نص الشبهة:
ما هو ردُّكم على مَنْ يدَّعي أنَّ مَنْ قتل الحسين (ع) هم الشيعة؟
الجواب:
لم يكن فيمَن ساهم في قتل الحسين (ع) أحدٌ مِن الشيعة، فإنَّ لمفهوم التشيُّع معنىً واضحاً ومحدَّداً ولم يكن هذا المفهوم ينطبق على واحدٍ ممَّن شارك في قتل الحسين (ع) فضلاً عن دعوى أنَّ كلَّ مَنْ شارك في قتلِه كان مِن الشيعة.
فهذه الدعوى تُعدُّ جناية على التاريخ ومجافاة للحقيقة وتضليلاً للرأي العامّ، ولا يخفى على كلِّ مَنْ له أدنى معرفةٍ بوقائع التاريخ أنَّ منشأ هذه الدعوى هو الأضغان الكامنة في القلوب والحيرة في تفسير واقعٍ استعصى على القوم تبريره بما يتناسب والمتبنَّيات التي تمسَّكوا بها وجهدوا مِن أجل الانتصار لها فجنحتْ بهم عن الحقِّ فظهروا في مظهرٍ يأبى كلُّ عاقلٍ أنْ يظهرَ به، فلا لمآربِهم بلغوا ولا بصوابهم احتفظوا، فهُم النحل: 92.﴿ ... كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ... ﴾ 1.
فتلك كمائنُ القلوب لا تدعُ لواجدِها سبيلاً لإخفائها، ورغم ذلك فنحن سنجيبُ عن هذه الشبهة وذلك بواسطة إيقاف القارئ الكريم على هويَّة مَنْ شارك في قتل الحسين الشهيد (ع) فنقول إنَّه يمكن تصنيفهم إلى أربع طوائف:
الطائفة الأولى
كانوا مِن الخوارج أو مَن ينحو نحوهم في الاعتقاد بخروج الحسين (ع) عن الإسلام أو أنَّه كان مُخطئاً وعاصياً 2 -والعياذ بالله-، ويتَّضح ذلك مِن ملاحظة كلمات بعض مَنْ شارك في المعسكر الأمويِّ الذي قاتل الحسين (ع) يوم العاشر، ونذكرُ لذلك بعض النماذج:
النموذج الأوَّل
ما ذكره ابنُ الأثير في الكامل وذكره آخرون أيضاً أنَّ القوم لمَّا أقبلوا يزحفون نحو الحسين (ع) كان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي، فصاح أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحابُ الحسين (ع): هذا الحسين فما تُريد منه؟ قال: يا حسين أبشر بالنار، قال الحسين (ع): كذبتَ بل أقدِمُ على ربٍّ غفورٍ كريم مُطاعٍ شفيع فمَن أنت؟ قال: أنا ابن حوزة فرفع الحسينُ (ع) يديه حتَّى بانَ بياض إبطيه وقال: اللهمَّ حزه إلى النار، فغضب ابنُ حوزة وأقحم الفرس إليه..." 3.
هذا نموذج يُعبِّر عن رأي بعض مَن كان في معسكر عمر بن سعد في الحسين (ع) وأنَّه بنظرهم مستحقٌّ للنار. وليس ثمَّة أحدٌ مِن المسلمين يرى هذا الرأي سوى الخوارج ومَن ينحو نحوهم.
النموذج الثاني
ما ذكره ابنُ كثير في البداية والنهاية قال : "وكان عمرو بن الحجَّاج -وهو مِن القوَّاد في المعسكر الأمويِّ الذي قاتل الحسين (ع) - قال لأصحابه يوم العاشر : "قاتلوا مَن مَرق عن الدين وفارق الجماعة، فصاح الحسينُ (ع) : "ويحك يا عمرو أعليَّ تُحرِّض الناس؟ أنحن مَرقنا مِن الدين وأنت تُقيمُ عليه؟ ستعلمون إذا فارقتْ أرواحُنا أجسادَنا مَن أولى بصليِّ النار" 4.
وهذا النموذج أبلغُ مِن الأوَّل حيثُ صرَّح فيه ابنُ الحجَّاج عن رأيه في الحسين (ع) وأصحابه وأنَّهم مَرقوا مِن الدين، ويبدو أنَّ هذا الشعار كان يستهوي القوم وإلاَّ لما استعمله ابنُ الحجَّاج لتحفيز العزائم، وهو ما يُعبِّر عن أنَّ شريحةً كبيرة في المعسكر الأمويِّ كانت ترى هذا الرأي في الحسين (ع).
