ليلة الهرير

[ياراعي الجود]

وهي من أقسى ليالي الحرب وأشهرها في التاريخ حيث استمرّ القتال فيها من النهار إلى الليل ثمّ إلى مطلع الفجر بلا توقّف ولا استراحة فاقتتل الناس تلك الليلة كلّها إلى الصباح فتطاعنوا حتّى تقصّعت الرماح وتراموا حتّى نفد النبل وأخذوا السيوف وعليّ(عليه السلام) يسير فيما بين الميمنة والميسرة ويأمر كلّ كتيبة أن تقدم على التي تليها فلم يزل يفعل ذلك حتّى أصبح والمعركة كلّها خلف ظهره!! وكان الأشتر في الميمنة وابن عبّاس في الميسرة وأمير المؤمنين في القلب والناس يقتتلون من كلّ جانب ، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) كلّما قتل واحداً كبّر (الله أكبر) ليزيد من معنويات جيشه حتّى عدّت تكبيراته فكانت خمسمائة تكبيرة .
وقد ذكر ابن أعثم الكوفي في تاريخه أنّ المقتولين في ليلة الهرير فقط كانوا (36000) من الطرفين ، (4000) من أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) والبقيّة من جيش البغي ، ولمّا ارتفعت الشمس ارتفع النصر يلوح لأمير المؤمنين(عليه السلام)ووصلت طلائع جيشه إلى أواخر جيش معاوية وحسم الموقف وكاد أن ينتهي أهل الشام ومعاوية معهم .