فلسفة تشريع الحج ووجوبه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
في مثل هذا اليوم المصادف 8 ذو القعدة سنة 8 هـ فرض الحج على كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة في مثل هذا الشهر وهذا اليوم . قال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... ) - 1 -
و قال الله عز وجل : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) - 2 - فاوجب الله الحج على الناس بهذه الاية الشريفة وفرضه على كل حر ، بالغ ، مستطيع إليه السبيل رجلا كان او امرأة .
والحج هو احد أهم الأركان الخمسة التي بني عليها اساس الإسلام . قال الإمام الباقر (ع) : ( بني الاسلام على خمس : الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ) - 3 -
اما فلسفة وجوب الحج على الناس فيمكن بيانه من خلال الروايات التالية :
*** أتى ابن أبي العوجاء الصادق (ع) ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، ثم قال له : يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من كان به سعال أن يسعل ، فتأذن لي في الكلام ؟ فقال الصادق (ع) :
تكلم بما شئت .
فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ؟ من فكر في هذا أو قدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسه ونظامه .
فقال الصادق (ع) : إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره .
وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وقد جعله محل الأنبياء وقبلة للمصلين له ، وهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجتمع العظمة - 4 -
*** الإمام الرضا (ع) : علة الحج الوفادة إلى الله تعالى ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال ، وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذات ... ، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ، ومن في البر والبحر ، ممن يحج وممن لا يحج ، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم - 5 -
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام في هذا العام وفي كل عام .
***********************
الهوامش :
1 - البقرة ، الاية (197) .
2 - ال عمران ، الاية (97) .
3 - الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 2 ، ص 18 .
4 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 96 ، ص 28 .
5 - عيون أخبار الرضا (ع) ، الشيخ الصدوق ، ج 1 ، ص 97 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
في مثل هذا اليوم المصادف 8 ذو القعدة سنة 8 هـ فرض الحج على كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة في مثل هذا الشهر وهذا اليوم . قال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... ) - 1 -
و قال الله عز وجل : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) - 2 - فاوجب الله الحج على الناس بهذه الاية الشريفة وفرضه على كل حر ، بالغ ، مستطيع إليه السبيل رجلا كان او امرأة .
والحج هو احد أهم الأركان الخمسة التي بني عليها اساس الإسلام . قال الإمام الباقر (ع) : ( بني الاسلام على خمس : الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية ) - 3 -
اما فلسفة وجوب الحج على الناس فيمكن بيانه من خلال الروايات التالية :
*** أتى ابن أبي العوجاء الصادق (ع) ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، ثم قال له : يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من كان به سعال أن يسعل ، فتأذن لي في الكلام ؟ فقال الصادق (ع) :
تكلم بما شئت .
فقال ابن أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر ؟ من فكر في هذا أو قدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسه ونظامه .
فقال الصادق (ع) : إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره .
وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وقد جعله محل الأنبياء وقبلة للمصلين له ، وهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجتمع العظمة - 4 -
*** الإمام الرضا (ع) : علة الحج الوفادة إلى الله تعالى ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال ، وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذات ... ، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ، ومن في البر والبحر ، ممن يحج وممن لا يحج ، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم - 5 -
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام في هذا العام وفي كل عام .
***********************
الهوامش :
1 - البقرة ، الاية (197) .
2 - ال عمران ، الاية (97) .
3 - الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 2 ، ص 18 .
4 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 96 ، ص 28 .
5 - عيون أخبار الرضا (ع) ، الشيخ الصدوق ، ج 1 ، ص 97 .
تعليق