النموذج الثالث
ما ذكره الطبريُّ في تاريخه : وروى عن الضحَّاك المشرقي قال: لمَّا أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرمُ في الحطب والقصَب الذي كنَّا ألهبنا فيه النار.. إذ أقبل رجلٌ يركضُ على فرسٍ كامل الأداة.. فنادى بأعلى صوته: "يا حسين استعجلتَ النار في الدنيا قبل نارِ القيامة" فقال الحسين (ع): "مَن هذا كأنَّه شمرُ بن ذي الجوشن فقالوا: نعم أصلحك الله هو هو..." 5.
وهذا النموذج يُعبِّر عمَّا ذكرناه مِن أنَّ رأي بعض مَن شارك في قتل الحسين (ع) هو رأي الخوارج.
النموذج الرابع
وروي عن الضحَّاك بن عبد الله المشرقي قال: "فلمَّا أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلَّه يُصلُّون ويستغفرون ويدعون ويتضرَّعون قال: فتمرُّ بنا خيلٌ لهم تحرسنا وأنَّ حسيناً ليقرأ : ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ... ﴾ 6 فسمعها رجلٌ مِن تلك الخيل التي كانت تحرسُنا فقال: نحن - وربِّ الكعبة- الطيِّبون ميَّزنا منكم..." 7 وهذا النموذج يُعبِّر عن أنَّ بعض مَنْ كان في المعسكر الأموي يرون أنَّهم على صوابٍ في موقفِهم وأنَّهم الطيِّبون وأنَّ مَنْ يواجهونهم هم الخبيثون وهو ما يُعبِّر عن رؤيتهم في قتل الحسين (ع) وأنَّه مِن الطاعات والقُربات.
النموذج الخامس
قال حميد بن مسلم: "... فلمَّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي قال للحسين (ع): يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء... وأحبُّ أنْ ألقى ربِّي وقد صلَّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُها قال: فرفع الحسينُ رأسَه ثمَّ قال: ذكرتَ الصلاة جعلَك الله مِن الذاكرين نعم هذا أوَّل وقتها ثمَّ قال: سلوهم أنْ يكفُّوا عنَّا حتَّى نُصلِّي فقال لهم الحصين بن تميم : إنَّها لا تُقبل فقال له حبيب بن مظاهر: لا تُقبل! زعمتَ الصلاة مِن آل رسول الله لا تُقبل..." 8.
هذا نموذج آخر يُعبِّر عن رأيهم في الحسين (ع) وموقفِه.
النموذج السادس
ما رواه الطبري أنَّ حميد بن مسلم قال: ثمَّ أنَّ عمر بن سعد نهض إليه عشيَّة الخميس لتسعٍ مضينَ مِن المحرَّم ونادى: يا خيلَ الله اركبي وأبشري..." 9.
وهذا النصُّ مِن أبلغ النصوص على ما ندَّعيه، فعمرُ بن سعد وإنْ لم يكن يعتقدُ بما يقول إلاَّ أنَّه استخدم هذا الشعار لتعبئة جيشِه واستنهاض عزائمِهم لمعرفتِه بما انطوت عليه ضمائرُهم مِن اعتقادٍ بأنَّ حرب الحسين (ع) يقعُ في سياق الطاعات والقُربات، وليس مَنْ يعتقد ذلك إلاَّ الخوارج أو مَنْ ينحو نحوهم.
وثمَّة نماذجُ أخرى يقفُ عليها مَن يطَّلع على المصادر التي تصدَّت لبيان تفاصيل مقتل الحسين (ع).
الطائفة الثانية
كانوا ممَّن غرَّتهم الدنيا وطمعوا في الحظوة مِن يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد، وهؤلاء وإنْ كان منهم مَن يعرف مقام الحسين (ع) وأنَّه لا يحلُّ لهم استباحةُ دمه إلاَّ أنَّهم لا يكترثون بذلك، ويمكن الاستشهاد لذلك بمجموعة مِن المواقف التي ذكرها المؤرِّخون:
الموقف الأوَّل
ما ذكره الطبريُّ وابنُ الأثير في الكامل و أحمدُ بن أعثم الكوفي في فتوحه، وغيرهم : "إنَّ عمر بن سعد تقدَّم نحو عسكر الحسين (ع) ورمى بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنِّي أوَّل مَن رمى، ثمَّ رمى الناس..." 10.
