كربلاء ثورة متصلة بنهضة المهدي عج
كربلاء ثورة متصلة بنهضة المهدي عج
كان شعار الثورة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الحاكم الظالم والمنحرف "يزيد بن معاوية" هو (الإصلاح)، كما قال (عليه السلام): (... وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليَّ أصبر حتى يحكم الله...).
والإمام المهدي "عج" هو الذي ستتحقّق على يديه دولة الحق والعدل الإلهيين، ويحقّق شعار "الإصلاح" الذي حمله جدّه الإمام الحسين (عليه السلام).
وما بين الثورتين في المرحلة الفاصلة هي ساحة الجهاد والصراع ضدّ كلّ قوى الفساد والظلم والجور من أجل أن يتمكن الإنسان المجاهد من الإنتصار في مكان أو الإستشهاد في مكانٍ آخر، ليبقى صوت الحق مرتفعاً وعالياً حتى لا يسيطر الإنحراف على كلّ الحياة الإنسانية من كلّ جوانبها.
ويمكننا بالرجوع إلى المرحلة الفاصلة أن نلاحظ ثلاثة أقسام مرّ بها العاملون في سبيل الحق وفي طريق إعلاء كلمة الله عزّ وجلّ، وهذه الأقسام هي التالية:
- القسم الأول: "زمن الأئمة بعد الحسين (عليه السلام) إلى زمن الغيبة الصغرى"، وفي هذه المرحلة نلاحظ أنّ الأئمة تعرّضوا فيها لمضايقاتٍ عديدة من العهدين الأموي والعباسي لإدراكهم القيمة الإيمانية والمعنوية العالية لأشخاصهم في نفوس وقلوب أبناء الأمة الإسلامية، وأبرز المضايقات كانت في الحجر على أولئك الأئمة العظام من الإتصال والتواصل مع الناس والجماهير إلّا في فتراتٍ قصيرة نسبياً خصوصاً في زمن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، حيث كان الصراع بين الأمويين والعباسيين على أشدّه للاستيلاء على السلطة من جانب العباسيين والإمساك بها من جانب الأمويين، وكانت تلك الفترة الفرصة الذهبية لنشر أحكام الإسلام المحمدي الأصيل خصوصاً في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي استغلّ تلك الفرصة ونشر الأحكام بشكلٍ مباشر، ومن خلال الذين تتلمذوا على يديه وانطلقوا في أرجاء العالم الإسلامي ينشرون فقه آل محمد "فقه الإسلام الأصيل" ومفاهيمه السليمة عن التزييف والتحريف، لكن للأسف فإنّ تلك الفترة انتهت عندما سيطر العباسيون على الحكم من خلال انتصارهم على الأمويين وتشريدهم، وعند ذلك اشتدّت المضايقات أكثر على الأئمة (عليهم السلام) لأنّ العباسيين انتصروا على الأمويين بشعار "يا لثارات الحسين (عليه السلام)"، ذلك الشعار الذي جعل الكثير من المسلمين المضطهدين من السلطة الأموية يسيرون تحت اللواء العباسي للتخلّص من تلك السلطة الدموية التي سفكت دماء أتباع الأئمة ومحبّيهم وأتباعهم حتى على مستوى الشخصيات الكبيرة كحجر بن عدي وميثم التمار وعمار بن ياسر وغيرهم كثير ممّن صحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
تعليق