روى الصقر بن دلف : قال سمعت سيّدي علي بن محمّد بن علي الرضا عليه السلام يقول : من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدّي الرضا عليه السلام بطوس ، وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين ، وليسأل الله حاجته في قنوته ، فانّه يستجيب له ما لم يسأل في أثم أو قطيعة رحم ، وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلّا اعتقه الله من النار وأحلّه دار القرار (۱).
لقد أصبح مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في « خراسان » من أعزّ المراقد في الإسلام فقد حظي بهالة من الاكبار والتقديس بما لم يحظ به مرقد من مراقد أولياء الله تعالى ، فقد تهافتت على زيارته ملايين المسلمين متقرّبين بذلك إلى الله تعالى ، يقول محمّد بن المؤمل خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس فرأيت من تعظيم ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما حيرنا (۲). إنّ الله تعالى خصّ قبر وليّه الامام الرضا عليه السلام بفضيلة فقد جعله ملاذاً للمنكوبين ، وملجأ لذوي الحاجات ، وقد شاعت هذه المكرمة عند جميع الاوساط وقد كتب على بعض جوانب القبر الشريف بيتين من الشعر :
من سرّه أن يرى قبراً برؤيته | يفرّج الله عمن زاره كربه | |
فليأت ذا القبر إن الله أسكنه | سلالة من رسول الله منتجبه (۳) |
* * *
وفي هذا الحديث الشريف الذي رواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن إمامنا الهادي عليه السلام بعض الفوائد نشير لها على التوالي انشاء الله تعالى.
الفائدة الأُولى : مشروعيّة الزيارة ، باعتبار أنّ الامام الهادي عليه السلام معصوماً من الخطأ وهو أحد العترة الطاهرة ، عترة النبي صلّى الله عليه وآله التي خلّفها وتركها النبي صلّى الله عليه وآله مع القرآن الكريم في هذه الأُمّة بقوله المعروف : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما بعدي لن تضلّوا أبداً ، وقد نبّأني العليم الخبير بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقول النبي صلّى الله عليه وآله لن يفترقا شاهد على عصمة العترة الطاهرة إذ لو كانت غير معصومة لافترقت عن القرآن الكريم حيث أنّ القرآن ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) وقال تعالى حاكياً عن كتابه المجيد ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ). وقول المعصوم حجّة ، إذن أمر الامام الهادي عليه السلام بزيارة جدّه الرضا عليه السلام قول صريح وإذن مشروع في مشروعيّة زيارة الإمام الرضا عليه السلام وهذا الحديث يدعم بأحاديث أُخرى عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين في مشروعيّة زيارة الامام الرضا عليه السلام وفضل زيارته ، ومن هذه الأحاديث ، ما روي عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله إنّه قال : « ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ما زارها مكروب إلّا نفسّ الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه » (٤).
وهذا الحديث عن الرسول صلّى الله عليه وآله فيه إشارة وإذن لزيارة الامام الرضا عليه السلام لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله يقول عنه القرآن الكريم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ). وكذلك قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ). وبهذا نخاطب لمن يخطّأنا في زيارة العترة الطاهرة ونقول لهم إنّما نأتي لزيارتها تلبية لنداء الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين وهم أعلم بالشرع من غيرهم لأنّ الذكر نزل في بيوتهم ، وأهل البيت أدرىٰ بالذي فيه.
الفائدة الثانية : أفاد الامام الهادي عليه السلام انّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة ، وفي هذا المضمون روايات كثيرة عن الأئمّة عليهم السلام نتبرّك بقسم منها ، ما روي عن الامام محمّد الجواد عليه السلام قال : « إنَّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة » (٥) وكذلك يدلّ على ذلك ما روي عن الامام الرضا عليه السلام : « إنّ في خراسان بقعة سيأتي عليها زمان تكون مختلف الملائكة لا تزال تهبط فيها فوج من الملائكة وتصعد فوج حتّى ينفخ في الصّور ، فقالوا يابن رسول الله وما هي هذه البقعة ؟ قال : هي بأرض طوس ، وإنّها والله روضة من رياض الجنّة من زارني فيها كان كما لو زار رسول الله صلّى الله عليه وآله ... » (٦). إضافة هلی روايات كثيرة في هذا المعنى.