هذا الموقف يُعبِّر أبلغ تعبير عن مدى حرص ابن سعدٍ على أنْ يكون في الموقع القريب مِن ابن زياد، وأيُّ شيءٍ يبتغيه ابن سعد مِن ذلك غير الدنيا التي توهَّم أنَّ أزمَّتها بيد ابن زيادٍ وأميره يزيد بن معاوية، فهو يخشى أنْ يتَّهمه ابنُ زياد بالتلكُّؤ ويطمح بأنْ يبلغ أكمل الرضا بموقفِه هذا.
ولذلك بالغ في أنْ يتمثَّل أوامر ابن زياد على أكمل وجه، حيث أمره فيما أمره : "أمَّا بعد... فإنْ قُتل حسينٌ فأوطئ الخيل صدرَه وظهره ولستُ أرى أنَّه يضرُّ بعد الموت ولكن عليَّ قولٌ قلتُه لو قتلتُه لفعلتُ هذا به فإنْ أنتَ فعلتَ هذا به جزيناك جزاءَ السامع المطيع، وإنْ أبيتَ فاعتزل عملنا..." 11.
وقد امتثل ابنُ سعدٍ ذلك، فقد ذكر المؤرِّخون، منهم الطبري وابنُ الأثير : "ونادى ابنُ سعد ألا مَن ينتدب إلى الحسين فيوطئ الخيل صدرَه وظهرَه فقام عشرة... فداسوا بخيولِهم جسدَ الحسين (ع) ثمَّ أمر بقطع رأسه ورؤوس أصحابه وسرَّح بهم إلى ابن زياد..." 12 .
كلُّ ذلك كان حرصاً مِنه على الدنيا وخشيةً مِن زوال حُطامها مِنه. ولقد ذكر المؤرِّخون الحوار الذي دار بين ابن سعد وابن زياد حيث كان قد أمَّره على أربعة آلاف يسير بهم إلى "دستبي" لأنَّ الديلم قد غلبوا عليها وكتب له عهداً بولاية الري وثغر دستبي والديلم، فلمَّا بلغ الحسين (ع) كربلاء أمرَه بأنْ يخرج بالجيش إلى كربلاء فاستعفاه فاستردَّ ابن زياد العهد مِنه واستمهله ليلته... وعند الصباح أتى ابنَ زياد وقال: إنَّك ولَّيتني هذا العمل وسمع به الناس فأنفذني له وابعث إلى الحسين مَن لستُ أغنى في الحرب مِنه، فقال ابنُ زياد لستُ أستأمرك فيمَن أُريد أنْ أبعث فإنْ سرتَ بجندنا وإلاَّ فابعثْ إلينا عهدنا فلمَّا رآه مُلحَّاً قال إنِّي سائر" 13.
الموقف الثاني
ذكره ابن الأثير في الكامل قال: قال مسروقُ بن وائل الحضرمي: "كنتُ في أوَّل الخيل التي تقدَّمتْ لحرب الحسين لعلِّي أُصيب رأسَ الحسين (ع) فأحظى به عند ابنِ زياد..." 14.
الموقف الثالث
ما ذكره الطبري أنَّ خولِّي جاء برأس الحسين (ع) إلى القصر فوجد باب القصر مُغلقاً فأتى منزله فوضعه تحت أُجَّانه، وكانت له زوجة اسمها النوار بنت مالك فقالت له ما الخبر؟ ما عندك؟! قال خولِّي: "جئتُكِ بغنى الدهر، هذا رأسُ الحسين معكِ في الدار..." 15.
الموقف الرابع
ذكر ابنُ عبد البر في الاستيعاب أنَّ خولِّي بن يزيد الأصبحي 16 جاء بالرأس الشريف إلى ابن زياد وقال له:
املأ ركابي فضَّةً أو ذهبـا إنِّي قتلتُ السيِّد المحجَّبــا وذكر ابنُ الأثير أنَّ الذي قال ذلك هو سنان بن أنس 17، وفي كشف الغمَّة 18 وكتاب الفتوح 19 هو بشر بن مالك، وفي بعض المصادر أنَّ القائل هو الشمر 20.
