بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الحلقة الثانية من سلسلة ماذا يعرف أهل السنة عن أهل البيت (عليهم السلام) وغايتنا تذكيرهم بالاحاديث التي وردت عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) التي نقلتها مصادرهم المعتبرة, وحكم عليها كبار علمائهم بالتواتر والشهرة وهم القائلين :ان مذهبي ما صح السند, وهم القائلين أيضا: ان كلام رسول الله هو الوحي الثاني ولايجوز لاحد ان يخالف كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن هنا نحن نذكرهم لعلهم يتذكرون
فهناك العديد من الاحاديث التي توجب على الأمة الإسلامية جمعا ان تطيع أهل البيت وتتمسك بهم وتكون معهم لانهم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه واله) وبما انه لا يجوز مخالفة رسول الله فكذلك لايجوز مخالفة أهل البيت (عليهم السلام)
فيروي ابن أبي شيبة في مصنفه
يقول ابن أبي شيبة :((حدثنا عمر بن سعد أبو دود الحفري , عن شريك عن الركين , عن القاسم بن حسان , عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اني تارك فيكم الخليفتين من بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي , وانهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)) المصنف ج11ص452حديث11725
وكذلك يروي أبن كثير تلميذ ابن تيمية :يقول حدثنا أسود بن عامر , حدثنا شريك , عن الركين , عن القاسم بن حسان , عن زيد بن ثابت , قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):اني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض , وعترتي أهل بيتي , ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض )).
جامع المسانيد والسنن :ج4ص508 حديث 2847
وهذا الحديث ليس فقط عند اهل السنة صحيح ومشهور بل حتى عند السلفية صحيح وذلك بشهادة الألباني وغيره حيث يقول .
- إِنَّي تاركٌ فيكم خليفتينِ : كتابُ اللهِ حبلٌ ممدودٌ ما بينَ السماءِ والأرْضِ ، وعترتي أهلُ بيتي ، و إِنَّهما لن يتفرقا حتى يرَِدا عَلَيَّ الحوْضَ
الراوي : زيد بن ثابت / المحدث : الألباني / المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2457 / خلاصة حكم المحدث : صحيح
أقول قد تواتر معنى هذا الحديث عند أهل السنة وان رسول الله أوصى بالرجوع من بعده الى الخليفتين وهما (الكتاب والعترة)
فبعد ان عرفنا هذا الحديث متواتر ومشهور ولاغبار عليه عند قاطبة أعلام السنة, نأتي الأن إلى متن الحديث ونرى ماذا يريد رسول الله صلى الله عليه واله منا ؟
الحديث يقول (تركت فيكم خليفتين ) لنعرف معنى الخليفة بالغة العربية كما وردفي معاجم اللغة تقول الخَلِيفَةُ : هو المُسْتَخْلَفُ
مُسْتخلف ، من يخلف غيره ويقوم مقامه
و الخَلِيفَةُ : السُّلْطَانُ الأَعْظَم ، إمام ليس فوقه إمام.
فرسول الله (صلى الله عليه واله) امر امته جميعاً بالرجوع من بعده الى شيئين وهما الكتاب والعترة فلماذا لا نرى الامتثال من اغلبية الناس الى تطبيق وصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) في عترته ؟.
وطاعة رسول الله واجبة بنص القران الكريم ومصير من يخالف امر رسول الله (صلى الله عليه واله) معلوم ,فلماذا يا اهل السنة تخالفون رسول الله عمداً
ثم ان مصير من لم يمتثل امر رسول الله في الكتاب والعترة قد صرح عنه رسول الله في احاديث عدة متواترة ايضا منها :«قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر; كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . رواه الترمذي في صحيحه 5 / 621.
فمن لم يمتثل امر رسول الله في الكتاب والعترة بلا شك يكون على ضلال مبين وهذا وعد وعده الصادق الأمين,
وعليه لابد من الامتثال لامر رسول الله في الكتاب والعترة وجعلهما الخليفتين دون الغير .
تعليق