بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممن أخذ جابر بن يزيد الجعفي عقائده التي كانت سببا لهجران أهل الحديث له كما سيأتي؟!
هل يمكن أن يكون أوجدها بنفسه ؟ وهذا لايمكن ادعاءه، ام أنه أخذها عن رجالات الشيعة في عصره؟
كيف ذاك وهو من كبار الأصحاب ومعلمه هو الإمام الباقر ع ؟
إذا علمنا أن جابرا كان يذكر الباقر ع بوصي الأوصياء، ندرك بسهولة أن الباقر ع هو قدوته ومعلمه وملهمه، فلم يأتي جابر بشيء من عنده ، إنما أخذ كل ذلك عن إمامه الباقر ع.
قول جابر بإمامة الباقر ع
(قال الحميدي أيضاً: سمعت رجلاً يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله: حدثني وصي الأوصياء؟ فقال سفيان: هذا أهونه... )
تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44. الضعفاء للعقيلي ، ج ١، ص ١٩٤
وقريب منه في رجال الكشي بسند صحيح : (حمدويه ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الحميد بن أبي العلا ، قال : دخلت المسجد حين قتل الوليد ، فإذا الناس مجتمعون قال : فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول : حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي عليه السلام ، قال : فقال الناس : جن جابر جن جابر )
اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي )، ج ٢، الشيخ الطوسي، ص ٢١
قوله وصي الأوصياء كما في نقل العقيلي وعنه ابن حجر يعبر عن اعتقاد جابر بامامة الباقر ع والسند لا خدش فيه .
اعتقاده بالمهدي وسلامه عليه
( وقال إسحاق بن موسى سمعت أبا جميلة يقول: قلت لجابر الجعفي: كيف تسلّم على المهدي؟ قال: إن قلت لك كفرت... )
تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44.
مع أن المهدي ع لم يكن مولودا أنذاك، ولكنها أدبيات الإمامية التي تشبع بها جابر وأخذها عن الباقر ع ، وليس في الفرق من يسلم على المهدي ع إلا الإمامية.
تبريه من الظالمين
( وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول : جابر الجعفي رافضيٌّ يشتم أصحاب النبي)
تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44.
من يتكلم بحقائق عن بعض المنحرفين من أصحاب النبي كمعاوية مثلا فهو شتام عند القوم !
ايمانه بالرجعة
كذاك الصحابي ابي الطفيل عامر بن وائلة كان يؤمن بالرجعة كما في المعارف لابن قتيبة، ومثله العديد من التابعين كأبي حمزة الثمالي والأصبغ بن نباته كما في ترجمتهم لدى الجمهور.
ورد في صحيح مسلم: (... حدّثنا سفيان قال: كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر، فلمّا أظهر ما أظهر اتّهمه الناس في حديثه وتركه بعض الناس، فقيل له: وما أظهر؟ قال: الإيمان بالرجعة).
صحيح مسلم، ج 1، ص 15 ـ 16.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44. ( قال ابن عدي... وعامّة ما قذفوه به أنّه كان يؤمن بالرجعة...
قال جرير: لا أستحلّ أن أروي عنه، كان يؤمن بالرجعة...
قال سفيان: كان يؤمن بالرجعة...
وقال ابن قتيبة في كتابه (مشكل الحديث): كان جابر يؤمن بالرجعة ...
رفضه فكرة الخروج مع الثائرين العلويين
وهذا دليل على عدم انتمائه للزيدية .
روى مسلم في صحيحه ، ج 1 – ص16 : (وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال سمعت رجلا سأل جابرا عن قوله عز وجل فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فقال جابر لم يجئ تأويل هذه. قال سفيان وكذب فقلنا لسفيان وما أراد بهذا فقال إن الرافضة تقول ان عليا في السحاب فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء يريد عليا أنه ينادى أخرجوا مع فلان يقول جابر فذا تأويل هذه الآية وكذب كانت في اخوة يوسف )
بعيدا عن أحكام سفيان بحق جابر، فهو يروي عنه : ( فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء) وطبيعي أن جابرا، يأخذ عن إمامه الباقر ع ، فلا شك انه أخذ هذا القول عن الإمام الباقر ع الذي علمه الكثير ، قال ابن ابي الرجال : ( ولقد ذكر الذهبي أن جابر الجعفي حفظ عن الباقر سبعين ألف حديث ) مطلع البدور، ج1 ص 110
روى محمد بن علي بن الحسن الكوفي العلوي : ( عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول : لا يخرج أحد على هشام إلا قتله. قال : فلما قدم زيد بن علي ذكرت له ذلك ، فقال عليه السلام : صدق أخي، ولكني لم أجدني يسعني عند الله جل اسمه أن يشرك بالله شيئا عند هشام ولا أغيره )
انظر : تسمية من روى عن الإمام زيد من التابعين، محمد بن علي بن الحسن الكوفي العلوي ( ت 445هـ) تحقيق صالح عبدالله قربان ، ص 49 ـــ 50
لم يخرج جابر( ت 128هـ) فيمن خرجوا مع زيد ع ( ت 121هـ) ولا شك إنه استند لأحاديث إمامه الباقر ع، ( لا يخرج أحد على هشام إلا قتله ) وكانت نظريته التي أخذها من إمامه : (( فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء)
ملاحظة : يحاول بعض السذج من بعض الفرق الزعم بأن العباسيين أوجدوا نظرية الانتظار للإمام الثاني عشر ليثبطوا الناس عن الخروج مع الثورات، في حين إن مصادر المخالفين من الجمهور تذكر هذه العقيدة عن رجالات الإمامية كجابر الجعفي، مع أنه لا مصلحة للجمهور بذكر تلك العقيدة.
