استعملت لفظة المولى في القرآن الكريم في اللغة في معان عديدة :
1 ـ فقد وردت بمعنى (الأولى) في تفسير قوله تعالى : { فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}(21) .
واختاره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه في القرآن (المجاز) ، في تفسيره الآية المتقدمة ، واستشهد ببيت لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها(22)
وقال به الزجاج والفراء أيضاً .
2 ـ ووردت بمعنى المتصرف بالأمر في تفسير قوله تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ}(23) .
قال الفخر الرازي في تفسيره ناقلا عن القفال :
هو مولاكم : سيدكم والمتصرف فيكم(24) .
3 ـ وردت بمعنى المتولي في الأمر في تفسير قوله تعالى :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}(25) كما اختاره أبو العباس(26) .
4 ـ وردت بمعنى الناصر في تفسير قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}(27) كما ذكر ذلك الشيخ المفيد(قدس سره)(28) وفسر لفظ المولى بمعنى الولي أيضاً كما عن الحاكم الحسكاني(29) .
5 ـ ووردت بمعنى الوارث كما في تفسير قوله تعالى : { وَلِكُلّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ . . .}(30) «وقال السدي : إنّ الموالي بمعنى الورثة وهو أقواها»(31) .
6 ـ ووردت بمعنى الصاحب في تفسير قوله تعالى : { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}(32) كما اختاره الطبرسي في تفسيره(33) .
7 ـ ووردت بمعنى المالك كما في تفسير قوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ}(34) .
كما أشار إليه ابن الجوزي في تذكرته(35) .
8 ـ وجاءت بمعنى العبد ، وقيل : ابن العم(36) في تفسير قوله تعالى :
{ادْعُوهُمْ لاِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ}(37) .
9 ـ ووردت بمعنى ابن العم ، قال الفضل بن العباس في ذلك :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرون لنا ماكان مدفونا(38)
10 ـ ووردت بمعنى الحليف ، حيث قال الشاعر :
موالي حلف لاموالي قرابة *** لكن قطينا يسألون الاتاويا(39)
11 ـ ووردت بمعنى الربّ ومنه قول القائل :
«وقد وكلكم إلى المولى الكافي» أي الرب(40) .
12 ـ ووردت بمعنى السيد ، فقد ورد في مجمع البحرين : «وتنكيل المولى بعبده بأن يجذع أنفه»(41) .
وقال الخليل الفراهيدي :
والموالي بنو العم ، والموالي من أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) من يحرم عليه الصدقة .
والمولى : المعتق والحليف والولي(42) .
والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما ، يُقال في معنى الفاعل أي الموالي وفي معنى المفعول أي الموالي يُقال للمؤمن هو ولي الله ولم يرد مولاه(43) .
وقد يُقال : بأنه إذا كان النبي(صلى الله عليه وآله) أراد أن ينصب علياً إماماً للمسلمين من بعده ، فلماذا لم يذكر ذلك بلفظ يكون نصّاً في المعنى ، فلا يقع النزاع بعد ذلك؟
والجواب
إنّ حديث الغدير وماتقدمه من كلام وما تأخر عنه يدل دلالة واضحة على مراد النبي(صلى الله عليه وآله) في تعيين علياً إماماً بعده ، فإذا أمكن النقاش في دلالة حديث الغدير; ودعوى عدم وضوحه في إفادة المعنى ، فإنه يمكن النقاش في كل نص يرد لا يحتمل معنى آخر غير معنى الإمامة على تقدير صدوره من النبي(صلى الله عليه وآله) كما ردّ طلب النبي ـ وهو على فراش الموت ـ في أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا من بعده أبداً ، حيث رفض عمر بن الخطاب ذلك الطلب وقال : إنّ الرجل ليهجر(44) أو غلب عليه الوجع كما روى ذلك البخاري بسنده عن عبيدالله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي(صلى الله عليه وآله) وجعه قال : أئتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده قال عمر : إنّ النبي(صلى الله عليه وآله)غلب عليه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال(صلى الله عليه وآله) : قوموا عني ولا ينبغي عندنا النزاع ، فخرج ابن عباس يقول : الرزيئة كل الرزيئة ماحال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبين كتابه(45) .
