جاء عمر بن الخطّاب بطريقة جديدة غير التي ابتكرها الخليفة الأوّل; إنّ هذه الطريقة لا تمتاز بكونها مخالفة للإسلام وللقوانين العالمية فحسب، بل للذوق البشري أيضاً .
فمثلاً طريقة اختيار وانتخاب الرئيس في الدول الديمقراطية يتمّ بإشراك الجماهير كلّها ومن ثمّ يتمّ فرز الأصوات ، بشكل دقيق وتحت المراقبة للحيلولة دون احتواء الموقف أو التزوير أو الاحتيال . .
وأمّا المرشّحون للرئاسة فإنّ كلّ حزب يرشِّح واحداً وهكذا يتمّ التنافس الإيجابي إلى أن يفوز بها من يجمع أكثر الأصوات ، وهكذا الأمر في المجالس
النيابيّة أو البلديات وأكثر من ذلك فإنّ المستبدّين إذا أرادوا أن يسيطروا على الانتخابات ويعيِّنوا الرئيس بالقوّة ، فإنّهم يمارسون استبدادهم ضمن الانتخابات لا أنّهم يلغونها أو يحرمون الناس من حقّ المشاركة ، فيعملون مثلاً على تزييف الانتخابات بشكل أو بآخر وهذا يعني حرصهم على إقامة الانتخابات الحرّة وإشراك الجماهير فيها وإن كانت صوريّة .
ولكن عندما نأتي إلى الشورى التي أقامها عمر بن الخطّاب وهي طريقته الجديدة لاستخلاف الذي بعده ، نجد أنّ الشورى العمرية لا هي موافقة لسيرة وسُنّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أنّها موافقة للانتخابات الديمقراطية الحقيقيّة أو الصوريّة ، بل هي حالة ثالثة جديدة أشبه بالخُنثى .
فقد ذكر المؤرِّخون أنّ عمر بن الخطّاب لمّا طُعن جاءه بعض الناس وقالوا له : لو استخلفت؟ فقال : لو كان أبو عبيدة ابن الجرّاح حيّاً استخلفته فإن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : إنّه أمين هذه الاُمّة ، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً استخلفته فإن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : إنّ سالماً شديد الحبّ لله ، فقال له رجل : أدلّك عليه ، عبدالله بن عمر فقال : . . . كيف أستخلف رجلاً عجز عن طلاق امرأته .
ثمّ قال عمر : وانظر فإن استخلفت فقد استخلف مَن هو خيرٌ منّي وإن أترك فقد ترك من هو خيرٌ منّي ولن يضيع الله دينه ، فخرج القوم من عنده ثمّ عادوا إليه فقالوا : لو عهدت عهداً؟ فقال : كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأُولّي رجلاً أمرَكم هو أحراكم أن يحملكم على الحقّ وأشار إلى عليّ(عليه السلام)
ثمّ غيّر رأيه فقال : عليكم هؤلاء الرهط الذين قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّهم
من أهل الجنّة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ولست مدخله ولكن الستّة : عليّ وعثمان وعبد الرحمن وسعد بن أبي وقّاص والزبير وطلحة فليختاروا منهم رجلاً
ثمّ إنّه عاب هؤلاء الستّة!! فأقبل على سعد بن أبي وقّاص فقال : إنّما أنت صاحب مِقنَب (جماعة الخيل) من هذه المقانب تقاتل به وصاحب قنص وقوس وأسهم وما زُهرة والخلافة وأمور الناس!
ثمّ أقبل على عبد الرحمن فقال : فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح . . ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك وما زهرة وهذا الأمر ، ثمّ أقبل على عليّ(عليه السلام) فقال : لله أنت لولا دعابة فيك أما والله لئن ولّيتهم لتحملنّهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء ، ثمّ أقبل على عثمان فقال : هيهاً إليك كأنّي بك قد قلّدتك قريش هذا الأمر لحبّها إيّاك فحملت بني اُميّة وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفيء
وأمّا طلحة فقد مات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ساخطاً عليك للكلمة التي قلتها يوم أُنزلت آية الحجاب ، حيث قال طلحة : ما الذي يُغنيه حجابهنّ اليوم وسيموت غداً فننكحهنّ ولمّا وصل هذا الكلام لمسامع النبيّ تأثّر كثيراً وغضب على طلحة إلى أن مات .
ثم قال عمر لأبي طلحة الأنصاري: يا أبا طلحة، إن الله طالما أعز بكم الإسلام فاختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ، وإن رضي ثلاثة رجال وثلاثة رجال فحكموا عبد الله بن عمر ، فإن لم يرضوا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع فيه الناس
فهذه هي الشورى العمرية وهي مختزلة في كلمة واحدة: إما أن توافق وإلا قتلناك.
