بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ 4 سورة يوسف ..
الحديث ذو شجون وقد وربي يطول فأرجو التحمل والتمعن فيما أقول ..
هذه الآية المباركة جاءت على لسان تبي الله يوسف على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام يحدِّث فيها آباه برؤيا رآها في المنام رأى فيها أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين ، لتتحقق رؤياه بعد سنين صبر فيها على ابتلاء الله وأدى فيها دوراً عظيماً أنقذ به أمة من موت محقق بسبب المجاعة التي حصلت في ذلك الزمان ..
قال تعالى: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 100 سورة يوسف ..
ينحصر حديثي هنا في سجود أخوة وأبواه يوسف له وفي أي إطارٍ يقع أهو في إطار العبودية أم في إطار التعظيم والتكريم ليوسف على ما قام به من دور عظيم أحيا به نفوساًكثيرة من الموت بسبب المجاعة والقحط ..
لقد بينت الآية الكريمة كيفية السجود ليوسف وذلك من خلال قوله تعالى وخروا له سجداً ..
خرو له سجداً أي سجدوا له ببكاء وانكسار وخضوع ..
نرى من الساجدين ليوسف آباه وهو نبي من أنبياء الله ، لا يُعقل أن يسجد نبي لمخلوق بقصد العبودية له من دون الله ..
من هنا نصل إلى خلاصة تقول أن سجود أخوة يوسف وأبواه لم تخرج عن حدود التعظيم والتكريم ليوسف ولا تتعدى إظهار الشكر له على ذلك الدور الذي قام به بإذن الله ..
بعد هذا البيان أتوجه بالخطاب إلى كل وجه سهام الموت في قلب الأمة من خلال إطلاق خطابات التكفير ليغسل بها أدمغة الشباب ويحشو عقولهم بأن الزائر للولي والمسلِّم عليه مشرك يستحق الإعدام ومن ثم يفخخهم ويطلقهم أسلحة مدمرة لكل من توجه لولي من أولياء ضحى بالنفس والنفيس من أجل إعلاء كلمة الله بالسلام عليه راجياً بذلك القربى لله لا بالسجود له ، أتوجه إليه قائلاً هل خفت عليك الآية الكريمة القائلة وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 169 سورة آل عمران ، أم أنها لم تكن في كتاب الله ..
للأسف لم يكتفِ أولئك المضلون بتكفير من يزور الأولياء عند قبورهم بل وصل بهم الأمر لأن يكفروا من طابت نفسه بالسلام على رسول الله والذي هو عند عامة المسلمين أنه حي يسمع الكلام ويرد السلام ..
مادري أي دولة ستقيمون في بلاد الإسلام وعلى من تحكمون وأنتم تكفرون أغلب طوائف المسلمين وتحيكون لهم الحيل للخلاص منهم ، بفكركم الضال المضل ، أكيد ستقيمون دولة بلا شعب وتحكمون أرضاً بلا بشر ، وذلك لتعديكم على لحدود الله وقتلهم لعباد الله ..
في الختام أقول: الله جلَّ وعلا جعل سجود بشر لبشر تعظيماً وشكراً ، قربة وطاعة له وأنتم تقتلون المُسَلِّم على البشر لا لشيء إلا لغاية شيطانية تنتظرونها من وراء فعلكم الذي يندى له الجبين ..
لن يكون لكم ما أردتم ولن تقيموا دولة باطل لأنَّ أُسها باطل وما قام على باطل ..
تعليق