الفائدة الثالثة : أفاد الامام الهادي عليه السلام إنّ زائر الرضا عليه السلام يعتق من النار إذا زاره مؤمناً ، يسكن الجنّة وفي هذا المعنى روايات كثيرة منها ما روي عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله قال : « ستدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مؤمن إلّا أوجب الله له الجنة وحرّم جسده على النار » (۷) وكذلك ما روي عن الامام الجواد عليه السلام قال : « ضمنت لمن زار أبي بطوس عارفاً بحقّه الجنّة على الله تعالى » وهذه الرواية قيّد الامام الجواد قيداً وهو أن يكون الزائر على معرفة بحقّ أبيه الرضا عليه السلام ومن هذه الحقوق أوّلاً ان يعرف انّه امام مفترض الطاعة ثاني انّه غريب شهيد ثالثاً له حقّ برسول الله لأنّ ولده وقد أوصانا في القرآن الكريم : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) إلى آخر حقوقه عليه السلام.
الفائدة الرابعة : قضاء الحوائج عند قبر الامام الرضا عليه السلام : إنّ الله عزّ وجلّ هو قاضي الحاجات لكن جعل أبواباً وأسباباً لقضاء هذه الحوائج ومن جملة الأسباب الناجحة لقضاء الحوائج هي زيارة الامام الرضا عليه السلام سواء كان مشياً على الأقدام أو مطلق الزيارة وجعل الإمام الهادي عليه السلام بعض الشروط منها أن يكون الزائر على غسل والغسل من مستحبّات الزيارة لكن في هذه النقطة من أسباب ودواعي قضاء الحاجة ، ثانياً الصلاة عند الرأس الشريف للإمام الرضا عليه السلام وهنا أطلق الامام الهادي عليه السلام الصلاة وماذا يقرأ فيها لكن يستفاد من بعض الكتب يقرأ في الركعة الأُولى بعد الحمد سورة يس ، وفي الركعة الثانية بعد الحمد سورة الرحمن ، ويمكنه أن يقتصر على مطلق الركعتين حيث أنّ الامام الهادي عليه السلام أطلق الركعتين ولم يقيّد بسور مخصوصة والشرط الثالث أن يقنت في أثناء الصلاة ويسمّي حاجته الشرط الرابع أن لا تكون في هذه الحاجة قطيعة رحم أو إثم ، أيّ الحاجات المشروعة.
************************************
الهوامش
۱. عيون أخبار الرضا ۲ / ۲٦۲.
۲. تهذيب التهذيب ۷ / ۳۸۸.
۳. حياة الامام علي بن موسى الرضا « للقرشي » : ۳۸٥.
٤. عيون أخبار الرضا ۲ / ۲٥۸.
٥. من لا يحضره الفقيه « للشيخ الصدوق » : ٥۷۱ نقلاً عن مفاتيح الجنان « للقمي ».
٦. نفس المصدر السابق.
۷. نفس المصدر السابق راجع للمفاتيح.
منقول
وفي هذا الحديث الشريف الذي رواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن إمامنا الهادي عليه السلام بعض الفوائد نشير لها على التوالي انشاء الله تعالى.
الفائدة الأُولى : مشروعيّة الزيارة ، باعتبار أنّ الامام الهادي عليه السلام معصوماً من الخطأ وهو أحد العترة الطاهرة ، عترة النبي صلّى الله عليه وآله التي خلّفها وتركها النبي صلّى الله عليه وآله مع القرآن الكريم في هذه الأُمّة بقوله المعروف : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما بعدي لن تضلّوا أبداً ، وقد نبّأني العليم الخبير بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقول النبي صلّى الله عليه وآله لن يفترقا شاهد على عصمة العترة الطاهرة إذ لو كانت غير معصومة لافترقت عن القرآن الكريم حيث أنّ القرآن ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) وقال تعالى حاكياً عن كتابه المجيد ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ). وقول المعصوم حجّة ، إذن أمر الامام الهادي عليه السلام بزيارة جدّه الرضا عليه السلام قول صريح وإذن مشروع في مشروعيّة زيارة الإمام الرضا عليه السلام وهذا الحديث يدعم بأحاديث أُخرى عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين في مشروعيّة زيارة الامام الرضا عليه السلام وفضل زيارته ، ومن هذه الأحاديث ، ما روي عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله إنّه قال : « ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ما زارها مكروب إلّا نفسّ الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه » (٤).
