في ظلة بني ساعدة
كان الظلام قد خيم على المدينة بجناحيه السوداوين والمطرقد بلل وجه الارض بدموعه المنهمرة فانتهز الامام الصادق عليه السلام ظلمة الليل وهدوئه فخرج من بيته قاصدا ظلة بني ساعدة
وشاء القدر أن يشاهده في تلك الساعة معلى بن خنيس وكان من أصحابه ومحبينه فتساءل في نفسه : أين يريد الامام في هذا الليل يا ترى؟
والله لا أدعه وحده في ظلمة الليل الموحشة فمشى خلف الامام يراقبه والامام عليه السلام لا يعلم به
وبينما هو يقتفي أثر الامام إذ سمع فجاة أن شيئا سقط من كتف الامام عليه السلام وتبعثر على الارض وسمع الامام يقول : بسم الله اللهم رده إلينا
فتقدم من الامام وسلم عليه فعرفه الامام عليه السلام منصوته فقال له : أمعلى أنت؟
قال معلى : نعم جعلت فداك وحانت منه التفاتة إلى الارض فإذا هو بخبر كثير قد تناثر عليها
فقال الامام عليه السلام : التمس بيدك الأرض فما وجدت منشيء فهاته
وبعد أن جمع معلى الخبر من على الارض وناوله الامام علمأن الامام عجز عن حمل جراب الخبز فسقط منه على الارض لذلك استاذن من الامام أن يحمل الجراب بدلا عنه
فقال الامام عليه السلام : لا أنا أولى به منك ولكن تعال معي
سارا معا والامام يحمل الجراب على كتفه حتى بلغا ظلة بني ساعدة فإذا هم بقوم فقراء نيام لأن الظلة كانت ملجأ الفقراء ومأوى المساكين والضعفاء فجعل الامام يدرس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم فانصرف هو ومعلى
قال الامام عليه السلام لمعلى : صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتمحو الذنب وتهون الحساب
تعليق