الموقف الخامس
ذكره الخوارزمي في مقتل الحسين (ع) أنَّ الذين وطأوا جسد الحسين (ع) وهم عشرة أقبلوا إلى ابن زياد يقدمُهم أُسيد بن مالك وهو يرتجز:
نحن رضننا الصدرَ بعد الظهر بكلِّ يَعبوبٍ شديد الأسـر 21 فأمر لهم بجائزة يسيرة.
الموقف السادس
ذكره الطبريُّ وجمعٌ مِن المؤرِّخين قال: " ولمَّا قُتل الحسين بن عليٍّ (ع) جيء برأسه وبرؤوس مَن قُتل معه مِن أهل بيته وشيعته وأنصاره إلى عبيد الله بن زياد فجاءت كندة بثلاثة عشر رأساً وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، وجاءت تميمُ بسبعة عشر رأساً وجاءت بنو أسد بستَّة أرؤس، وجاءت مذحج بسبعة أرؤس، وجاء سائر الجيش بسبعة أرؤس فذلك سبعون رأساً..." 22.
تقسيم الرؤوس بهذه الطريقة يُعبِّر عن حرص القبائل التي شاركتْ في قتل الحسين (ع) على أنْ تحظى بالرضا مِن ابن زياد.
وكيف يكون هؤلاء مِن الشيعة؟! هل لأنَّهم مِن الكوفة أو لأنَّهم كانوا في جيش عليٍّ (ع) عندما كان خليفة؟
سيتَّضح فيما سنذكرُه لاحقاً أنَّ أكثريَّة أهل الكوفة لم يكونوا مِن الشيعة آنذاك وأنَّ مشاركة الكثير مِنهم في جيش عليٍّ (ع) منشؤه أنَّ عليَّاً (ع) كان في موقع الخلافة.
الطائفة الثالثة
كانوا ممَّن يحملون ضغناً وحقداً على الحسين (ع) فكانت مشاركتُهم بدافع التشفِّي والانتصار لأضغانٍ كانوا يكتوون بها.
ويمكن الاستشهاد لذلك بمجموعة مِن المواقف تناقلتها كتبُ التأريخ:
النموذج الأوَّل
ما ذكره الطبري وغيرُه أنَّ عليَّ بن الحسين الأكبر لمَّا كان في المعركة أبصره مُرَّة بن منقذ العبدي فقال: "عليَّ آثام العرب إنْ لم أُثكل أباه به فطعنه بالرمح في ظهره وضربه بالسيف على رأسه ففلقَ هامتَه" 23.
هذا الموقف كما تلاحظون يُعبِّر عن مستوى الغيظ الذي يحمله هذا الرجل على الحسين (ع)، فكان الدافع مِن اغتياله لعليٍ الأكبر (ع) هو إدخال الحزن والأسى في قلب الحسين (ع) .
النموذج الثاني
ذكره الطبري وآخرون أنَّ شمر بن ذي الجوشن حمل حتَّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى عليَّ بالنار حتى أحرقَ هذا البيت على أهله، قال فصاح النساء وخرجن مِن الفسطاط، قال: وصاح به الحسين يا ابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي! حرَّقك الله بالنار 24.
ولم يكن عمر بن سعد أحسن حالاً مِن الشمر، فقد أمر كما يذكر الطبري 25 وغيره 26 بإحراق خيم الحسين (ع) فأُحرِقت. ولا أظنُّ أنَّنا بحاجة للتعليق على هذا الموقف فَقَدْ فَقَدَ القومُ صوابَهم فأخذوا يُعبِّرون بأقبح تعبير عمَّا اكتوت به ضمائرهم من الغِلِّ .
النموذج الثالث
ذكر الفتال النيسابوري في روضة الواعضين:"أنَّ الحسين جعل يطلبُ الماء وشمر يقولُ له والله لا ترده أو ترد النار، فقال له رجل: ألا ترى إلى الفرات يا حسين كأنَّه بطون الحيَّات! والله لا تذوقُه أو تموت عطشاً، فقال: الحسين اللهمَّ أمتْه عطشاً" 27.
