العقل يستقل في استحسانه للمسامحة ، والعرف والدين والقانون الوضعي .. كلها تنظر الى المسامحة والعفو والصفح على أنها من محاسن الأخلاق ومراقي درجات الفضائل والمكارم ..
تعجبني ايضاً المقولة التي تنصّ على أن ( المسامحة ليس منّة وهبة من أحد ) ، فهي وإن كان صاحبها يستحق الشكر والعرفان الا أنها واجب اجتماعي وخُلق ينبغي أن يصبح أهمّ صفة للتعايش بين أفراد الجماعات والأمم والشعوب ..
منفعتها متبادلة بين الطرفين ولها عوائد ايجابية على كل من المتسامحيَن ، ولصاحب الحق بينهما الحظ الأوفر من تلك العوائد .. فالكل يخطأ بحق الكل ولا يستطيع أحد ان يبرّىء نفسه من الخطأ وإن اختلفت مستويات ودرجات الخطأ بين هذا وذاك ..
ان تُسامح بمعنى انك تغلّب عقلك على هواك ، وحلمك على غضبك ، بمعنى انك تدير قواك وغرائزك وملكاتك جيدا ، ولك المقدرة الكاملة عليها ، فالعفو عند المقدرة كما قيل .
المسامحة إطالة للعمر ، عنه صلى الله عليه وآله ( من كثر عفوه مدّ في عمره ) بحار الأنوار, ج 72 ص 359 ، وعزّ في الدنيا ، عنه ص وآله ( العفو لا يزيد العبد إلّا عزّاً فاعفوا يعزّكم الله ) مستدرك الوسائل, ج 7 ص 160 ، وجنّة في الآخرة ، عنه ص وآله ( تجاوزوا عن ذنوب الناس يدفع الله عنكم بذلك عذاب النّار ) ميزان الحكمة, ج 3 ص 2013 .
المسامحة مغنمة ، وضربة شاطر ، ونصر لا يعقبه خذلان .. قال تعالى ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ال عمران ١٣٤ ، وقال تعالى ( .. وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور ٢٢
#يوم_عرفة
#يوم_التوبة
تعليق