بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
إنّ استجابة الدعاء من قبل الله تعالى, لا يكون إلّا من باب التلطف والرحمة بالعبد, فإذا استجيب له في حاجة, وأعطى ما لم يكن في مصلحته وصلاحه, فإنّ تلك الاستجابة والعطاء لا تعد لطفا ً أو رحمة, لأن العطاء في غير صلاح الإنسان مخالفة للطف والرحمة .
وإذا نسلم أنّ الإنسان عاجز عن تشخيص صلاحه لعدم قدرته على الإحاطة العلمية الشاملة والدقيقة لجميع ما فيه خيره وصلاحه, أو ضرره وفساده, حيث يقول تعالى : (( عسى أن تحبّوا شيئا ً وهو شرّاً لكم )) فإن الله يعطي الإنسان الدعاء ما فيه صلاحه, أما ما يطلبه وهو في غير صلاحه, فإنّ الله تبارك وتعالى يعوضه عنه غيره مما فيه صلاحه في هذه الدنيا, أو يدخّر له في الآخرة من الثواب والعطاء عوضا ً عمّا فاته في الدنيا (جاء في الكافي في باب من أبطأت عليه الإجابة قول الصادق (عليه السلام) : إنّ المؤمن ليدعو الله عزّوجل في حاجته, فيقول الله عزّوجل أخروا إجابته, شوقا ً إلى صوته ودعائه, فإذا كان يوم القيامة, قال الله عزّوجل : عبدي دعوتني فأخرت إجابتك, وثوابك كذا وكذا . ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا, قال : فيتمنّى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب " الكافي, ج 2, ص 490 ) .
ولربما يعترض إن الأمور التي فيها صلاح الإنسان على قسمين, القسم الأول حتمي, بينما القسم الثاني متوقف على الطلب والمسألة والدعاء . ولأنّ الإنسان لا يميز بين القسمين, فأنّ عليه أن يدعو, فإذا كان ما طلبه معلقا ً تحقيقه بالدعاء فإنّه سيحصل عليه, وإذا كان حتميا ً لا يحتاج إلى الدعاء, فسيحصل عليه, وإذا كان حتميا ً لا يحتاج إلى الدعاء, فسيحصل عليه, مع حصوله على ثواب الدعاء الذي يعتبر من أفضل القربات, ومن أقرب الوسائل التي تجعل للعبد مقام الحظوة عند الله تعالى .
ويحصل أحيانا أن يدعو الإنسان فيستجيب له الله تبارك وتعالى ولكن يأمر بتأخير حاجته ليدعو أكثر حتى يستحق عند الله المزيد من الفضل والإكرام والإنعام, كما تشير إلى ذلك أحاديث كثيرة ذكرها صاحب الكافي, حيث جاء عن الباقر (عليه السلام) إنّ الله يؤخّر حاجة مع إجابته له, حبا ً في سماع صوته ودعاءه,عن الصادق قوله (عليه السلام) :" إنّ العبد ليدعو فيقول عزوجل للملكين . قد استجيب له, ولكن احبسوه بحاجته, فأني أحب أن اسمع صوته " عن الكافي, ج 2, ص 489 ) .
--------------------
مركز الابحاث العقائدية
الجواب :
إنّ استجابة الدعاء من قبل الله تعالى, لا يكون إلّا من باب التلطف والرحمة بالعبد, فإذا استجيب له في حاجة, وأعطى ما لم يكن في مصلحته وصلاحه, فإنّ تلك الاستجابة والعطاء لا تعد لطفا ً أو رحمة, لأن العطاء في غير صلاح الإنسان مخالفة للطف والرحمة .
وإذا نسلم أنّ الإنسان عاجز عن تشخيص صلاحه لعدم قدرته على الإحاطة العلمية الشاملة والدقيقة لجميع ما فيه خيره وصلاحه, أو ضرره وفساده, حيث يقول تعالى : (( عسى أن تحبّوا شيئا ً وهو شرّاً لكم )) فإن الله يعطي الإنسان الدعاء ما فيه صلاحه, أما ما يطلبه وهو في غير صلاحه, فإنّ الله تبارك وتعالى يعوضه عنه غيره مما فيه صلاحه في هذه الدنيا, أو يدخّر له في الآخرة من الثواب والعطاء عوضا ً عمّا فاته في الدنيا (جاء في الكافي في باب من أبطأت عليه الإجابة قول الصادق (عليه السلام) : إنّ المؤمن ليدعو الله عزّوجل في حاجته, فيقول الله عزّوجل أخروا إجابته, شوقا ً إلى صوته ودعائه, فإذا كان يوم القيامة, قال الله عزّوجل : عبدي دعوتني فأخرت إجابتك, وثوابك كذا وكذا . ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا, قال : فيتمنّى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب " الكافي, ج 2, ص 490 ) .
ولربما يعترض إن الأمور التي فيها صلاح الإنسان على قسمين, القسم الأول حتمي, بينما القسم الثاني متوقف على الطلب والمسألة والدعاء . ولأنّ الإنسان لا يميز بين القسمين, فأنّ عليه أن يدعو, فإذا كان ما طلبه معلقا ً تحقيقه بالدعاء فإنّه سيحصل عليه, وإذا كان حتميا ً لا يحتاج إلى الدعاء, فسيحصل عليه, وإذا كان حتميا ً لا يحتاج إلى الدعاء, فسيحصل عليه, مع حصوله على ثواب الدعاء الذي يعتبر من أفضل القربات, ومن أقرب الوسائل التي تجعل للعبد مقام الحظوة عند الله تعالى .
ويحصل أحيانا أن يدعو الإنسان فيستجيب له الله تبارك وتعالى ولكن يأمر بتأخير حاجته ليدعو أكثر حتى يستحق عند الله المزيد من الفضل والإكرام والإنعام, كما تشير إلى ذلك أحاديث كثيرة ذكرها صاحب الكافي, حيث جاء عن الباقر (عليه السلام) إنّ الله يؤخّر حاجة مع إجابته له, حبا ً في سماع صوته ودعاءه,عن الصادق قوله (عليه السلام) :" إنّ العبد ليدعو فيقول عزوجل للملكين . قد استجيب له, ولكن احبسوه بحاجته, فأني أحب أن اسمع صوته " عن الكافي, ج 2, ص 489 ) .
--------------------
مركز الابحاث العقائدية
تعليق