وفي رواية أخرى روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله(صلى الله عليه وآله) وفي البيت رجال فقال النبي(صلى الله عليه وآله) : هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، فقال بعضهم : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله(46) .
هذه أهم موارد استعمال لفظة (المولى) التي جاءت في القرآن الكريم وفي كلمات العرب وشعرهم ، ولكن علماء الحديث والعقائد ذكروا للفظ المولى معان أُخر غير التي ذكرناها ، فقد ذكر ابن الجوزي : أن علماء العربية قالوا : إن لفظة المولى ترد على عشرة وجوه وهي :
الأول : المالك ، ومنه قوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} .
أي على مالك رقه .
والثاني : بمعنى المولى المعتق بكسر التاء .
والثالث : بمعنى المعتق بفتح التاء .
والرابع : بمعنى الناصر ومنه قوله تعالى :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} .
أي لا ناصر لهم .
والخامس : بمعنى ابن العم قال الشاعر :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
وقال آخر :
هم الموالي حتفوا علينا وإنا من لقائهم لزور
وحكى صاحب الصحاح عن أبي عبيدة أن قائل هذا البيت عني بالموالي بني العم ، قال : وهو كقوله تعالى :
{ثم يخرجكم طفلا} .
والسادس : الحليف قال الشاعر :
موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الاتاويا
يقول هم حلفاء لا أبناء عم قال في الصحاح وأما قول الفرزدق :
ولو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى موالينا
فلأنّ عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين ، وهم حلفاء بني عبدشمس ابن عبدمناف ، والحليف عند العرب مولى ، وإنما نصب المواليا لأنه رده إلى أصله للضرورة ، وإنما لم ينون مولى لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف .
والسابع : المتولي لضمان الجريرة وحيازة الميراث ، وكان ذلك في الجاهلية ثم نسخ بآية المواريث .
والثامن : الجار وإنما سمي به لماله من الحقوق بالمجاورة .
والتاسع : السيد المطاع وهو المولى المطلق قال في الصحاح : كل من ولي أمر أحد فهو وليه .
والعاشر : بمعنى الأولى ، قال الله تعالى : { فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ} أي أولى بكم(47) .
وقال أبو بكر محمد بن القاسم الانباري في كتابه في القرآن المعروف بـ (المشكل) :
«والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام :
المنعم ، المعتق ، والمعتق بالفتح ـ ، والاولى بالشيء والجار ، وابن العم ، والصهر والحليف ، وقد استشهد على كل قسم من أقسام المولى بشيء من الشعر»(48) وجعلها شيخنا الامين(قدس سره)في غديره سبعة وعشرين معنى(49) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(21) سورة الحديد : 16 .
(22) الشافي 2 : 177 .
(23) سورة الحج : 78 .
(24) تفسير الرازي 6 : 210 .
(25) سورة محمد : 11 .
(26) الغدير 1 : 367 .
(27) سورة محمد : 11 .
(28) عدة رسائل : 186 للشيخ المفيد .
(29) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 2 : 174 .
(30) النساء : 33; راجع تفسير الميزان 4 : 363 .
(31) التبيان في تفسير القرآن 3 : 186 .
(32) سورة الدخان : 42 .
(33) مجمع البيان 9 : 101 .
(34) سورة النحل : 76 .
(35) تذكرة الخواص : 37 .
(36) مجمع البيان 7 : 528 .
(37) سورة الاحزاب : 5 .
(38) التبيان في تفسير القرآن 3 : 187 .
(39) تذكرة الخواص : 38 .
(40) البداية والنهاية 6 : 334 .
(41) مجمع البحرين 4 : 373 .
(42) كتاب العين 8 : 365 ، للخليل الفراهيدي .
(43) مفردات غريب القرآن : 523 .
(44) على ماأخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة كما روى ذلك ابن أبي الحديد 2 : 20 ، طبعة مصر راجع كتاب الفصول المهمة في تأليف الأمة ، للسيد شرف الدين : 105 .
(45) صحيح البخاري 1 : 37 .
(46) صحيح البخاري 5 : 137 .
(47) تذكرة الخواص : 37 ـ 38 .
(48) الشافي 2 : 181 .
