تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول امير المؤمنين علي عليه السلام ..
[صلّ اللّهمّ على الدليل إليك في الليل الأليل، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول وعلى آله الطيبين الأخيار، المصطفَين الأبرار].
ويقول كذالك :
🔸 "وَكُلَّمَا كَانَتِ اَلْبَلْوَى وَاَلاِخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ اَلْمَثُوبَةُ وَاَلْجَزَاءُ أَجْزَلَ"
🔸 وهذه العبارة تُبيّن قاعدة عامّة جليّة للغاية، بالطبع فإنّ بعض الامتحانات هي أسهل من غيرها، فالامتحانات اليسيرة تكون إجاباتها سهلة أيضاً ولا تستدعي مكافأة كبيرة، ولا قيمة لهذه الامتحانات إلّا لمن هو ضمن هذا المستوى من المعرفة
🔹 فامتحان الصفّ الأوّل له أهميّة بالنسبة لتلامذة الصفّ الأوّل فقط ولا قيمة له بالنسبة لتلامذة الصفوف الأعلى.
🔹 فكلّما كان الامتحان أصعب حازت نتيجته والمثوبة المُستحصلة بموجبه أهميّة أكبر.
🔸 فالنبي الأكرم صلّى اللّٰه عليه وآله خاض امتحانات أيضاً، لكن ما كان يحصل عليه على ضوء الإمتحان هو أنْفَسُ من كلّ ما نعرف في هذا العالم.
🔸 فلا يسعنا أنْ نُدرك بعقولنا ما أعطاه اللّٰه تعالى لنبيّه من ثواب في مقابل إنجاز واجباته.
🔹 فاختبارات النبي الأعظم صلّى اللّٰه عليه وآله تفوق حتّى اختبارات إبراهيم الخليل عليه السلام،
( الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول).
فمن المُمكن -إلى حدٍ ما- التوصّل إلى فهم أهميّة امتحانات إبراهيم عليه السلام، غير أنّ هناك بعض الامتحانات الدقيقة التي لا يتوصّل البعض حتّى إلى فهم أهميّتها!
🔹 فإبراهيم -مثلاً- قد خضع لإلقائه في النار بكلّ رضاً ورغبة، لكنّ الامتحان الأصعب كان اقتراح جبرائيل عليه مساعدته: "هل لك من حاجة؟" وقد كان إبراهيم عليه السلام في تلك اللحظة يطير في الهواء بين السماء والأرض بعد قذفه بالمنجنيق وعلى وشك السقوط في النار.
🔸 فكان ردّه على جبرائيل: "أمّا إليكَ فلا".
🔸 فهذا الإمتحان يفوق في الأهميّة سقوطه في النار أو حتّى ذبح ولده، والأهميّة تكمن في أن لا يرجو الإنسان في مثل هذه اللحظات إلّا اللّٰه ولا يتّكل على أيّ أحد سواه.
💥 فأمثال هذه الاختبارات قد تعرّض لها نبيّنا الكريم صلّى اللّٰه عليه وآله بكثرة لكنه ثابت القدم .