هذه بعض النماذج المُعبِّرة عمَّا كان يُكنُّه قتلةُ الحسين (ع) مِن حقدٍ بلغ مداه فأفصحتْ عنه قسوةٌ لم يعرفِ التأريخُ لها نظير، فلم تكن بشاعةُ ما ارتكبوه تُكافئ مقدار ما انطوت عليه قلوبُهم، فكلَّما أوغلوا في القسوة وجدوا أنَّ غليلَهم يزداد التهاباً، فعمد بعضُهم إلى أطفالِ الحسين (ع) يذبحونهم ذبحاً 28، وقصد آخرون جسدَه الذي أعياه النزف لينهالوا عليه بسيوفهم وهو صريع 29، فلم يكن لها مِن أثرٍ غير أنَّ وقعها يُبلسم أرواحَهم المهترئة فكان بعضُهم يركله برجله 30، وآخر يقطع إصبعه 31، وثالث يحزُّ معصمَه 31، ورابعٌ يقطع رأسَه 32، وخامسٌ يسلبُ ثيابه 33، وآخرون يوطئون الخيل ظهرَه وصدره 21 ولم يجد بعضُهم غير الحجارة يرضخونَ بها جسدَه 34.
فما وجدوا لكلِّ ذلك رِواءً لغليلهم فقصدوا حرمه وروَّعوا بناته ونساءه بعد أنْ أحرقوا خيامه وسلبوا متاعه، فكانوا يسلبون النساء الملاحفَ من على ظهورهن، ويعدو آخرون بخيولهم خلف أطفال الحسين (ع) ليطأوهم بحوافرها.
فأيُّ منصفٍ يقفُ على كلِّ هذه المشاهد ثمَّ يجرؤ فينسب هؤلاء إلى شيعة الحسين (ع)، هؤلاء لم يكونوا يتديَّنوا بدين كما أفاد الإمام الحسين (ع) حينما قصدوا رحلَه وحالوا بينَه وبين أهلِه: "ويلكم إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في أمر دنيا كم أحراراً ذوي أحساب..." 35.
الطائفة الرابعة
كانوا ممَّن استبدَّ بهم الخوف مِن بطش يزيد وعُبيد الله بن زياد، ونذكر لذلك بعض الأمثلة:
الأوَّل
ما ذكره الدينوري في الأخبار الطوال قال: إنَّ ابن زياد بعث إلى الحُصين بن نُمير وحجَّار بن أبجر وشمرَ بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وأمرهم بمعاونة ابن سعد فاعتلَّ شبث بالمرض فأرسل إليه أنَّ رسولي يُخبرني بتمارضِك وأخافُ أنْ تكون مِن الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنَّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنَّا معكم إنَّما نحن مستهزئون ، فإنْ كنت في طاعتنا فأقبِل مسرعاً فأتاه بعد العشاء لئلاَّ ينظر إلى وجهه فلا يجدُ عليه أثر العلَّة ووافقه على ما يريد 36.
الثاني
روى ابنُ سعد في طبقاته وقال: لمَّا سرَّح ابنُ زياد عمرَ بن سعد أمر الناس فعسكروا في النُخيلة، وأمر أنْ لا يتخلَّف أحد منهم وصعد المنبر فقرَّض معاوية... ثمَّ قال فأيَّما رجلٍ وجدناه بعد يومنا هذا متخلِّفاً عن العسكر برئت منه الذمَّة... ثمَّ خرج ابنُ زياد فعسكر... ثمَّ إنَّ ابن زياد استخلف على الكوفة عمرو بن حريث وأمر القعقاع بن سويد بالتطواف بالكوفة فوجد رجلاً مِن همدان قد قدم يطلب ميراثاً له بالكوفة فأتى به ابن زياد فقتلَه فلم يبقَ محتلمٌ إلاَّ خرج إلى العسكر بالنُخيلة 37.
هذا النصُّ ونصوصٌ أخرى كثيرة تُعبِّر عن أنَّ واحداً مِن دوافع المُساهمة في حرب الحسين (ع) هو الهلَع الذي انتاب جمعاً مِن أبناء الكوفة مِن بطش ابن زياد ولم يكن هؤلاء مِن الشيعة بل كانوا ممَّن يطمع في العافية، فلو كانت بجنب الحسين لوقفوا معه، ولأنَّها كانت بجانب عُبيد الله بن زياد آثروا أنْ يقفوا معه طمعاً في العافية رغم يقينَهم بعدم لياقتِه للإمارة ورغم إدراكِهم بجدارة الحسين (ع) للزعامة والرياسة.