وهذا الحديث عن الرسول صلّى الله عليه وآله فيه إشارة وإذن لزيارة الامام الرضا عليه السلام لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله يقول عنه القرآن الكريم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ). وكذلك قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ). وبهذا نخاطب لمن يخطّأنا في زيارة العترة الطاهرة ونقول لهم إنّما نأتي لزيارتها تلبية لنداء الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين وهم أعلم بالشرع من غيرهم لأنّ الذكر نزل في بيوتهم ، وأهل البيت أدرىٰ بالذي فيه.
الفائدة الثانية : أفاد الامام الهادي عليه السلام انّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة ، وفي هذا المضمون روايات كثيرة عن الأئمّة عليهم السلام نتبرّك بقسم منها ، ما روي عن الامام محمّد الجواد عليه السلام قال : « إنَّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة » (٥) وكذلك يدلّ على ذلك ما روي عن الامام الرضا عليه السلام : « إنّ في خراسان بقعة سيأتي عليها زمان تكون مختلف الملائكة لا تزال تهبط فيها فوج من الملائكة وتصعد فوج حتّى ينفخ في الصّور ، فقالوا يابن رسول الله وما هي هذه البقعة ؟ قال : هي بأرض طوس ، وإنّها والله روضة من رياض الجنّة من زارني فيها كان كما لو زار رسول الله صلّى الله عليه وآله ... » (٦). إضافة هلی روايات كثيرة في هذا المعنى.
الفائدة الثالثة : أفاد الامام الهادي عليه السلام إنّ زائر الرضا عليه السلام يعتق من النار إذا زاره مؤمناً ، يسكن الجنّة وفي هذا المعنى روايات كثيرة منها ما روي عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله قال : « ستدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مؤمن إلّا أوجب الله له الجنة وحرّم جسده على النار » (۷) وكذلك ما روي عن الامام الجواد عليه السلام قال : « ضمنت لمن زار أبي بطوس عارفاً بحقّه الجنّة على الله تعالى » وهذه الرواية قيّد الامام الجواد قيداً وهو أن يكون الزائر على معرفة بحقّ أبيه الرضا عليه السلام ومن هذه الحقوق أوّلاً ان يعرف انّه امام مفترض الطاعة ثاني انّه غريب شهيد ثالثاً له حقّ برسول الله لأنّ ولده وقد أوصانا في القرآن الكريم : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) إلى آخر حقوقه عليه السلام.
الفائدة الرابعة : قضاء الحوائج عند قبر الامام الرضا عليه السلام : إنّ الله عزّ وجلّ هو قاضي الحاجات لكن جعل أبواباً وأسباباً لقضاء هذه الحوائج ومن جملة الأسباب الناجحة لقضاء الحوائج هي زيارة الامام الرضا عليه السلام سواء كان مشياً على الأقدام أو مطلق الزيارة وجعل الإمام الهادي عليه السلام بعض الشروط منها أن يكون الزائر على غسل والغسل من مستحبّات الزيارة لكن في هذه النقطة من أسباب ودواعي قضاء الحاجة ، ثانياً الصلاة عند الرأس الشريف للإمام الرضا عليه السلام وهنا أطلق الامام الهادي عليه السلام الصلاة وماذا يقرأ فيها لكن يستفاد من بعض الكتب يقرأ في الركعة الأُولى بعد الحمد سورة يس ، وفي الركعة الثانية بعد الحمد سورة الرحمن ، ويمكنه أن يقتصر على مطلق الركعتين حيث أنّ الامام الهادي عليه السلام أطلق الركعتين ولم يقيّد بسور مخصوصة والشرط الثالث أن يقنت في أثناء الصلاة ويسمّي حاجته الشرط الرابع أن لا تكون في هذه الحاجة قطيعة رحم أو إثم ، أيّ الحاجات المشروعة.
************************************
الهوامش
۱. عيون أخبار الرضا ۲ / ۲٦۲.
۲. تهذيب التهذيب ۷ / ۳۸۸.
۳. حياة الامام علي بن موسى الرضا « للقرشي » : ۳۸٥.
٤. عيون أخبار الرضا ۲ / ۲٥۸.
٥. من لا يحضره الفقيه « للشيخ الصدوق » : ٥۷۱ نقلاً عن مفاتيح الجنان « للقمي ».
٦. نفس المصدر السابق.
۷. نفس المصدر السابق راجع للمفاتيح.
منقول
تعليق