إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأخلاق في القرآن الكریم- منشأ الإیمان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأخلاق في القرآن الكریم- منشأ الإیمان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بعد أن تـبیّن أن الایمان هو أساس‌ كل‌ القیم،‌ یطرح السؤال عن منشأ الایمان. وفي الجواب عن السؤال نقول: إن الایمان‌ أمر‌ قلبي، وفي الوقت نفسه اختیاري، وهو غیر العلم، فمن الممكن أن یحصل العلم للانسان بـشكل غـیر‌ اختیاري،‌ بینما لا یحصل الایمان عن هذا الطریق. ومن الممكن أن یعلم الانسان‌ شیئاً،‌ وهو كافر به في الوقت ذاته، وقد‌ جاء‌ في‌ قوله تعالی:

    ﴿وجحدوا بها واستیقنتها أنفسهم‌ ظلماً‌ وعلوّاً﴾

    ولمـا كـان الایمان فعلاً اختیاریاً مرتبطاً بالقلب، إذن یمكن وضعه في دائرة‌ الاخلاق، لان كل فعل اختیاري‌ ـ سواء كان‌ خاصاً‌ بالجوارح‌ أو بالجوانح ـ فإنه یندرج ضمن‌ موضوع‌ الأخلاق، لذلك یغدو مناسباً السؤال عن الدافع وراء الایمان.

    ونـجیب عـن‌ السؤال‌ بالقول: قد یكون الدافع هو العلم‌ بأن اللّه حق، وبأن‌ ثوابه‌ وعقابه أبدیان. وقد یتمثّل الدافع‌ في‌ السعي نحو الكمال، شرط معرفة مصداق الكمال، وهو الایمان باللّه تعالی.

    مـنشأ‌ القـیم‌ فـي المنظور القرآني:

    هناك‌ أكثر‌ مـن‌ خـمسین آیـة في‌ القرآن‌ الكریم قرنت الایمان بالعمل‌ الصالح، باعتبارهما شرطین للسعادة، كما في قوله تعالی:

    ﴿الذین آمنوا وعملوا الصالحات﴾

    وفي قوله‌ عز وجل:

    ﴿والذیـن آمـنوا وعـملوا الصالحات‌ سندخلهم‌ جنات تجري‌ من‌ تحتها‌ الانهار خـالدین فـیها أبداً﴾

    وفي قوله تعالی:

    ﴿ومن یعمل من الصالحات من ذكر أو اُنثی وهو مؤمن‌ فاُولئك‌ یدخلون الجنة ولا یظلمون نقیراً﴾

    وثـمة‌ آیـات‌ أخـری‌ أشارت‌ للایمان وحده، باعتباره‌ شرطاً‌ للسعادة، كما جاء في قـوله تعالی:

    ﴿وعد اللّه المؤمنین والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار‌ خالدین‌ فیها‌ ومساكن طیبة في جنات عدن ورضوان مـن‌ اللّه اكـبر‌ ذلك‌ هو‌ الفوز‌ العظیم﴾

    وتوجد طائفة ثالثة من الآیات اعتبرت العـمل الصـالح هو شرط السعادة كما قال تعالی:

    ﴿للذین أحسنوا الحسنی وزیاة ولا یرهق وجوههم قتر ولا ذلّة‌ اُولئك أصحاب الجنة هـم فـیها خـالدون﴾

    وطرحت بعض الایات إطاعة اللّه والرسول باعتبارها ملاكاً للسعادة كما في قوله تـعالی:

    ﴿تـلك حـدود اللّه ومن یطع اللّه ورسوله یدخله جنات‌ تجری‌ من تحتها الانهار خالدین فیها وذلك الفوز العظیم﴾

    ومـعلوم أن إطـاعة اللّه ورسـوله مترتبة أساساً علی الایمان بهما.

    وفي قبال الآیات السابقة هناك آیات كثیرة اُخری تـدلّ‌ عـلی‌ أن الكفر باللّه والانبیاء والیوم الآخر یقود الی العذاب والخسران الأبدیین، ولكننا نحجم عن ذكـرها تـحاشیاً للاطـالة، كما أن هناك آیات اعتبرت إطاعة‌ الشیطان‌ والظلم والطغیان وأمثالها من عوامل‌ الفساد،‌ مشیرة الی أنـها تـوجب دخول النار.

    وثمة آیات أكدت أن لیس لعمل الكفار قیمة أخلاقیة، كما قال تـعالی:

    ﴿إن الذیـن كـفروا لن‌ تغنی‌ عنهم أموالهم ولا أولادهم‌ من‌ اللّه شیئاً واُولئك أصحاب النار هم فیها خالدون مثل ما یـنفقون فـی هذه الحیاة الدنیا كمثل ریح فیها صرّ أصابت حرث قوم ظلموا أنـفسهم فـأهلكته ومـا ظلمهم اللّه ولكن‌ أنفسهم‌ یظلمون﴾.

    وقال أیضاً:

    ﴿مثل الذین كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدّت به الریـح فـی یـوم عاصف لا یقدرون مما كسبوا علی شيء ذلك هو الضلال البعید﴾.

    وقال أیضاً:

    ﴿والذیـن كـفروا‌ أعمالهم كسراب بقیعة یحسبه الظمآن ماء حتی إذا جاءه لم یجده شیئا﴾.

    وقال أیضاً:

    ﴿وقدمنا‌ إلی ما عملوا مـن عـمل فجعلناه هباءً منثوراً﴾.


    --------------------------
    آية الله العظمى الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الله تعالى عليه








المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X