فهؤلاء لم يكونوا مِن الشيعة، إذ أنَّ الشيعة هم مَن اعتقدوا إمامة الحسين (ع) وأنَّه مفترض الطاعة مِن الله وأمَّا مجرَّد الميل الذي يكنُّه بعضُهم للحسين (ع) أو اعتقادهم بلياقتِه لإدارة شؤون الحكم فهو لا يُعبِّر عن تشيُّعهم وإلاَّ كان أكثر المسلمين في عصر يزيد بن معاوية مِن الشيعة، وهذا ما لا يلتزمُ به مثيروا هذه الشبهة.
وأمَّا أنَّ كثيراً مِن أبناء الكوفة كانوا قد راسلوا الحسين (ع) ووعدوه بالمؤازرة فهذا وإنْ كان قد وقع إلاَّ أنَّ ذلك لا يُعبِّر عن إيمانهم بإمامة الحسين (ع) بالنحو الذي يؤمنُ به الشيعة، وإنَّما لأنَّهم وجدوا في سياسة معاوية معهم قسوةً وضيقاً ولم يكن بنظرهم أحد قادراً على تخليصهم مِن سطوة بني أميَّة سوى الحسين (ع)، ذلك لأنَّهم قد عرفوا أنَّ الحسين (ع) قد رفض أشدَّ الرفض دعوة معاوية لمبايعة يزيد على ولاية العهد 38 ثمَّ رفض البيعة ليزيد بعد هلاك معاوية وخرج مِن المدينة إلى مكَّة الشريفة مُعلناً رفضَه للبيعة، كما أنَّهم يُدركون التقدير الذي يحظى به الحسين (ع) في قلوب الناس نظراً لقرابتِه مِن رسول الله (ص) ونظراً لسجاياه المتميِّزة، فهذا هو ما برَّر اختياره دون غيره مِن الصحابة، فالحسينُ (ع) بنظرهم أليقُ الناس بمنصب الخلافة مِن بني أميَّة وأنَّه لو استلم الحكم لسار فيهم بالعدل والإحسان.
وذلك لا يُعبِّر عن إيمانهم بإمامته بالمعنى الذي يُؤمن به الشيعة، فالتشيُّع لا يعني الحبَّ للحسين ولأهل البيت (ع) كما لا يعني الإدراك أو الاعتقاد بأنَّ الحسين أليق بالخلافة مِن يزيد ومِن بني أميَّة وإلاَّ لكان أكثر المسلمين شيعة.
نعم التشيُّع يعني الاعتقاد بأنَّ الحسين (ع) هو الإمامُ المفترض الطاعة مِن قبل الله وأنَّه الأليقُ بمنصب الخلافة على الإطلاق بعد أخيه الحسن (ع) وبعد أبيه عليِّ بن أبي طالب (ع)، وأنَّ رسولَ الله (ص) هو الذي أخبر عن الله بأهليَّته وباستحقاقِه لذلك كما أخبر عن أهليَّة واستحقاق أبيه عليِّ بن أبي طالب (ع) وأخيه الإمام الحسن (ع) .
هذا هو معنى التشيُّع وهذا ما يؤمن به الشيعة، ولا يوجد أيُّ نصٍّ تاريخي يُشير إلى أنَّ الذين شاركوا في قتل الحسين (ع) هم ممَّن يؤمنُ بذلك بل إنَّ النصوص التاريخيَّة صريحةٌ في غير ذلك كما اتَّضح بعض ذلك ممَّا بيَّنَّاه.
والحمد لله ربِّ العالمين..
المصادر
1. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 92، الصفحة: 277.
2. فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج 1 ص 265/ درر السمط في خبر السبط - ابن الأبار - ص 42.
3. الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 66 / إكمال الكمال - ابن ماكولا - ج 2 ص 571/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 328/ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 196/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 127.
4. البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 197/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 67/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 ص 19/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 263.
5. كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 97/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 322/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 116.
6. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 178 و 179، الصفحة: 73.
7. كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 99/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 319/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 112/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 95.
8. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 334/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 70/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 142/ أبصار العين في أنصار الحسين (ع) - الشيخ محمد السماوي - ص 120.
9. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 315/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 89/ روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 183/ الكامل - عبد الله بن عدي - ج 6 ص 210/ الإصابة - ابن حجر - ج 1 ص 362/ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 190/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 104.
10. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 326/ مثير الأحزان - ابن نما الحلي - ص 41/ كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 100/ اللهوف في قتلى الطفوف ? السيد ابن طاووس - ص 60/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 101/ الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - ص 554.
11. روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 183/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 88/ مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 ص 247/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 314/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 56/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 102.
12. الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 80/ روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 189/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 113/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 347/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 202/ الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - ص 558.
13. الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 53/ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 45 ص 50/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 310/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 95.
14. الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 66/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 328/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 126.
15. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 348/ مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - ص 79/ شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 ص 155/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 112/ مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 ص 217.
16. ذكره صريحا ابن عبد البر في الاستيعاب ج 1 ص 393 وممن صرحوا بذلك كتاب نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي - ص 216 و الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - ص 44 و تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 14 ص 252 و ابن الاثير في أسد الغابة ج 2 ص 21 و تهذيب الكمال - المزي - ج 6 ص 428 و الطبراني في معجمه الكبير راجع المعجم الكبير - الطبراني - ج 3 ص 117 وكذلك الوافي بالوفيات للصفدي - ج 13 ص 273.و ترجمة الإمام الحسين (ع) - من طبقات ابن سعد - ص 75.
17. مآل ابن الاثير إلى انه خولي بن يزيد وذكر قولاً آخر أنَّه سنان بن انس راجع أسد الغابة - ابن الأثير - ج 2 ص 21 الا انه في الكامل صرّح بأنه سنان بن انس راجع الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 79، واما المناقب لابن شهر آشوب في ج 3 ص 260 صرح بأنه سنان بن انس نقلاً عن الطبري واما الطبري فقد عبّر انه رجل من مدحج راجع تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 293وفي موطن آخر قال انه سنان بن انس تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 347 وهذا عين ما ذكره ابن كثير راجع البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 205.
18. كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج 2 ص.262.
19. كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 120.
20. نُسب هذا البيت إلى شمر بن ذي الجوشن في كتاب شرح المقامات للشريشي ج1 ص193، ولم ينسب له في أكثر المصادر التاريخية، واحتمل بعض المحققين أن منشأ النسبة هو الاشتباه لخطأٍ وقع من بعض النسّاخ حيث ورد في بعض النصوص التاريخية أن الحسين (ع) قتله شمر بن ذي الجوشن وأجهز عليه خولِّي بن يزيد الاصبحي من حمير حزَّ رأسه وأتى به عُبيد الله بن زياد وقال شمرا: (أوقر ركابي فضة أو ذهبا...) وهو خطأٌ، والصحيح انه قال شعرا أي أن خولِّي قال شعرا، إذ لو كان القائل هو الشمر لكان في موقع الفاعل وهو يقتضي الرفع وليس النصب.
21. a. b. مثير الأحزان - ابن نما الحلي - ص 60/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 ص 59/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 304/ اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - ص 80/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 80/ روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 189/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 113/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 ص 59/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 347.
22. مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 ص 259/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 ص 62/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 307/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 358/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 92/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 233.
23. مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - ص 76/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 106/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 340/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 163/ الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - ص 555.
24. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 334/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 141.
25. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 334.
26. مثير الأحزان - ابن نما الحلي - ص 58/ لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - ص 194/.
27. الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 221/ روضة الواعظين - الفتال النيسابوري - ص 185/ الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي - ص 341.
28. الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 402/ مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي - ص 187/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 ص 14/ الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 135/ تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج 2 ص 244/ بيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 3 ص 78/ مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - ص 60/ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 196.
29. البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 196/ / الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 ص 135.
30. كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 119/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 299.
31. a. b. كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 6 ص 244/ مثير الأحزان - ابن نما الحلي - ص 58/ مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 4 ص 78/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 301.
32. تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج 2 ص 244/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 346/ مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 ص 258/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 78/ كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 120.
33. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 346/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 ص 78/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 200/.
34. العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 273/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 339/ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 200/ مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - ص 155.
35. تاريخ الطبري - الطبري - ج 4 ص 344/ البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 ص 203/ اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - ص 71.
36. الأخبار الطوال - الدينوري - ص 254/ كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 89/ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 ص 386/ العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 237/.
37. الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج 6 ص 23.
38. فتح الباري - ابن حجر - ج 8 ص 442/ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 3 ص 508- 509/ الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الزيني - ج 1 ص 160.
تعليق