إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ينتصرون " من كلمة " انتصار " في القرآن الكريم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ينتصرون " من كلمة " انتصار " في القرآن الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فأي مظلوم إذا لم يستطع أن يقف بوجه الظلم بمفرده، فعليه ألا يسكت، بل يستفيد من طاقات الآخرين والنهوض بوجه الظلم .

    وعمل الظالم يجب أن يسمى ب‍ (سيئة) إلا أن جزاءه وعقابه ليس (سيئة) وإذا وجدنا أن الآية عبرت عن ذلك بالسيئة فبسبب التقابل بالألفاظ واستخدام القرائن، أو أن الظالم يعتبرها (سيئة) لأنه يعاقب، أو يحتمل أن يكون استخدام لفظة (السيئة) لأن العقاب أليم ومؤذ، والألم والأذى بحد ذاته (سئ) بالرغم من أن قصاص الظالم ومعاقبته يعتبر عملا حسنا بحد ذاته.

    وهذا يشبه العبارة الواردة في الآية (194) من سورة البقرة: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله.

    على أية حاله، فإن هذه العبارة يمكن أن تكون مقدمة للعفو الوارد في الجملة التي بعدها، وكأنما تريد الآية القول: إن العقاب مهما كان فهو نوع من
    الأذى، وإذا ندم الشخص عندها يستحق العفو.
    لذا ففي مثل هذه الموارد ينبغي عليكم العفو، لأن فمن عفا وأصلح فأجره على الله.

    صحيح أنه فقد حقه ولم يحصل على شئ في الظاهر، إلا أنه بسبب عفوه، العفو الذي يعتبر أساس انسجام المجتمع والتطهر من الأحقاد وزيادة أواصر الحب وزوال ظاهرة الانتقام والاستقرار الاجتماعي، فقد تعهد الخالق بأن يعطيه من فضله الواسع، ويا لها من عبارة لطيفة (على الله) حيث أن الخالق يعتبر نفسه مدينا لمثل هؤلاء الأشخاص ويقول بأن أجرهم علي.

    وتقول الآية في نهايتها: إنه لا يحب الظالمين

    وقد تكون هذه الجملة إشارة إلى بعض الملاحظات :

    فأولا :
    قد يكون العفو بسبب أن الإنسان لا يستطيع أحيانا السيطرة على نفسه بدقة عند العقاب والقصاص، وقد يتجاوز الحد ويكون في عداد الظالمين.

    وثانيا :
    إن هذا العفو ليس بمعنى الدفاع عن الظالمين، لأن الله لا يحب الظالمين أبدا، بل إن الهدف هو هداية الضالين وتثبيت الأواصر الاجتماعية.

    وثالثا :
    إن الذين يستحقون العفو هم الذين يكفون عن الظلم ويندمون على ما ارتكبوه في الماضي، ويقومون بإصلاح أنفسهم، وليس للظالمين الذين يزدادون جرأة بواسطة هذا العفو.

    فالعفو يكون عندما يستطيع الإنسان الانتقام، وهذا يسمى العفو البناء، لأنه يمنح المظلوم المنتصر قابلية السيطرة على النفس وصفاء الروح، وأيضا يفرض على الظالم المغلوب إصلاح نفسه

    - وقد ورد في حديث عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: من كان أجره على الله فليدخل الجنة، فيقال: من ذا الذي أجره على الله؟
    فيقال: العافون عن الناس، فيدخلون الجنة بغير حساب " (1) .

    ----------------------------
    الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٥ - الصفحة ٥٦٠،٥٦١،٥٦٢ .
    1


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X