فهذا الاعتقاد الامامي كان موجودا قبل نشوء الدولة العباسية سنة 132هـ، وجابر الذي اعتقد ذلك توفي قبل تأسيس تلك الدولة بأربع سنين، فمن قلة العقل الاصرار على ذاك القول السمج !
كرامة جابر على الله
( وقال عثمان بن أبي شيبة: حدّثني أبي عن جدي، قال: كنت آتيه في وقتٍ ليس فيه فاكهةٌ ولا قثاءٌ ولا خيارٌ، فيذهب إلى بساتين له في داره فيجئ بقثاء وخيار فيقول: كُلْ، فوالله ما زرعته... )
هذه شهادة من خصومه، ينبغي التأمل بها مليا ! وهي تدل على إيمانه واطلاعه على بعض الاسرار الخاصة التي كانت لدى الأئمة ع.
الخلاصة : اعتقاد جابر بإمامة الباقر ع واشاعة عقديته هذه وعدم ردع الباقر ع له، وسلامه على المهدي ع وتبريه من ظلمة أهل البيت ع، وعدم خروجه مع الثائرين العلويين يدل على قدم تلك الإعتقادات، لا أنها مخترعة في العصور اللاحقة، وتدل كذلك على اعتقاد الإمام الباقر ع بها وقبوله لها، وإلا لردعه الإمام ونهاه عن تلك الإعتقادات، وهذا ما لا وجود له في تراث المسلمين قاطبة، مع ملاحظة أن مصدر هذه الحقائق هي كتب المخالفين ، وذكرها عنهم مدعاة للتصديق بعد أن اعتاد بعض الناس على الشك من قلة دينهم وفهمهم .
المقال للاخ المستبصر مروان خليفات
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممن أخذ جابر بن يزيد الجعفي عقائده التي كانت سببا لهجران أهل الحديث له كما سيأتي؟!
هل يمكن أن يكون أوجدها بنفسه ؟ وهذا لايمكن ادعاءه، ام أنه أخذها عن رجالات الشيعة في عصره؟
كيف ذاك وهو من كبار الأصحاب ومعلمه هو الإمام الباقر ع ؟
إذا علمنا أن جابرا كان يذكر الباقر ع بوصي الأوصياء، ندرك بسهولة أن الباقر ع هو قدوته ومعلمه وملهمه، فلم يأتي جابر بشيء من عنده ، إنما أخذ كل ذلك عن إمامه الباقر ع.
قول جابر بإمامة الباقر ع
(قال الحميدي أيضاً: سمعت رجلاً يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله: حدثني وصي الأوصياء؟ فقال سفيان: هذا أهونه... )
تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44. الضعفاء للعقيلي ، ج ١، ص ١٩٤
وقريب منه في رجال الكشي بسند صحيح : (حمدويه ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الحميد بن أبي العلا ، قال : دخلت المسجد حين قتل الوليد ، فإذا الناس مجتمعون قال : فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول : حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي عليه السلام ، قال : فقال الناس : جن جابر جن جابر )
اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي )، ج ٢، الشيخ الطوسي، ص ٢١
قوله وصي الأوصياء كما في نقل العقيلي وعنه ابن حجر يعبر عن اعتقاد جابر بامامة الباقر ع والسند لا خدش فيه .
اعتقاده بالمهدي وسلامه عليه
( وقال إسحاق بن موسى سمعت أبا جميلة يقول: قلت لجابر الجعفي: كيف تسلّم على المهدي؟ قال: إن قلت لك كفرت... )
تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44.
مع أن المهدي ع لم يكن مولودا أنذاك، ولكنها أدبيات الإمامية التي تشبع بها جابر وأخذها عن الباقر ع ، وليس في الفرق من يسلم على المهدي ع إلا الإمامية.
تبريه من الظالمين
( وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول : جابر الجعفي رافضيٌّ يشتم أصحاب النبي)
تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44.
من يتكلم بحقائق عن بعض المنحرفين من أصحاب النبي كمعاوية مثلا فهو شتام عند القوم !
ايمانه بالرجعة
كذاك الصحابي ابي الطفيل عامر بن وائلة كان يؤمن بالرجعة كما في المعارف لابن قتيبة، ومثله العديد من التابعين كأبي حمزة الثمالي والأصبغ بن نباته كما في ترجمتهم لدى الجمهور.
