القاضي والاخوة الثلاثة :
عن الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال : كان في بني اسرائيل رجل عاقل كثير المال ، وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة ، وكان له ابنان من زوجة غير عفيفة ، فلما حضرت الوفاة قال لهم : هذا مالي لواحد منكم ، فلما توفي قال الكبير : انا ذلك الواحد ، وقال الاوسط : انا ذلك الواحد ، وقال الاصغر : انا ذلك. فاختصموا الى قاضيهم ، قال : ليس عندي في امركم شيء ، انطلقوا الى بني الاغنام الاخوة الثلاثة.
فانتهوا الى واحد منهم فرأوه شيخا كبيرا ، فقال لهم : ادخلوا الى اخي فلان فهو اكبر مني سنا فاسألوه ، فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال : سلوا اخي الاكبر مني سنا ، فدخلوا على الثالث فاذا هو في المنظر اصغر ، فسألوه اولا عن حاله ثم بينوا له عن حالهم فقال :
اما اخي الذي رأيتموه اولا هو الاصغر ، وان له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر عليها مخافة ان يبتلي ببلاء لا صبر عليه فهرمته.
واما الثاني اخي فان عنده زوجة تسوؤه وتسره فهو متماسك الشباب.
واما انا فزوجتي تسرني ولا تسؤني ولم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك.
واما حديثكم الذي هو حديث ابيكم فانطلقوا اولا وبعثروا قبره ـ اي انبشوا قبره ـ واستخرجوا عظامه واحرقوها ثم عودوا لاقضي بينكم.
فانصرفوا فأخذ الصبي سيف ابيه ، واخذ الاخوان المعاول ، فلما ان هما بذلك قال لهم الصغير :
لا تبعثروا قبر ابي وانا ادع لكما حصتي ، فانصرفوا الى القاضي ، فقال : يقنعكما هذا ، ائتوني بالمال ، فقال للصغير : خذ المال ، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقة كما دخل على الصغير.
تعليق