(49) راجع الغدير 1 : 362 .
1 ـ فقد وردت بمعنى (الأولى) في تفسير قوله تعالى : { فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}(21) .
واختاره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه في القرآن (المجاز) ، في تفسيره الآية المتقدمة ، واستشهد ببيت لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها(22)
وقال به الزجاج والفراء أيضاً .
2 ـ ووردت بمعنى المتصرف بالأمر في تفسير قوله تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ}(23) .
قال الفخر الرازي في تفسيره ناقلا عن القفال :
هو مولاكم : سيدكم والمتصرف فيكم(24) .
3 ـ وردت بمعنى المتولي في الأمر في تفسير قوله تعالى :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}(25) كما اختاره أبو العباس(26) .
4 ـ وردت بمعنى الناصر في تفسير قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ}(27) كما ذكر ذلك الشيخ المفيد(قدس سره)(28) وفسر لفظ المولى بمعنى الولي أيضاً كما عن الحاكم الحسكاني(29) .
5 ـ ووردت بمعنى الوارث كما في تفسير قوله تعالى : { وَلِكُلّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ . . .}(30) «وقال السدي : إنّ الموالي بمعنى الورثة وهو أقواها»(31) .
6 ـ ووردت بمعنى الصاحب في تفسير قوله تعالى : { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}(32) كما اختاره الطبرسي في تفسيره(33) .
7 ـ ووردت بمعنى المالك كما في تفسير قوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ}(34) .
كما أشار إليه ابن الجوزي في تذكرته(35) .
8 ـ وجاءت بمعنى العبد ، وقيل : ابن العم(36) في تفسير قوله تعالى :
{ادْعُوهُمْ لاِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ}(37) .
9 ـ ووردت بمعنى ابن العم ، قال الفضل بن العباس في ذلك :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تظهرون لنا ماكان مدفونا(38)
10 ـ ووردت بمعنى الحليف ، حيث قال الشاعر :
موالي حلف لاموالي قرابة *** لكن قطينا يسألون الاتاويا(39)
11 ـ ووردت بمعنى الربّ ومنه قول القائل :
«وقد وكلكم إلى المولى الكافي» أي الرب(40) .
12 ـ ووردت بمعنى السيد ، فقد ورد في مجمع البحرين : «وتنكيل المولى بعبده بأن يجذع أنفه»(41) .
وقال الخليل الفراهيدي :
والموالي بنو العم ، والموالي من أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) من يحرم عليه الصدقة .
والمولى : المعتق والحليف والولي(42) .
والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما ، يُقال في معنى الفاعل أي الموالي وفي معنى المفعول أي الموالي يُقال للمؤمن هو ولي الله ولم يرد مولاه(43) .
وقد يُقال : بأنه إذا كان النبي(صلى الله عليه وآله) أراد أن ينصب علياً إماماً للمسلمين من بعده ، فلماذا لم يذكر ذلك بلفظ يكون نصّاً في المعنى ، فلا يقع النزاع بعد ذلك؟
والجواب
إنّ حديث الغدير وماتقدمه من كلام وما تأخر عنه يدل دلالة واضحة على مراد النبي(صلى الله عليه وآله) في تعيين علياً إماماً بعده ، فإذا أمكن النقاش في دلالة حديث الغدير; ودعوى عدم وضوحه في إفادة المعنى ، فإنه يمكن النقاش في كل نص يرد لا يحتمل معنى آخر غير معنى الإمامة على تقدير صدوره من النبي(صلى الله عليه وآله) كما ردّ طلب النبي ـ وهو على فراش الموت ـ في أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا من بعده أبداً ، حيث رفض عمر بن الخطاب ذلك الطلب وقال : إنّ الرجل ليهجر(44) أو غلب عليه الوجع كما روى ذلك البخاري بسنده عن عبيدالله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي(صلى الله عليه وآله) وجعه قال : أئتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده قال عمر : إنّ النبي(صلى الله عليه وآله)غلب عليه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال(صلى الله عليه وآله) : قوموا عني ولا ينبغي عندنا النزاع ، فخرج ابن عباس يقول : الرزيئة كل الرزيئة ماحال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبين كتابه(45) .
