عن فضيل بن الزبير، قال: مرّ ميثم التمّار 1 على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي 2 عند مجلس بني أسد، فتحدّثا حتّى اختلف أعناق فرسيهما 3.
ثمّ قال حبيب: لكأنّي بشيخ أصلع، ضخم البطن، يبيع البطّيخ عند دار الرزق، قد صُلب في حُبّ أهل بيت نبيّه (عليه السلام)، يُبقر بطنه على الخشب.
فقال ميثم: و إنّي لأعرف رجلاً أحمر له صفيدتان4، يخرج لينصر ابن بنت نبيّه فيُقتل، و يُجال برأسه في الكوفة. ثمّ افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحداً أكذبُ من هذين.
قال: فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رُشيد الهجري 5 فطلبهما، فسأل أهل المجلس عنهما، فقالوا: افترقا و سمعناهما يقولان كذا و كذا.
فقال رُشيد: رحم الله ميثماً و نسي: و يُزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم، ثمّ أدبر.
فقال القوم: هذا والله أكذبهم.
فقال القوم: والله ما ذهبت الأيّام و الليالي حتّى رأيناه مصلوباً على دار عمرو بن حُريث، و جيء برأس حبيب بن مظاهر قد قُتل مع الحسين عليه السلام، و رأينا كلّ ما قالوا 6.
- 1. هو ميثم بن يحيى التمار، وُلد بمدينة النهروان بالعراق، و كان عبداً لامرأة من بني أسد، ثم أسلم فاشتراه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و أعتقه، فأصبح ملازماً لعلي عليه السلام ملازمة الظل صاحبه فكان يحذو خلفه حذو الفصيل أثر أمه، فاكتسب من علومه و معارفه ما لم يكتسبه إلا القلة من حواري الإمام عليه السلام.
- 2. حبيب بن مظاهر الاسدي ، أحد أصحاب الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف و له مواقف مشرفة ، يبعد قبره عن قبر الإمام الحسين عدة أمتار حيث ضريحه الآن ، و هو معروف.
- 3. كناية عن اقترابهما من بعضهما.
- 4. ظفيرتان.
- 5. رُشيد الهجري من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام، قُتل في حبّ علي عليه السلام، قتله ابن زياد لعنه الله.
- 6. اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، المولود بخراسان سنة: 385 هجرية، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة: 460 هجرية: 1 / 292، رقم: 133.
- مركز الإشعاع الإسلامي