اللهم صل على محمد وآل محمد
ومن موجبات التوفيق، التوسل بالإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)..
فالمؤمن علاقته بإمامه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هي علاقة القيادة: فهو خليفة الله -تعالى- في هذا العصر، وهو السبب المتصل بين الأرض والسماء، وهو مبلغ الأحكام، ومفسر القرآن، وهو الذي نحشر تحت لوائه يوم القيامة..
لذا، المؤمن يجب أن يعيش هذه القيادة، ويكون وفياً لإمام زمانه (عجل الله تعالى فرجه)، فـ(بيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء).. لئن كان الفيض نزل على مريم (عليها السلام) على يد زكريا (عليه السلام)، فالفيض في هذا العصر، على يد صاحب العصر والزمان..
المؤمن يجب أن يتحدث معه؛ فهو عين الله الناظرة..
ونحن عندما نتوجه للنبي وآل النبي (صلى الله عليه وآله)، نتوجه إليهم على أنهم عبيد لله (عز وجل).. والله -تعالى- أكرمهم بهذه الكرامة، يقول تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}؛ فاستغفار الرسول (صلى الله عليه وآله)، جُعل في سياق المغفرة الإلهية..
مثلاً: بالنسبة إلى قبض الروح، التي هي حركة مهمة في هذا الوجود، يقول تعالى في كتابه الكريم: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}؛ فهو المتوفي، وفي آية أخرى يقول: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}..
إذن، هو المتوفي، وملك الموت أيضاً متوفي.. ولكن الفارق: هو أن رب العالمين أصيل، وملك الموت وكيل.. فشفاء المريض وغيره أين، وقبض الأرواح أين؟..
وعليه، فإنه إذا كان الله -تعالى- يقضي الحاجات بالأصالة، ما المانع أن يقضي النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الحاجات بالوكالة؟..
فالذي مكن عزرائيل (عليه السلام) من نفوس الأنبياء، كيف لا يعطي لأئمتنا حق الشفاعة في شفاء مريض، وقضاء حوائج الخلق؟!..
فهذا دون مقاماتهم!..
----------------
الشيخ حبيب الكاظمي (حفظه الله)
تعليق