فمثلاً طريقة اختيار وانتخاب الرئيس في الدول الديمقراطية يتمّ بإشراك الجماهير كلّها ومن ثمّ يتمّ فرز الأصوات ، بشكل دقيق وتحت المراقبة للحيلولة دون احتواء الموقف أو التزوير أو الاحتيال . .
وأمّا المرشّحون للرئاسة فإنّ كلّ حزب يرشِّح واحداً وهكذا يتمّ التنافس الإيجابي إلى أن يفوز بها من يجمع أكثر الأصوات ، وهكذا الأمر في المجالس
النيابيّة أو البلديات وأكثر من ذلك فإنّ المستبدّين إذا أرادوا أن يسيطروا على الانتخابات ويعيِّنوا الرئيس بالقوّة ، فإنّهم يمارسون استبدادهم ضمن الانتخابات لا أنّهم يلغونها أو يحرمون الناس من حقّ المشاركة ، فيعملون مثلاً على تزييف الانتخابات بشكل أو بآخر وهذا يعني حرصهم على إقامة الانتخابات الحرّة وإشراك الجماهير فيها وإن كانت صوريّة .
ولكن عندما نأتي إلى الشورى التي أقامها عمر بن الخطّاب وهي طريقته الجديدة لاستخلاف الذي بعده ، نجد أنّ الشورى العمرية لا هي موافقة لسيرة وسُنّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أنّها موافقة للانتخابات الديمقراطية الحقيقيّة أو الصوريّة ، بل هي حالة ثالثة جديدة أشبه بالخُنثى .
فقد ذكر المؤرِّخون أنّ عمر بن الخطّاب لمّا طُعن جاءه بعض الناس وقالوا له : لو استخلفت؟ فقال : لو كان أبو عبيدة ابن الجرّاح حيّاً استخلفته فإن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : إنّه أمين هذه الاُمّة ، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً استخلفته فإن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : إنّ سالماً شديد الحبّ لله ، فقال له رجل : أدلّك عليه ، عبدالله بن عمر فقال : . . . كيف أستخلف رجلاً عجز عن طلاق امرأته .
ثمّ قال عمر : وانظر فإن استخلفت فقد استخلف مَن هو خيرٌ منّي وإن أترك فقد ترك من هو خيرٌ منّي ولن يضيع الله دينه ، فخرج القوم من عنده ثمّ عادوا إليه فقالوا : لو عهدت عهداً؟ فقال : كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأُولّي رجلاً أمرَكم هو أحراكم أن يحملكم على الحقّ وأشار إلى عليّ(عليه السلام)
ثمّ غيّر رأيه فقال : عليكم هؤلاء الرهط الذين قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّهم
من أهل الجنّة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ولست مدخله ولكن الستّة : عليّ وعثمان وعبد الرحمن وسعد بن أبي وقّاص والزبير وطلحة فليختاروا منهم رجلاً
ثمّ إنّه عاب هؤلاء الستّة!! فأقبل على سعد بن أبي وقّاص فقال : إنّما أنت صاحب مِقنَب (جماعة الخيل) من هذه المقانب تقاتل به وصاحب قنص وقوس وأسهم وما زُهرة والخلافة وأمور الناس!
ثمّ أقبل على عبد الرحمن فقال : فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك لرجح . . ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك وما زهرة وهذا الأمر ، ثمّ أقبل على عليّ(عليه السلام) فقال : لله أنت لولا دعابة فيك أما والله لئن ولّيتهم لتحملنّهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء ، ثمّ أقبل على عثمان فقال : هيهاً إليك كأنّي بك قد قلّدتك قريش هذا الأمر لحبّها إيّاك فحملت بني اُميّة وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفيء
وأمّا طلحة فقد مات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ساخطاً عليك للكلمة التي قلتها يوم أُنزلت آية الحجاب ، حيث قال طلحة : ما الذي يُغنيه حجابهنّ اليوم وسيموت غداً فننكحهنّ ولمّا وصل هذا الكلام لمسامع النبيّ تأثّر كثيراً وغضب على طلحة إلى أن مات .
ثم قال عمر لأبي طلحة الأنصاري: يا أبا طلحة، إن الله طالما أعز بكم الإسلام فاختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ، وإن رضي ثلاثة رجال وثلاثة رجال فحكموا عبد الله بن عمر ، فإن لم يرضوا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع فيه الناس
فهذه هي الشورى العمرية وهي مختزلة في كلمة واحدة: إما أن توافق وإلا قتلناك.
تعليق