1) روى العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفي سنة 654 هـ عن جدّه الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي ، وباسناده عن محمد بن السائب الكلبي ، عن ابي صالح قال:
دخل ضرار بن ضمرة على معاوية ، فقال له : يا ضرار صف لي عليّاً ، فقال : أو تعفني ، قال : لا أعفيك قالَها مراراً .
فقال ضرار : أما اِذ لا بُد ، فكان والله بعيد المدَى ، شديد القوى ، يقول فَصلا، ويَحكم عَدلا ، يتفَجّرُ العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يَستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستَأنس باللّيل وظلمته .
كان والله غزير الدمعة كثير الفكرة ، يُقَلِّب كَفّهُ ويُخاطِبُ نفسه ، يُعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جَشُب .
كان والله كأحدنا ، يُجيبنا اذا سأَلناه ، ويبتدءنا اذا أتيناه ويَأتينا اذا دعَوناه ، ونحنُ والله مع قربه منّا ودُنوّه الينا لا نكلِّمهُ هيبةً له ، ولا نبتديه لعظمه ، فاِن تبسّم فعن مثل اللُؤلؤ المنظوم . يعظّم أهل الدين ، ويُحبّ المساكين ، لا يطمع القَويٌ في باطله ، ولا ييأَس الضعيف من عدَله ، فاشَهَدُ بالله لقَد رأيته في بعض مواقفه ليلةً ، وقد ارخى الليل سجوفه ، وغارَت نجومه ، وقد مثل قائماً في محرابه ، قابضاً على لحيته ، يتمَلمَلُ تَململُ السليم ، ويَبكي بكاء الحزين ، وكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا غرّي غيري ، اَبي تَعرّضْتِ اَم اِلَي تَشَوّقْت ، هيهات هيهات قد أبَنَتُكِ ثلاثاً لا رجعَةَ لي فيك ، فعُمركِ قصير ، وعشيكِ حَقير ، وخطرك كبير ، آه من قلّة الزاد وبُعد السفر ووَحشة الطريق .
قال : فذرفت دموع معاوية على لحيته فلم يملك رَدّها وهو يُنَشفها بكمِّهِ ، وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال معاوية : رحم الله أبا حَسَن ، فقد كان والله كذلك ، فكيفَ حُزنك عليه يا ضرار ؟
فقال : حُزن من ذُبحَ ولدها في حجرها فلا ترقَأ عبرتها ولا يَسكُن حُزنها( تذكرة الخواص : 118 . ورواه الحافظ ابن حجر في «الصواعق المحرقة» (ص131 ـ 132) .
دخل ضرار بن ضمرة على معاوية ، فقال له : يا ضرار صف لي عليّاً ، فقال : أو تعفني ، قال : لا أعفيك قالَها مراراً .
فقال ضرار : أما اِذ لا بُد ، فكان والله بعيد المدَى ، شديد القوى ، يقول فَصلا، ويَحكم عَدلا ، يتفَجّرُ العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يَستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستَأنس باللّيل وظلمته .
كان والله غزير الدمعة كثير الفكرة ، يُقَلِّب كَفّهُ ويُخاطِبُ نفسه ، يُعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جَشُب .
كان والله كأحدنا ، يُجيبنا اذا سأَلناه ، ويبتدءنا اذا أتيناه ويَأتينا اذا دعَوناه ، ونحنُ والله مع قربه منّا ودُنوّه الينا لا نكلِّمهُ هيبةً له ، ولا نبتديه لعظمه ، فاِن تبسّم فعن مثل اللُؤلؤ المنظوم . يعظّم أهل الدين ، ويُحبّ المساكين ، لا يطمع القَويٌ في باطله ، ولا ييأَس الضعيف من عدَله ، فاشَهَدُ بالله لقَد رأيته في بعض مواقفه ليلةً ، وقد ارخى الليل سجوفه ، وغارَت نجومه ، وقد مثل قائماً في محرابه ، قابضاً على لحيته ، يتمَلمَلُ تَململُ السليم ، ويَبكي بكاء الحزين ، وكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا غرّي غيري ، اَبي تَعرّضْتِ اَم اِلَي تَشَوّقْت ، هيهات هيهات قد أبَنَتُكِ ثلاثاً لا رجعَةَ لي فيك ، فعُمركِ قصير ، وعشيكِ حَقير ، وخطرك كبير ، آه من قلّة الزاد وبُعد السفر ووَحشة الطريق .
قال : فذرفت دموع معاوية على لحيته فلم يملك رَدّها وهو يُنَشفها بكمِّهِ ، وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال معاوية : رحم الله أبا حَسَن ، فقد كان والله كذلك ، فكيفَ حُزنك عليه يا ضرار ؟
فقال : حُزن من ذُبحَ ولدها في حجرها فلا ترقَأ عبرتها ولا يَسكُن حُزنها( تذكرة الخواص : 118 . ورواه الحافظ ابن حجر في «الصواعق المحرقة» (ص131 ـ 132) .
تعليق