✨ الشبهة :
يقول المخالفون ان حديث الغدير لا يدل على اكثر من وجوب النصرة والمحبة لامير المؤمنين عليه السلام ولا يدل على الامامة
الجواب :
اولا : انه لا ننكر ان كلمة المولى لها اكثر من معنى احدها الناصر والمحب و و لكن كل هذه المعاني لا تصلح لتكن مرادة للحديث الشريف لانها معلومة بالضرورة بين المسلمين فمن لا يعلم ان عليا عليه السلام ينصره ومن لا يعلم انه يجب محبته
فمن القرائن الحالية والمقالية يعلم انه لا يريد النبي صلى الله عليه واله من هذا اللفظ الا ان الامام اولى منا بأنفسنا بقرينة انه صلى الله عليه واله قال قبل ذلك : " الست اولى منكم بأنفسكم " فهذه المقدمة لم يقلها النبي صلى الله عليه واله عبثا بل وطأ لقوله بعد ذلك " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " وفي لفظ اخر " من كنت وليه فعلي وليه " فالنبي صلى الله عليه واله بنص العبارة قرن بين ولايته وولاية الامام علي عليه السلام حيث جعلها بنفس المرتبة وولاية النبي صلى الله عليه واله علينا انه اولى منا بأنفسنا فتثبت نفس الولاية لامير المؤمنين عليه السلام انه اولى منا بأنفسها ، وما يزيد الامر تأكيدا ان النبي صلى الله عليه واله انما كان يتكلم عن الخلافة وعن كونه صلى الله عليه واله سيفارق هذه الامة عن قريب .
ففي الحديث الصحيح :
لما رجعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن حجةِ الوداعِ ونزلَ بغديرِ خُمّ أمرَ بدوْحاتٍ فقمِمْنَ ثم قال كأنّي قد دُعيتُ فأجبتُ إني قد تركتُ فيكُم الثقلينِ أحدهما أكبرُ من الآخرَ كتابُ اللهِ عز وجل وعتْرتِي أهل بيتي فانظروا كيفَ تخلفُونِي فيهما فإنّهما لن يتفرّقَا حتى يردَا علي الحوضَ ثم قال إن الله عز وجلَ مولاي وأنا وَلِيّ كل مؤمنٍ ثم أخذَ بيد عليّ فقال من كنتُ وليّهُ فهذا وليّه اللهمّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ فقلت لزيدٍ سمعتَهُ من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال ما كانَ في الدوحاتِ أحدٌ إلا رآهُ بعينيهِ وسمع بأذنيهِ
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 5/18 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
ومن الردود الجميلة ما في كتاب المراجعات للسيد شرف الدين :
يقول مخاطبا اهل الخلاف :
(( لو سألكم فلاسفة الأغيار عما كان منه يوم غدير خم فقال : لماذا منع تلك الألوف المؤلفة يومئذٍ عن المسير (1) ؟ وعلام حبسهم في تلك الرمضاء بهجير ؟
وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر ؟ ولم أنزلهم جميعـاً في ذلك العراء على غير كلاء ولا ماء ؟ ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون ليبلِّغ الشاهد منهم الغائب ، وما المقتضى لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه ؟ إذ قال : (( يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني لمسؤول وإنكم لمسؤولون )) ، وأي أمر يسأل النبي(صلى الله عليه وآله)وسلم عن تبليغه ؟ وتسأل الأمـة عن طاعتها فيه ، ولماذا سألهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ؟ … قالوا : بلى ، ولماذا أخذ حينئذٍ على سبيل الفور بيد علي فرفعها إليه حتى بان بياض إبطيـه ، فقال : (( يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين )) ولماذا فسر كلمته ( وأنا مولى المؤمنين ) بقوله : وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ ولماذا قال بعد هذا التفسير : ((فمن كنـت مولاه ، فهـذا علي مولاه . اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله )) ؟ ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها لا أئمة الحق ، وخلفاء الصدق ؟
ولماذا قرن العتـرة بالكتـاب ، وجعلهم قدوة لأولي الألبـاب؟ وفيم هذا الاهتمـام العظيـم من هذا النبي الكريم ؟ وما المهمة التي احتاجت إلى كل هذه المقدمات ؟ …وما الشيء الذي أمره الله بتبليغه ؟ … وأي مهمة استوجبت من الله التأكيد ، واقتضت الحض على تبليغها بما يشبه التهديد ؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة بتبليغه ويحتاج إلى عصمة الله ؟
أكنتم – بجدك لو سألكم عن هذا كله – تجيبونه بأن الله عز وجل ورسوله(عليه السلام) إنما أرادا بيان نصرة علي للمسلمين وصداقته لهم ليس إلا ؟ ما أراكم ترتضون هذا الجواب ، ولا أتوهم أنكم ترون مضمونه جائز على رب الأرباب ولا على سيد الحكمـاء وخاتم الرسل والأنبيـاء ، وأنتم أجل من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها وعزائمه بأسرها إلى تبيين شيء بيّن لا يحتاج إلى بيان ولا شك ، أنكم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء أو ينتقدها الفلاسفة والحكماء … ))
ثانيا : ان البكرية عندما يواجهون كلمة ولي ومولى فان كانت في حق امير المؤمنين عليه السلام صرفوها الى المحبة والنصرة دون غيرها واذا كانت في حق ابي بكر وعمر صرفوها الى الامامة !!! فيا ليت شعري اليس هذا كيل بمكيالين اوليس هذا نصب لوصي سيد المرسلين
جاء في صحيح مسلم (5/ 151) عن عمر :
(( ... قَالَ فَلَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا وَلِىُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجِئْتُمَا تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ وَيَطْلُبُ هَذَا مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ». فَرَأَيْتُمَاهُ كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ تُوُفِّىَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا وَلِىُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَوَلِىُّ أَبِى بَكْرٍ فَرَأَيْتُمَانِى كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّى لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ فَوَلِيتُهَا .. )) .
فعند المخالفين ان ابو بكر وعمر اذا استعملا لفظ الولي فمعناه الخلافة والامارة لكن اذا استعمله النبي صلى الله عليه واله ودلل عليه بالقرائن المقالية والحالية الكثيرة التي لا تقبل النقاش فانها تعني مجرد المحبة التي يعلمها الجميع ولا حاجة لها فيلزم العبثية في كلام النبي صلى الله عليه واله والعياذ بالله .
تعليق