ورد في صحيح مسلم: (... حدّثنا سفيان قال: كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر، فلمّا أظهر ما أظهر اتّهمه الناس في حديثه وتركه بعض الناس، فقيل له: وما أظهر؟ قال: الإيمان بالرجعة).
صحيح مسلم، ج 1، ص 15 ـ 16.
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب، ج 2، ص 41 – 44. ( قال ابن عدي... وعامّة ما قذفوه به أنّه كان يؤمن بالرجعة...
قال جرير: لا أستحلّ أن أروي عنه، كان يؤمن بالرجعة...
قال سفيان: كان يؤمن بالرجعة...
وقال ابن قتيبة في كتابه (مشكل الحديث): كان جابر يؤمن بالرجعة ...
رفضه فكرة الخروج مع الثائرين العلويين
وهذا دليل على عدم انتمائه للزيدية .
روى مسلم في صحيحه ، ج 1 – ص16 : (وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال سمعت رجلا سأل جابرا عن قوله عز وجل فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فقال جابر لم يجئ تأويل هذه. قال سفيان وكذب فقلنا لسفيان وما أراد بهذا فقال إن الرافضة تقول ان عليا في السحاب فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء يريد عليا أنه ينادى أخرجوا مع فلان يقول جابر فذا تأويل هذه الآية وكذب كانت في اخوة يوسف )
بعيدا عن أحكام سفيان بحق جابر، فهو يروي عنه : ( فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء) وطبيعي أن جابرا، يأخذ عن إمامه الباقر ع ، فلا شك انه أخذ هذا القول عن الإمام الباقر ع الذي علمه الكثير ، قال ابن ابي الرجال : ( ولقد ذكر الذهبي أن جابر الجعفي حفظ عن الباقر سبعين ألف حديث ) مطلع البدور، ج1 ص 110
روى محمد بن علي بن الحسن الكوفي العلوي : ( عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول : لا يخرج أحد على هشام إلا قتله. قال : فلما قدم زيد بن علي ذكرت له ذلك ، فقال عليه السلام : صدق أخي، ولكني لم أجدني يسعني عند الله جل اسمه أن يشرك بالله شيئا عند هشام ولا أغيره )
انظر : تسمية من روى عن الإمام زيد من التابعين، محمد بن علي بن الحسن الكوفي العلوي ( ت 445هـ) تحقيق صالح عبدالله قربان ، ص 49 ـــ 50
لم يخرج جابر( ت 128هـ) فيمن خرجوا مع زيد ع ( ت 121هـ) ولا شك إنه استند لأحاديث إمامه الباقر ع، ( لا يخرج أحد على هشام إلا قتله ) وكانت نظريته التي أخذها من إمامه : (( فلا نخرج مع من خرج من ولده حتى ينادى مناد من السماء)
ملاحظة : يحاول بعض السذج من بعض الفرق الزعم بأن العباسيين أوجدوا نظرية الانتظار للإمام الثاني عشر ليثبطوا الناس عن الخروج مع الثورات، في حين إن مصادر المخالفين من الجمهور تذكر هذه العقيدة عن رجالات الإمامية كجابر الجعفي، مع أنه لا مصلحة للجمهور بذكر تلك العقيدة.
فهذا الاعتقاد الامامي كان موجودا قبل نشوء الدولة العباسية سنة 132هـ، وجابر الذي اعتقد ذلك توفي قبل تأسيس تلك الدولة بأربع سنين، فمن قلة العقل الاصرار على ذاك القول السمج !
كرامة جابر على الله
( وقال عثمان بن أبي شيبة: حدّثني أبي عن جدي، قال: كنت آتيه في وقتٍ ليس فيه فاكهةٌ ولا قثاءٌ ولا خيارٌ، فيذهب إلى بساتين له في داره فيجئ بقثاء وخيار فيقول: كُلْ، فوالله ما زرعته... )
هذه شهادة من خصومه، ينبغي التأمل بها مليا ! وهي تدل على إيمانه واطلاعه على بعض الاسرار الخاصة التي كانت لدى الأئمة ع.
الخلاصة : اعتقاد جابر بإمامة الباقر ع واشاعة عقديته هذه وعدم ردع الباقر ع له، وسلامه على المهدي ع وتبريه من ظلمة أهل البيت ع، وعدم خروجه مع الثائرين العلويين يدل على قدم تلك الإعتقادات، لا أنها مخترعة في العصور اللاحقة، وتدل كذلك على اعتقاد الإمام الباقر ع بها وقبوله لها، وإلا لردعه الإمام ونهاه عن تلك الإعتقادات، وهذا ما لا وجود له في تراث المسلمين قاطبة، مع ملاحظة أن مصدر هذه الحقائق هي كتب المخالفين ، وذكرها عنهم مدعاة للتصديق بعد أن اعتاد بعض الناس على الشك من قلة دينهم وفهمهم .
المقال للاخ المستبصر مروان خليفات