بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام الله والأنبياء والمرسلين.. عليك يا مولاي يا أبا الفضل العباس..
إنّ كلّ مؤمن يعلم ما لمكانة مولانا العباس عليه السلام من خلال ما ذكره أهل البيت عليهم السلام، ولعل من أبرزها ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام حينما قال: ((إن ولدي العباس قد زقّ العلم زقّا))، وكذلك ما اشتهر من قول الامام الصادق عليه السلام: ((كان عمّنا العباس بن علي نافذَ البصيرة، صلْبَ الإيمان، جَاهَدَ مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاءً حسنًا ومضى شهيدًا))..
فهذه وغيرها من الأقوال (الواردة عن أهل البيت عليهم السلام) تبيّن مرتبة المولى أبي الفضل عليه السلام، وعلى هذا الأساس استحق السلام من الله والملائكة والأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين... وهذا ما نلحظه في بداية زيارته عليه السلام الواردة عن الامام الصادق عليه السلام: ((سلام الله، وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصدّيقين، والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يابن أمير المؤمنين)..
فالمولى عليه السلام قد خطى خطى الأنبياء والمرسلين والشهداء، فكان لزاما على أهل الباطل أن يتصدوا له مادام سائرا في طريق الحق، بل وينكروا فضله وحقه، مع علمهم بذلك، فكان مساهما بل وعنصرا مميزا في حفظ خط الرسالة جنبا الى جنب مع أخيه سيد الشهداء عليه السلام، حتى انّ الأصحاب كانوا ينظرون اليه نظرة مختلفة فهم يعلمون بعلمه وأدبه وأخلاقه وبسالته (فكان بحق نعم الكفيل)، كيف لا وكان هو قائد جيش الامام روحي فداه وكافل عياله وساقي العطاشى.. بل هو جيش بحاله..
والامام بنفسه ينظر اليه تلك النظرة الاجلالية لما يحمل من نفس سامية تختلف عن بقية الأخوة والأصحاب (حتى انّ المولى كان يخاطب أخاه بسيدي ومولاي)، فكان له تلك المكانة الخاصة، حتى انّ الامام عليه السلام قد عدّه العمود الفقري له فقال قولته المشهورة: ((الآن انكسر ظهري)) عندما سقط المولى العباس عليه السلام صريعاً في تلك المعركة..
فسلام الله تعالى عليك يا مولاي حينما وُلدت وحينما استشهدت وحينما تُبعث حياً...
تعليق