![]() بسم الله الرحمن الرحيم ميثم بن يحيى التمار، من خواص اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن صفوتهم، بل من حواريه، وقد علمه عليه السلام من العلم حسب استعداده وقابليته وأخبره بالاسرار الخفية والأخبار الغيبة، وكان ميثم يخبر بتلك الاخبار في بعض الاحيان. ويكفي في فضله قوله لابن عباس: اسئلني ما بدا لك من تفسير القرآن فاني قد قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلام فعلمني تأويله، وابن عباس لم يستنكف من هذا الامر بل قام وجاء بقلم ودواة كي يكتب ما يقوله ميثم. ميثم العالم الزاهد: وكان رحمه الله من الزهاد، وممن يبست عليهم جلودهم من العبادة والزهد، وروي عن أبي خالد التمار قال: كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرومان، قال: فخرج فنظر الى الريح، فقال: شدوا برأس سفينتكم ان هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة. قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبد الله ما الخبر؟ قال: الناس على أحسن الحال، توفي أمير المؤمنين (معاوية) وبايع الناس يزيد، قلت: أي يوم توفي؟ قال: يوم الجمعة. صحبته مع الأمير: روى الشهيد الاول محمد بن مكي رضوان الله عليه عن ميثم عليه الرحمه قال ما مضمونه: أخرجني أمير المؤمنين عليه السلام معه في بعض الليالي من الكوفة فذهبنا الى مسجد الجعفي، فاستقبل القبلة وصلى أربع ركعات فلما سلم وسبح بسط يديه وقال: «الهي كيف أدعوك وقد عصيتك وكيف لا أدعوك وقد عرفتك وحبك في قلبي مكين، مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة وعيناً بالرجاء ممدودة، الهي انت مالك العطايا وانا أسير الخطايا... إلخ». ثم سجد عليه السلام ووضع جبهته على التراب وقال مائة مرة «العفو، العفو...» ثم قام وخرج من المسجد فلحقته حتى وصلنا الى الصحراء فخط لي خطا وأمرني أن لا اخرج منه وكان ليلاً مظلماً جداً، فقلت في نفسي: تركت مولاك في هذه الصحراء القفرة مع كثرة اعدائه فما عذرك لدى الله ورسوله، فو الله لأذهب في أثره وأحرسه وان كنت مخالفاً لأمره. فخرجت اطلب مولاي فوجدته مدخلاً رأسه ونصف بدنه الشريف في جوف بئر ويتكلم معه ويحدثه، فلما أحس بي قال: من انت؟ قلت: ميثم، قال: ألم آمرك أن لا تتجاوز الخط؟ قلت: يامولاي خشيت عليك من الاعداء فلم أملك نفسي فخرجت في أثرك. قال: هل سمعت ما كنت أقوله: قلت: لا يا مولاي، فقال: يا ميثم وفي الصدر لبانات اذا ضاق لها صدري نكت الارض بالكف وأبديت له سري فمهما تنبت الارض فذاك النبت من بذري. الإسم والكنية: يقول العلامة المجلسي في جلاء العيون ان الشيخ الكَشي والشيخ المفيد وغيرهما روى: ان ميثم التمار كان عبداً لامرأة من بني أسد فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها فأعتقه، فقال له: ما اسمك؟ فقال: سالم، فقال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله ان اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم، قال: صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين والله انه لأسمي، قال: فارجع الى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالماً. أخبار بالمستقبل: فرجع الى ميثم واكتنى بأبي سالم، فقال له علي عليه السلام ذات يوم: انك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فاذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً، فيخضب لحيتك، فانتظر ذاك الخضاب، وتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها فأراه اياها. وفي رواية أخرى ان أمير المؤمنين عليه السلام قال له: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني امية الى البراءة مني؟ فقال يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك، قال: اذن والله يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فذاك في الله قليل، فقال: ياميثم اذاً تكون معي في درجتي. فكان ميثم يأتيها (أي النخلة) فيصلي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت... ، وكان يلقي عمرو بن حريث فيقول له: اني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد. ميثم في مكة المكرمة: وحج في السنة التي خرج فيها الحسين عليه السلام من المدينة الى مكة ثم الى كربلاء، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها فقالت: من انت؟ قال: انا ميثم، قالت: والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يذكرك ويوصي بك علياً في جوف الليل. فسألها عن الحسين عليه السلام فقالت: هو في حائط له، قال: أخبريه اني قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند رب العالمين ان شاء الله، فدعت وطيبت لحيته، فقال لها: أما والله لئن دهنتيها لتخضبن فيكم بالدماء، فقالت أم سلمة: كثيراً ما رأيت الحسين عليه السلام يذكرك، فقال ميثم: انا كذلك أذكره كثيراً واني مستعجل وقد قدر لي وله أمراً لابد من الوصول اليه، فلما خرج رأى ابن عباس جالساً فقال له: يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن فاني قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلام وعلمني تأويله. فطلب ابن عباس دواة وقرطاس فأقبل يكتب، فقال له ميثم: يا ابن عباس كيف بك اذا رأيتني مصلوباً تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم بالمطهرة؟ فقال له: وتكهن أيضاً؟ وخرق الكتاب، فقال له ميثم: مه احفظ بما سمعت مني فان بك ما أقول لك حقاً امسكته وان يك باطلاً حرقته. العودة الى الكوفة: فلما فرغ من الحج توجه الى الكوفة وكان يقول لعريف الكوفة قبل خروجه الى مكة: يا فلان كأني بك وقد دعاك دعي بني اميه ابن دعيها فيطلبني منك اياماً، فاذا قدمت عليك ذهبت بي اليه حتى يقتلني على باب عمرو بن حريث، فلما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة أرسل الى العريف وسأله عن احوال ميثم، قال له: قد ذهب الى الحج، فقال له: والله لئن لم تأتني به قتلتك، فأجله أجلاً وخرج العريف الى القادسية ينتظر قدومه. اللقاء بابن زياد: فلما قدم أخذه الى ابن زياد فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند علي عليه السلام قال: ويحكم هذا الأعجمي؟ قيل له: نعم، قال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد لكل ظالم وانت أحد الظلمة، فقال له إبن زياد: أتجرأ أن تتكلم هكذا؟ تبرأ من أبي تراب، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرأ من علي بن أبي طالب، فقال له: فان أنا لم أفعل؟ قال: اذاً والله لأقتلك، قال: لقد أخبرني مولاي انك ستقتلني مع تسعة أخر على باب عمرو بن حريث. قال ابن زياد، لنخالفنه كي يظهر كذبه، قال ميثم: كيف تخالفه فو الله ما أخبر الا عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه وأين هو من الكوفة وانا اول خلق الله ألجم في الاسلام. المختار الثقفي وميثم والشهادة: فحبسه وحبس المختار معه، فقال له ميثم: انك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الذي يقتلنا، فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول اني مجاورك، فأمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره. فجعل ميثم يحدث بفضائل أهل البيت عليهم السلام ومثالب بني أمية وما سيصيبهم من القتل والانقراض، فقيل لابن زياد، قد فضحكم هذا العبد فقال: ألجموه، فألجموه كي لا يتكلم فجاءه في اليوم الثالث لعين بيده حربتين وهو يقول: أما والله لقد كنت ما علمتك لا قوّاماً صوّاماً، ثم طعنه في خاصرته فأجافه ثم انبعث منخراه دماً في آخر النهار، فخضب لحيته بالدماء وذهب طائر روحه الى رياض الجنان وقد استشهد قبل قدوم الامام الحسين عليه السلام الى العراق بعشرة ايام. وروي أيضاً انه لما توفي ميثم جاء سبعة من التمارين في ليلة اليه والحراس يحرسونه لكن الله تعالى حجب أعينهم فأخذوه ودفنوه جنب نهر وأرسلوا الماء عليه، ففحص الجند عنه فلم يجدوه. والسلام عليه ناصراً ومجاهداً ومظلوماً وشهيداً. موقع الشيرازي نت |
||||||||||||
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
22 من شهر ذي الحجة الحرام ذكرى شهادة ميثم التمار
تقليص
X
-
22 من شهر ذي الحجة الحرام ذكرى شهادة ميثم التمار
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
أوّل من أُلجم في الإسلام ميثم بن يحيى التمار (رضوان الله تعالى عليه)
الحمدُ للهِ منزلِ الكتابِ ومجري السحابِ وهازمِ الأحزاب، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيزِ الوهابِ أنعم بالطاعات وأثاب، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا محمدٌ رسول الله وآله (صلوات الله عليه وعليهم) أولي الألبابِ، ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم المآبِ.
أمَّا بعد فإن بقاء الدين الإلهي على مر العصور مرتهن على ما تقدم في سبيله من تضحيات مقدسة، وعند تتبعنا للمدَّة الزمنية التي كان فيها أهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام) آنذاك، نراهم قد تسابقوا مع خيرة الصحابة على شرف نيل وسام الشهادة، كما هو معروف في التاريخ.
ومن هؤلاء الشهداء (الصحابي ميثم التمار) (رضوان الله تعالى عليه)، وهو من أجل أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، ومن الأركان التابعين، قُتِل في حب الإمام علي وأولاده (عليهم السلام)، صلبه الدعي بن الدعي، عبيد الله بن زياد بن أبيه لعنه الله، وكان الإمام الباقر (عليه السلام) يحبُّه حبًّا شديدا[1].
أطلعه الإمام علي (عليه السلام) على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية، فكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك فيه قوم من أهل الكوفة، وينسبون للإمام عليٍّ (عليه السلام) إلى المخرقة والإيهام والتدليس[2].
وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يميز ميثم بنفيس العلوم ويطلعه على الأسرار حتى أنّه كان يذكر له دوماً ما يصنعه به ابن زياد من فظيع الأعمال وهو يقول: «هذا في اللَّه قليل»، وكان يصحبه أحياناً عند المناجاة في الخلوات، وعند خروجه في الليل إلى الصحراء فيستمع ميثم منه الأدعية والمناجاة[3].
ويعد التمار (رضوان الله تعالى عليه) من أعاظم الشهداء في التشيّع، نزل الكوفة، وله بها ذرية، كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه الإمام علي (عليه السلام) منها وأعتقه وقال له: ما اسمك؟ قال: سالم، قال: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ميثم، قال: صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين، والله إنه لاسمي، قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودع سالما، فرجع ميثم واكتنى بأبي سالم، فقال له الإمام علي (عليه السلام) ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دما فتخضب لحيتك، وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها، وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت، ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد، ثم حج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة أم المؤمنين فقالت له: من أنت؟ قال: أنا ميثم فقالت: والله لربما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يذكرك ويوصي بك عليا، فسألها عن الحسين فقالت: هو في حائط له، فقال: أخبريه أنِّي قد أحببت السلام عليه فلم أجده، ونحن ملتقون عند رب العرش إن شاء الله تعالى، فدعت أم سلمة بطيب فطيبت لحيته فقالت له: أما إنها ستخضب بدم، فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد، فأدخل عليه فقيل له: هذا كان آثر الناس عند علي، قال: ويحكم هذا الأعجمي؟! فقيل له: نعم، فقال له: أين ربك؟ قال: بالمرصاد للظلمة وأنت منهم، قال: إنك على أعجميتك لتبلغ الذي تريد؟ أخبرني ما الذي أخبرك صاحبك أنِّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، وأنا أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، قال: لنخالفنه قال: كيف تخالفه؟ والله ما أخبرني إلا عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن الله، ولقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه، وأني أول خلق الله ألجم في الإسلام، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد، فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك، فلما أراد عبيد الله أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه، وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول لي: إني مجاورك، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، قال: ألجموه فكان أول من ألجم في الإسلام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما، وكان ذلك قبل مقدم الإمام الحسين (عليه السلام) العراق بعشرة أيام)[4].
لذلك يعد الصحابي ميثم التمار (رضوان الله عليه) من الصحابة الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل المحافظة على دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعوته، وفي سبيل تعزيز الصلة بين العباد وربهم، فبثوا لنا تراث النور والهداية، وها هو تراثهم يملئ شرق الأرض وغربها، على الرغم من كل محاولات طمس نورهم وإخفائه عن الناس، نجده يسطع متلألئا، وبشكل مطرد، منتظرا ظهور الإمام الثاني عشر، الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فكلما ازداد الظلم والجور، اقترب الوعد الحق بظهوره (عليه السلام). والحمد لله رب العالمين.
الهوامش:
[1] ينظر: مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني:2/160. [2] ينظر: بحار الأنوار، العلامة المجلسي:34/302. [3] ينظر: موسوعة طبقات الفقهاء: 1/537. [4] ينظر: الغارات، إبراهيم بن محمد الكوفي: 2/ 296-297.
- اقتباس
- تعليق
-
عن ميثم عليه الرحمه قال ما مضمونه: أخرجني أمير المؤمنين عليه السلام معه في بعض الليالي من الكوفة فذهبنا الى مسجد الجعفي، فاستقبل القبلة وصلى أربع ركعات فلما سلم وسبح بسط يديه وقال:
«الهي كيف أدعوك وقد عصيتك وكيف لا أدعوك وقد عرفتك وحبك في قلبي مكين، مددت إليك يداً بالذنوب مملوءة وعيناً بالرجاء ممدودة، الهي انت مالك العطايا وانا أسير الخطايا... إلخ».
ثم سجد عليه السلام ووضع جبهته على التراب وقال مائة مرة «العفو، العفو...» ثم قام وخرج من المسجد فلحقته حتى وصلنا الى الصحراء فخط لي خطا وأمرني أن لا اخرج منه وكان ليلاً مظلماً جداً، فقلت في نفسي: تركت مولاك في هذه الصحراء القفرة مع كثرة اعدائه فما عذرك لدى الله ورسوله، فو الله لأذهب في أثره وأحرسه وان كنت مخالفاً لأمره.
فخرجت اطلب مولاي فوجدته مدخلاً رأسه ونصف بدنه الشريف في جوف بئر ويتكلم معه ويحدثه، فلما أحس بي قال: من انت؟ قلت: ميثم، قال: ألم آمرك أن لا تتجاوز الخط؟ قلت: يامولاي خشيت عليك من الاعداء فلم أملك نفسي فخرجت في أثرك.
قال: هل سمعت ما كنت أقوله: قلت: لا يا مولاي، فقال: يا ميثم وفي الصدر لبانات اذا ضاق لها صدري نكت الارض بالكف وأبديت له سري فمهما تنبت الارض فذاك النبت من بذري.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق