اغتنام الفرص..
إن المؤمن صَيادُ الفُرص، لأنها تَمُر مرّ السِحاب، ومن تلك الفرص:
1. العشرة الأخيرة من شَهر رمضان المُبارك.
2. العَشرة الأولى من شَهرِ ذي الحِجّة.
3. أيام مُحرم الحرام.
4. أسبوع الولاية.
أسبوع الولاية..
إن هذا الأسبوع هو أغلى أسبوعٍ في السَنة!.. لذا فإن المؤمنين ينتظرونه طِوالَ العام؛ فهو يتضمن مناسبات مهمة جداً؛ ألا وهي: عيد الغدير، ويوم المباهلة، والتصدق بالخاتم، ونزول سورة ﴿هل أتى﴾؛ كُلُ هذا في أسبوعٍ واحد، يا لَهُ من أسبوعٍ مُبارك!.. فمن أرادَ أن يقوم بِعَمل، أو بمشروع، أو بزيجة؛ فإن أفضل أسبوعٍ في العام لتنفيذه مثل هذه الأمور؛ هو هذا الأسبوع المُبارك!..
أولأً: عيد الغدير..
إن أسبوع الولاية هو ذلك الأسبوع الذي يبدأ بعِيد الغَدير الأغَر، يقول تعالى في سورة “المائدة”: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾؛ فعِيدُ الغَدير أعظمُ الأعياد؛ وذلك لأنَّ عِيد الفطر هو احتفال بانتهاءِ فَرع من فروع الدٍين، وعِيد الأضحى أيضاً مُتعلق بفرعٍ من فروع الدِين وهو الحَج؛ أما عيد الغَدير فهو مُتعلق بأصلٍ من أصول الدِين، إذ:
1. لولا الغَدير لَما بَدأ خَط الإمامة.
2. لولا الغَدير لما قامَ الحُسين (عليه السلام) بما قامَ به.
3. لولا الغدير لما كُنّا اليَوم على مأدبةِ ومائدة إمامنا الحُجة (عليه السلام).
إن يَوم الغَدير لَم يَكُن تنصيباً لأمير المؤمنين (عليه السلام) فحَسب؛ وإنّما كان تأسيساً لخَط الولاية؛ فالأئمة الاثنا عَشَر في يَوم الغَدير أصبحوا ولاةَ الأمر في هذهِ الأمّة، والقضية قضية رياضية واضحة: النَبي (صلی الله عليه) رفعَ يَدَ أمير المؤمنين (عليه السلام) وجَعلهُ ولياً على هذهِ الأُمّة، وأميرُ المؤمنين جعل هذه الولاية في ولده الحَسَن (عليهِ السلام)، والحسن جعلها في أخيه إلى التسعة المعصومين من ذُرية الحُسينِ (عليهم السلام).
ثانياً” يوم المباهلة..
إن المُباهلة أيضاً حدثت في أسبوع الولاية، وهيَّ قَضية قُرآنية وليست روائية، يقول تعالى في سورة “آل عمران”: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾.
ثالثاً: التصدق بالخاتم..
أي عندما تَصدَقَ الإمام علي (عليه السلام) بِخاتمه، يقول تعالى في سورة “المائدة”: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾، هذهِ الاية نَزَلت في التصدقِ بالخاتم.
رابعاً: نزول سورةِ ﴿هَلْ أَتَى﴾..
إن هذهِ السورة مرتبطة بعَلي والزهراء (عليهما السلام)، كما أن سورة “الفَجر” مرتبطةٌ بسَيد الشُهداء (عليه السلام) باعتبار الآية الأخيرة ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾، هذهِ السورة -سورة “الدَهر” أو “الإنسان”- مرتبطةٌ أيضاً بالولاية.
تعليق