إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تكون منتظراً حقيقياً للإمام المهدي (عج)؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تكون منتظراً حقيقياً للإمام المهدي (عج)؟


    بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ربّما يوجد من لا يحسّ من نفسه بلوعة الانتظار ولا تدمع له عين لألم الفراق، ولا يسهر له جفن شوقاً إلى اللقاء وطمعاً في لحظة الوصال. ولا تقضّ مضجعه ذكرى الغريب المضطّر.

    فهو مؤمن بالمنتظَر (عليه السلام) على مستوى النظرية من دون تجسيد ذلك على مستوى التطبيق والواقع العملي، فمن هنا كان لزاماً على المرء المنتظر ولكي يجمع بين المفهوم والمصداق والنظرية والتطبيق، ولكي يجعل من نفسه مفردة إيمانية محصّلة لكامل مفردات الإيمان في الحديث الشريف السابق لا بدّ إذن من رسم خطوات عملية ممنهجة، ووضع آليّة حركية خاصة لكسب هذه المقومات وتحصيل صفة المنتظِر والانتظار إن كانت مفقودة وتركيزها وتقويتها إن كانت ضعيفة.

    وأفضل منهجيّة يتّبعها الإنسان وأسلم برنامج عملي مضمون النتائج لكسب هذا المقام الشامخ هو ما رسمه أهل البيت عليهم السلام لنا وما نهجوه من منهاج.

    فلذا من الضروري تتبّع آثارهم الشريفة وسلوك أقوالهم الكريمة والانتهال من نميرهم العذب.

    وأوّل هذه الخطوات هي:

    1 _ إبعاد العامل المصلحي والشخصنة الذاتية في ممارسة الانتظار:

    أن لا يكون الانتظار لأجل تحقيق مطامع شخصية وتحصيل وجاهات ذاتية فإنّ هذا الإنسان ليس منتظراً للإمام عليه السلام في الحقيقة وإنّما هو منتظرٌ للحصول على الشهوات النفسانية واللذّات الجسمانية.

    كما قال أمير المؤمنين: (إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم[1]).

    ولهذا نجد الإمام الصادق (عليه السلام) يحذّر أبا بصير (رحمه الله) من مثل هذا الانتظار القائم بالحقيقة على الأطماع الذاتية، كما جاء في أصول الكافي عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جٌعلت فداك، متى الفرج؟ فقال: (يا أبا بصير، وأنت ممّن يريد الدنيا، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره[2]).

    وهكذا جاء في تحف العقول عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (افترق الناس فينا على ثلاث فرق:

    فرقة أحبّونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبّونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبّونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منّا ونحن منهم[3]).

    وهذا يذكّرنا بحال طلحة والزبير حينما بايعا عليّاً طمعاً في أن ينالا منه سلطاناً أو جاهاً فلما خابا وخسئا نكثا بيعتهما وأخلفا وعدهما وباءا بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.

    2 _ التربية الروحية:

    وتتمثل في السعي الحثيث والجاد لتهذيب النفس وتحليتها بالأخلاق الفاضلة وتقوى الله والورع عن محارمه، فقد جاء في الحديث الشريف عن أ بي عبد الله (عليه السلام) : (من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظِر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظِر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة[4]).

    3 _ إعداد آلية القتال والدفاع عن النفس:

    الأمر الثالث المحقق لكمال الانتظار وتمامية الشخصية المنتظرة هو التهيء في البعد العسكري والاستعداد الكامل في بناء الذات من ناحية قتالية من خلال التربية البدنية والجسدية حتّى تكون مؤهلة لذلك اليوم المنشود، وقادرة على الحركة بقوة وصلابة في ميادين القتال تحت راية الإمام (عليه السلام) ، أو من خلال تهيئة السلاح الكامل المناسب لذلك العصر، وقد أمر أهل البيت (عليهم السلام) بذلك صريحاً في أحاديثهم المباركة، فعن أبي بصير كما جاء في غيبة النعماني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (ليُعدَّن أحدُكم لخروج القائم ولو سهماً، فإنّ الله إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسيء في عمره حتّى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره[5]).

    وهذا ما نجده واضحاً جليّاً في دعاء العهد الذي يستحب قراءته في كلِّ يوم: (اللّهم إن حال بيني وبينه الموتُ الذي جعلته على عبادك حتماً مقضيّاً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرّداً قناتي مُلبيّاً دعوة الداعي في الحاضر والبادي[6]... ).

    لذا يمكننا أن نسجِّل هذا الأمر في ضمن مفردات الانتظار العملي لما يتمتع به هذا الاستعداد من بعث روح النشاط والحماس والجدّ والرغبة الملحّة والفاعلة لظهوره (عليه السلام).

    4 _ الارتقاء الروحي والتكامل العبادي:

    لا شك ولا ريب أنّ العبادة بجميع مفرداتها لهي خير وسيلة لتركيز صفة الانتظار في النفس الإنسانية وهذا ما نبّه عليه أهل البيت كما قرأت في ضمن الأحاديث السابقة، ولكنّ المهمّ هنا هو دوام ذكره عليه السلام والدعاء له، فمضافاً إلى أنه من أهم العبادات نراه يُشكل عاملاً آخر من عوامل بناء الشخصية المنتظِرة. وقد ذكر لنا أهل البيت (عليهم السلام) برنامجاً يومياً وأسبوعياً لهذا الأمر ركّزوا من خلاله على هذا الجانب تركيزاً كبيراً، فلذا ينبغي على المؤمن الالتفات إليه وعدم الغفلة عنه، ونحن نذكر هذا البرنامج بشكل مختصر لعموم الفائدة:

    البرنامج اليومي:

    1 _ قراءة دعاء العهد بعد صلاة الصبح.

    2 _ التصدّق بمبلغ معيّن لسلامة صاحب العصر.

    3 _ الصلاة على محمّد وآل محمّد (100) مرة بنيّة تعجيل الفرج.

    4 _ قراءة دعاء: (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن... ) بعد الصلوات الواجبة.

    5 _ أداء صلاة الغفيلة بين العشائين بنيّة تعجيل الفرج.


    البرنامج الأسبوعي:

    1 _ أداء صلاة الإمام المهدي عليه السلام مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء.

    2 _ قراءة زيارة آل يس مساء الخميس ليلة الجمعة.

    3 _ قراءة دعاء الندبة صباح الجمعة.



    [1] نهج البلاغة 2: 19.

    [2] الكافي 1: 371.

    [3] تحف العقول: 514.

    [4] الغيبة للنعماني: 207.

    [5] الغيبة للنعماني: 335.

    [6] مستدرك الوسائل 5: 74.


    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2


    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم
    واللهم عجل لوليك الفرج


    تعليق


    • #3
      بارك الله فيكم السير على نهج أهل البيت ع لهو النور الحقيقي للانتظار قائم ال محمد عج فمهم الانسان سلك من دروب خيره فطريق اهل البيت ع هو الطريق المستقيم الذي لا ينحرف عن الله ابدا .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X