِكُمَا).
معنا كلامه (عليه السلام) لو كان رأيكم أو رأي غيركم صائب لأخذت به ولكنني اتبع نهج رسول الله وسنته التي سنها لنا.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
من حكمة له (عليه السلام) قال فيها: (مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِه كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْه).
من الأمور الموبقة والمسخطة لله وللناس رضى الانسان على نفسه، فمن رضى على نفسه سيُكثر الساخطين عليه، ذلك لأن الراضي على نفسه يجد نفسه في صواب دائم وهذا محال، فالإنسان مهما يكن فهو قاصر فتارة يصيب وتارة يخطئ، وعلى الرغم من عصمة الأنبياء والحجج الاطهار(صلوات الله عليهم أجمعين) إلا أنهم يشعرون بالتقصير وكأنهم مذنبون، ومناجاتهم وادعيتهم خير شاهد على ما نقول.
والراضي على نفسه لا يأخذ بالنصيحة ويكون مسفِّهاً لآراء الناس ومن لم يحترم آراء الآخرين سقط في نظرهم ولا شك في ذلك.
وقد ذم أمير المؤمنين (عليه السلام) من يعجب في عمله فمن حكمة له (عليه السلالم) قال فيها: (سيّئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك).
فالعجب والتعالي والكبر كل هذه الأمور إنما سببها حب النفس فمن أحب نفسه لا شك انه يرى الاخرين بعين الاحتقار لذا صار مذموما محتقراً عند الله وعند الناس.
قال الشارح البحراني في قوله (عليه السلام): (مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِه كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْه) وذلك لوجهين:
أحدهما: إنّ الراضي عن نفسه معتقد لكمالها على غيرها وناظر إلى غيره بعين النقصان غير موفّ للناس حقوقهم فيكثر بذلك الساخط عليه منهم.
الثاني: إنّه لاعتقاده كمال نفسه يرفعها فوق قدرها والناس يرونه بقدره فيكثر المنقّص له والساخط عليه[1].
ومثل هذا الانسان لا ينظر الى عيوبه بل ينظر الى عيوب غيره ويكون في ضلال دائم والأدهى من ذلك انه لا يميز الخطأ من الصح ولا يميز الحق من الباطل لذلك يجد نفسه على صواب دائم وهذا هو عين الجهل.
وإن هذه الأمراض سببها قلت الوعي فالواعي والعارف يأخذ ويستفيد من غيره ويكون ظنون بنفسه لا يزكيها ولا يسلبها حقها بل يكون معتدلاً مع نفسه فان اخطأت حاسبها وعاقبها وإن أصابت لا يعجب من ذلك بل يروضها ويعلمها فعل الخير وحب الناس والتودد لهم، وقد ورد ان التودد الى الناس نصف العقل هذا هو منهج الأنبياء والأولياء والصالحين.
ولمن اطلع على سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) يجد أنَّ على الرغم من علمه وحلمه وكماله كان متواضعا مع غيره يجالسهم ويشاورهم لم يستبد برأيه على الرغم من انه ارجح الآراء واصوبها فمن كلام له (عليه السلام) قاله لطلحة والزبير: (واللَّه مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلَافَةِ رَغْبَةٌ - إلى ان قال- فَلَمْ أَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إِلَى رَأْيِكُمَا ولَا رَأْيِ غَيْرِكُمَا، ولَا وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُه فَأَسْتَشِيرَكُمَا وإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ولَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا ولَا عَنْ غَيْرِكُمَا).
معنا كلامه (عليه السلام) لو كان رأيكم أو رأي غيركم صائب لأخذت به ولكنني اتبع نهج رسول الله وسنته التي سنها لنا.
الهوامش:
[1]- شرح ابن ميثم: 5 / 242.
تعليق