وفي رواية أخرى روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله(صلى الله عليه وآله) وفي البيت رجال فقال النبي(صلى الله عليه وآله) : هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، فقال بعضهم : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله(46) .
هذه أهم موارد استعمال لفظة (المولى) التي جاءت في القرآن الكريم وفي كلمات العرب وشعرهم ، ولكن علماء الحديث والعقائد ذكروا للفظ المولى معان أُخر غير التي ذكرناها ، فقد ذكر ابن الجوزي : أن علماء العربية قالوا : إن لفظة المولى ترد على عشرة وجوه وهي :
الأول : المالك ، ومنه قوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} .
أي على مالك رقه .
والثاني : بمعنى المولى المعتق بكسر التاء .
والثالث : بمعنى المعتق بفتح التاء .
والرابع : بمعنى الناصر ومنه قوله تعالى :
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ} .
أي لا ناصر لهم .
والخامس : بمعنى ابن العم قال الشاعر :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
وقال آخر :
هم الموالي حتفوا علينا وإنا من لقائهم لزور
وحكى صاحب الصحاح عن أبي عبيدة أن قائل هذا البيت عني بالموالي بني العم ، قال : وهو كقوله تعالى :
{ثم يخرجكم طفلا} .
والسادس : الحليف قال الشاعر :
موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الاتاويا
يقول هم حلفاء لا أبناء عم قال في الصحاح وأما قول الفرزدق :
ولو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى موالينا
فلأنّ عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين ، وهم حلفاء بني عبدشمس ابن عبدمناف ، والحليف عند العرب مولى ، وإنما نصب المواليا لأنه رده إلى أصله للضرورة ، وإنما لم ينون مولى لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف .
والسابع : المتولي لضمان الجريرة وحيازة الميراث ، وكان ذلك في الجاهلية ثم نسخ بآية المواريث .
والثامن : الجار وإنما سمي به لماله من الحقوق بالمجاورة .
والتاسع : السيد المطاع وهو المولى المطلق قال في الصحاح : كل من ولي أمر أحد فهو وليه .
والعاشر : بمعنى الأولى ، قال الله تعالى : { فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ} أي أولى بكم(47) .
وقال أبو بكر محمد بن القاسم الانباري في كتابه في القرآن المعروف بـ (المشكل) :
«والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام :
المنعم ، المعتق ، والمعتق بالفتح ـ ، والاولى بالشيء والجار ، وابن العم ، والصهر والحليف ، وقد استشهد على كل قسم من أقسام المولى بشيء من الشعر»(48) وجعلها شيخنا الامين(قدس سره)في غديره سبعة وعشرين معنى(49) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(21) سورة الحديد : 16 .
(22) الشافي 2 : 177 .
(23) سورة الحج : 78 .
(24) تفسير الرازي 6 : 210 .
(25) سورة محمد : 11 .
(26) الغدير 1 : 367 .
(27) سورة محمد : 11 .
(28) عدة رسائل : 186 للشيخ المفيد .
(29) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 2 : 174 .
(30) النساء : 33; راجع تفسير الميزان 4 : 363 .
(31) التبيان في تفسير القرآن 3 : 186 .
(32) سورة الدخان : 42 .
(33) مجمع البيان 9 : 101 .
(34) سورة النحل : 76 .
(35) تذكرة الخواص : 37 .
(36) مجمع البيان 7 : 528 .
(37) سورة الاحزاب : 5 .
(38) التبيان في تفسير القرآن 3 : 187 .
(39) تذكرة الخواص : 38 .
(40) البداية والنهاية 6 : 334 .
(41) مجمع البحرين 4 : 373 .
(42) كتاب العين 8 : 365 ، للخليل الفراهيدي .
(43) مفردات غريب القرآن : 523 .
(44) على ماأخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة كما روى ذلك ابن أبي الحديد 2 : 20 ، طبعة مصر راجع كتاب الفصول المهمة في تأليف الأمة ، للسيد شرف الدين : 105 .
(45) صحيح البخاري 1 : 37 .
(46) صحيح البخاري 5 : 137 .
(47) تذكرة الخواص : 37 ـ 38 .
(48) الشافي 2 : 181 .
(49) راجع الغدير 1 : 362 .
تعليق