إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من قصص جدتي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من قصص جدتي


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    تحكي أسطورة صينية أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا، فكانت كل صباح تحضر الورود وتضعها بجواره وهو نائم فإذا استيقظ وجدها
    حتى جاء الموت واختطف الابن.. حزنت السيدة حزنا شديدا لموته

    ولم تقطع عادتها فكانت كل صباح تحضر الورود وتضعها على قبر ابنها وتجلس تبكى

    وذات يوم ذهبت إلى حكيم القرية وطلبت أن يخبرها بوصفة ضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كانت أو صعبت

    أخذ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال لها حسنا احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا ، وبكل همة أخذت السيـدة تبحث فى بيوت القري عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا

    طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل

    ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن
    وأخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة وترك لها أربعة اطفال من البنات والبنين ولم تجد مصدرالإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبق منه إلا القليل، تأثرت السيدة وحاولت أن تخففج عنها الأحزان، وفى نهاية الزيارة صارتا صديقتين.
    وقبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر تبحث عن نفس المطلب ، ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة البيت أن زوجها مريض ، وليس عندها طعام لأطفالها منذ فترة ، فخطر ببالها أن تساعد هذه السيدة وذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعاما ورجعت إليها وساعدتها في طبخ وجبة للأطفال وأطعمتهم.
    وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت

    تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها ، ولم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا حتى تأخذ من أهله حبة الخردل ، وكانت كلما دخلت بيتا ساعدت أهله فى مشاكله وأفراحه ، وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ، نسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن ، ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها ، فالوصفة السحرية قد وجدتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية.
    الحكمة من هذه القصة
    أن الحياة لا تقف عند أحد ، أو لموت أحد مهما كان هذا الشخص .. نعم نحزن ونبكى وتظل ذكرى من فقدناهم شاخصة فى عقولنا وقلوبنا ، لكن مهما كان عظم هذا الحزن فإنه مع الأيام ينسى وتتلاشى الذكرى ، فقد وجدت الأم الثكلى فى هموم الناس وصفة رائعة للتغلب على مصيبة فقد ابنها .. تخلصت من الـ(أنا) فعاشت حياة سعيدة .. هذا ما نحتاجه الاندماج وتنحى الـ (أنا) والرأى الواحد، لكى يخرج كل واحد من أنانيته وفرض الرأى وعالمه الخاص، ويعطى للآخر مساحة من المشاركة فى الحزن والفرح والرأى .

    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X